أي تأثير لـ"حرب الأشقاء" على مستقبل السلطة في شرق ليبيا

بدأ صراع النفوذ بين ابني قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر الصدّيق وصدام يظهر للعلن وسط تساؤلات عن تأثير هذا الصراع على السلطة في شرق ليبيا.

وأشار تقرير صحفي إيطالي الأحد إلى ما وصفها بـ”حرب الأشقاء” في شرق ليبيا، في إشارة إلى المنافسة الحادة بين صدام والصدّيق حول الترشح لتولي الحكم خلال المرحلة القادمة.

وكتبت الصحافية جوليا كانيزارو بموقع “الحقيقة اليومية” أن صراعا آخر على السلطة يلوح في الأفق في ليبيا هذه المرة، بين الصدّيق حفتر (43 عاما) الابن الأكبر لخليفة حفتر (79 عاما) ، وشقيقه الأصغر صدام، وهما مختلفان تماما عن بعضهما، يتنافسان على ثقة والدهما.

ويشير التقرير إلى أن الصدّيق – كما يراه المحللون – هو “الجوكر” النظيف الذي قد يكون مفيدا لحفتر في حال فشل ترشحه في أيّ انتخابات قادمة.

 وعندما اجتاحت الفيضانات التي جرفت جزءا كبيرا من مدينة درنة وأدت إلى الآلاف من الموتى والمفقودين بسبب انهيار السدين الرئيسيين في 11 سبتمبر الماضي، كان الصدّيق في باريس حيث توقف وهو في طريقه إلى مدينة ستراسبورغ لحضور اجتماعات البرلمان الأوروبي، ومن هناك انتقل إلى بروكسيل للمشاركة في نادي الصحافة الأوروبي.

وبحسب التقرير فإن تلك الرحلة تعكس الطموحات السياسية للصدّيق الذي أجاب بثقة عن أسئلة الصحافيين “والدي، بفضل قيادته الحكيمة، كان يخمّن الأمور قبل أيام من وقوع الكارثة. تم رفع حالة التأهب القصوى، أصدر الجيش أمرا للمواطنين بإخلاء المنطقة بأكملها. ولكن بما أن هذا أمر غير مسبوق في منطقتنا، فإن العديد من السكان لم يتفاعلوا مع الأمر العسكري”.

ورغم أن تلك الرواية قد تم تفنيدها على نطاق واسع، إلا أن الصدّيق كان مدعوّا إلى تبرئة والده من تبعات الكارثة، وهو بذلك لا يختلف عن أشقائه المعروفين بولائهم لرمز الأسرة ورجل برقة القوي.

وبحسب مراقبين، فإن الصدّيق يرتبط بشبكة جيدة من العلاقات والاتصالات في أوروبا، وعندما سئل عن إمكانية ترشحه لرئاسة بلاده قال “أعتقد أن لدينا القدرة بشكل إيجابي على رأب الصدع بين الليبيين وترسيخ مبدأ المصالحة الوطنية بين كل أفراد الشعب الليبي، وهذا الدور من صميم ما تقوم به العائلة في الدفاع عن الوطن في الجانب المدني”.

وأضاف “أما ترشيحي للرئاسة فهذا حسبما يراه الشعب الليبي، وستكون فيه إضافة إيجابية، وعندي قدرة على تغيير المشهد بصورة إيجابية وفاعلة… وأنا جاهز لمساعدة أفراد الشعب الليبي في أيّ موقع… من أيّ موقع تكون لنا القدرة فيه… وهدفنا هو خدمة الليبيين.. وإظهار بلدنا في الصورة الجميلة التي يجب أن تكون فيها”.

ولحفتر ستة أبناء، أصغرهم صدام (32 عاما)، الذي اختار له والده اسمه إعجابا بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين، والذي يتم النظر إليه حاليا على أنه الأقوى حضورا والأكثر تطلعا لوراثة والده في السلطة، وهو الذي تتهمه منظمة العفو الدولية بارتكاب جرائم حرب، ويقود منذ عام 2016 لواء طارق بن زياد الأكثر نفوذا في الجيش.

وبحسب الصحيفة الإيطالية، فإن حفتر كان قد طلب من رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي دعم صدام في الانتخابات القادمة، كما قام بالترويج لهذا المقترح بين الزعماء القبليين في برقة، لكن هناك حقيقة تفرض نفسها وهي أن الكثيرين لا ينظرون إلى صدام بشكل إيجابي، ويعتبرونه شخصية عنيفة للغاية.

 وعلى الرغم من أنه لم يلتحق مطلقا بالأكاديمية العسكرية، فقد تمت ترقيته على الفور إلى رتبة نقيب في عام 2016 ثم إلى عقيد في عام 2019. لكن الترقيات الخاطفة لم تنته عند هذا الحد بالنسبة إلى صدام.

وبالفعل تم تعيينه مؤخرا رئيسا للجنة الاستجابة للكوارث وهي الهيئة المسؤولة عن إدارة الطوارئ في درنة على الرغم من أنه لا يمتلك أيّ خبرة في هذا المجال.

والجمعة نشرت لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة تقريرا عن شبكة عسكرية واقتصادية لصدام بناها خلال نحو ثلاث سنوات.

وحسب التقرير الذي يغطي الفترة من 25 أبريل 2022 إلى 17 يوليو 2023، فإنه بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في أكتوبر 2020 برز صدام كشخصية رئيسية داخل الجيش، مشيرًا إلى تصويره من قبل قادة جماعات مسلحة في المنطقة الغربية وبعض أعضاء المجتمع الدولي على أنه “محاور رئيسي في أيّ حوار إستراتيجي” مع قوات الجيش.

وسلّط التقرير الأممي الضوء على سيطرة صدام حفتر على “جهاز طارق بن زياد للخدمات والإنتاج” الذي يعمل في مجالات صيانة الطرق وجمع النفايات وإنشاء المباني العامة في بنغازي وسبها ودرنة وغيرها من المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش.

وبحسب التقرير يعمل الجهاز كمزود خدمة للحصول على العقود العامة التي غالبًا ما تنسب من الباطن إلى شركات أخرى، كما شارك بشكل مباشر في الخطة المستقبلية لتوسيع مدينة بنغازي الكبرى.