خامنئي ينضم إلى زعماء التصعيد اللفظي: قاطعوا إسرائيل!

تصريحات المرشد الأعلى مزايدة ومحاولة للتمايز عن دول أخرى تعمل ما في وسعها لتخفيف وقع الحرب عن الفلسطينيين، في ما يكتفي المزايدون بالمراقبة وإطلاق التصريحات.
الخميس 2023/11/02
لا شيء غير التصريحات

طهران- دعا المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي الدول الإسلامية الأربعاء إلى وقف التجارة مع إسرائيل، بما في ذلك صادرات النفط، ردا على قصفها المستمر على غزة منذ الهجوم الذي شنّته حركة حماس.

وينضم خامنئي بالدعوة إلى مقاطعة إسرائيل إلى زعماء التصعيد اللفظي في الدول العربية والإسلامية الذين ظلوا يطلقون التصريحات من دون أيّ خطوة عملية من ذلك تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان واتهاماته وتحذيراته لإسرائيل والغرب.

ويرى مراقبون أن هذه التصريحات لا تعدو أن تكون مزايدة ومحاولة للتمايز عن دول عربية وإسلامية أخرى تعمل ما في وسعها لتخفيف وقع الحرب عن الفلسطينيين عبر مختلف القنوات الدبلوماسية، في ما يكتفي المزايدون بالمراقبة وإطلاق التصريحات.

ويعزز موقف خامنئي توقعات المراقبين الذين استبعدوا تدخل إيران في الصراع. وسبق وزير الخارجية الإيراني  حسين أمير عبداللهيان خامنئي عندما دعا عقب لقاء مع نظيره التركي هاكان فيدان إلى “مقاطعة المنتجات الإسرائيلية”، معتبرا أن عليها “ألا تتردد” في قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل التي تخوض حربا دامية مع حركة حماس الفلسطينية.

الرئيس التركي شن هجوما كبيرا على إسرائيل والغرب بعد أن مال إلى الهدوء والتريث في البداية تجنبا لإثارة التوتر مع إسرائيل لحسابات اقتصادية

وقال، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء “إرنا” الرسمية بالفارسية، “واجبنا الأول في الدول الإسلامية والعربية مقاطعة المنتجات الإسرائيلية”، مضيفا “لا يجب أن يكون هناك تردد في وضع حد للعلاقات الدبلوماسية مع هذا النظام المجرم”.

واكتفى وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني الأربعاء بتحذير “بعض الدول الأوروبية التي تساعد” إسرائيل “من إثارة غضب المسلمين”. وكانت إيران رحبت بهجوم حماس، لكنها نفت أيّ انخراط لها فيه.

واتّهم البيت الأبيض إيران بـ”تسهيل” الهجمات على القوات الأميركية في الشرق الأوسط على خلفية الحرب بين إسرائيل وحماس.

وأعلنت الولايات المتحدة الجمعة مروحة جديدة من العقوبات تستهدف شبكات تمويل حماس ومصادر دعمها في إيران. وأصاب موقف إيران حماس بالخيبة ما دفع القيادي في الحركة  موسى أبومرزوق إلى توجيه اللوم لحزب الله ومن ورائه إيران.

وقال خامنئي خلال لقاء مع طلاب في طهران “على الحكومات الإسلامية أن تصرّ على ضرورة إنهاء الجرائم فورا”، مضيفا “على الدول الإسلامية وقف التعاون الاقتصادي مع النظام الصهيوني”.

ودعا إلى “وقف صادرات النفط والغذاء” إلى إسرائيل، منتقدا الحكومات الغربية التي “وقفت ضد فلسطين”، وذكر بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة بالاسم.

وأضاف “على العالم الإسلامي ألا ينسى أن أميركا وفرنسا وبريطانيا وقفت ضد الإسلام والشعب الفلسطيني المظلوم في قضية غزة. ولا ينبغي للعالم الإسلامي أن ينسى في معاملاته ومعادلاته وتحليلاته مَن وقف ضد الشعب الفلسطيني ويمارس الضغوط على هذا الشعب المظلوم ولا يقتصر الأمر على الكيان الصهيوني فقط”، وفق ما نقلت وكالة أنباء “إرنا” الإيرانية.

حح

وكان الرئيس التركي قد شن هجوما كبيرا على إسرائيل والغرب بعد أن مال إلى الهدوء والتريث في البداية تجنبا لإثارة التوتر مع إسرائيل لحسابات اقتصادية.

وقال أردوغان السبت خلال تجمع جماهيري حاشد لنصرة فلسطين في إسطنبول “إسرائيل ترتكب بشكل واضح جرائم حرب منذ 22 يوما، والآن يا إسرائيل سنعلن للعالم برمته أنك مجرمة حرب، ونقوم بالتحضير لذلك”. وأوضح أن الزعماء الغربيين لا يدعون إسرائيل حتى إلى وقف إطلاق النار، فضلا عن إبداء ردود فعل على هذه الجرائم.

واستشهد أردوغان بأبيات للشاعر محمود درويش، يقول فيها: “منكم النار ومنا الحجر، منكم السيف ومنا دمنا، منكم الفولاذ والنار ومنا لحمنا، اسحبوا ساعاتكم من وقتنا وانصرفوا. فاخرجوا من قمحنا.. من ملحنا.. من جرحنا.. من برّنا.. من بحرنا. فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا”.

ولا يستبعد أن يغير الرئيس التركي خطابه في حال حصلت تغييرات كبرى لصالح إسرائيل وبدعم من الولايات المتحدة.

وشنت حركة حماس هجوما غير مسبوق في تاريخ الدولة العبرية عبر حدود قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي أسفر عن مقتل 1400 شخص معظمهم من المدنيين، وفقا لمسؤولين إسرائيليين.

وتردّ الدولة العبرية منذ ذلك التاريخ بقصف مكثف على القطاع أوقع حتى الآن 8796 قتيلا، وفق ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

Thumbnail
1