النزعة المصرية تطغى على مهرجان الدراما العربية

لقاء سويدان لـ"العرب": المهرجان كرنفالي ويتماشى مع الطبيعة الصيفية للعلمين.
الجمعة 2023/07/28
المهرجان يغير تاريخه دعما لسياسات الدولة

غير مهرجان القاهرة للدراما العربية وجهته وموعده حيث سينعقد في مدينة العلمين قبل شهر من موعده الأصلي، ويقول نقاد إن ذلك بهدف الترويج للمدينة كوجهة سياحية، لكنه سيحافظ على طابعه الداعم لمستقبل الدراما العربية.

القاهرة - يواجه مهرجان القاهرة للدراما العربية المقرر في الثاني عشر من أغسطس المقبل تحديات عديدة، في مقدمتها استمرار غياب الأعمال العربية عن المشاركة في عملية التقييم للعام الثاني، ومدى قدرته على جذب الأضواء الجماهيرية إلى فعالياته في مدنية العلمين الجديدة على البحر المتوسط، بعد أن كانت دورته الأولى في القاهرة.

جاء قرار القائمين على المهرجان العام الحالي بتبكير موعد انعقاد دورته الثانية، من سبتمبر إلى أغسطس، ليلحق بالموسم الكرنفالي الذي تشهده مدنية العلمين، ما طرح تساؤلات حول القرار وانعكاسه على تحقيق الأهداف الرئيسية لمهرجان عول عليه مهتمون بالدراما لتقديم دراسة وافية لما يتم تقديمه من أعمال محلية وعربية.

وعندما أزاحت نقابة المهن التمثيلية في مصر الستار عن خطتها لإقامة مهرجان سنوي للدراما المصرية والعربية العام الماضي كبديل عن مهرجان الإذاعة والتلفزيون الذي توقف منذ سنوات، كان الهدف الارتقاء بالأعمال الدرامية وتطويرها والاستفادة من التوصيات التي تقدمها لجان التحكيم التي ضمت العام الماضي مجموعة متميزة من الخبراء والنقاد وصناع الدراما في دول عربية مختلفة.

لقاء سويدان: ​المهرجان يغلب عليه الطابع الاحتفالي
لقاء سويدان: ​المهرجان يغلب عليه الطابع الاحتفالي

يجد القائمون على المهرجان أنفسهم أمام صعوبة تقييم أكثر من 35 عملا جرى عرضها في موسم رمضان الماضي ومسلسلات عدة عرضت على منصات رقمية على مدار العام، ومدى تحقيق الأثر الفني لأعمال عربية متباينة.

لم تعلن إدارة المهرجان بعد عن لجان التحكيم المشاركة، وماهية المسلسلات التي تشملها عملية التقييم لتأكيد أنها تتم بصورة موضوعية تخدم الأعمال المقبلة. ومن المتوقع أن يتم عقد المهرجان لمدة يوم واحد فقط، ويشهد تكريم الأعمال الفائزة، ولم يتحدد إذا كانت هناك ورش عمل فنية للحوار بشأن أحوال الدراما وتطورها.

وكشفت إدارة المهرجان الذي يترأسه الفنان المصري يحيى الفخراني وتشارك في تنظيمه الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، أنه سيعقد هذا العام بشكل استثنائي وأن اللجنة العليا للمهرجان تقوم بعمل التحضيرات اللازمة له، وسوف يحتفي بمرور 60 عاما على إنتاج أول مسلسل مصري وهو “هارب من الأيام” للمخرج نور الدمرداش.

قالت عضو الهيئة العليا للمهرجان الفنانة لقاء سويدان، لـ”العرب” إن المهرجان قام بتقييم أعمال درامية عربية في دورته الأولى، وهو أمر يستمر في الدورة الثانية التي تعد خاصة للغاية وهدفها تقديم الدعم المطلوب لمدنية العلمين الجديدة لتكون وجهة سياحية جذابة، مشيرة إلى أن تفاصيل المهرجان لم يتم حسمها بشكل كامل، ومن المقرر صدور بيان صحفي يتضمن كافة فعالياته مع الانتهاء من تجهيزاتها.

وأضافت أن المهرجان يغلب عليه الطابع الاحتفالي وإدارته هدفت ليعقد بالتزامن مع مهرجان “العالم علمين” ويصبح جزءا من حدث ترفيهي واسع تشارك فيه أعداد كبيرة من الجمهور، ويتماشى مع الطبيعة الصيفية للمدينة الساحلية، وانعقاد المهرجان بعيدا عن العاصمة القاهرة تطلب مجهودا مضاعفا، وهناك أفكار يجري الترتيب لتطبيقها.

يتضمن مهرجان “العالم عالمين” عددا من الأنشطة الفنية والرياضية وعروض الأزياء والحفلات الموسيقية والغنائية لعدد من نجوم الغناء في مصر والعالم العربي، بينهم تامر حسني ونانسي عجرم وراغب علامة وأنغام، ويتم تكريم عدد من المبدعين المصريين الذي شاركوا بأعمال فنية ناجحة خلال العام الجاري.

مدحت بشاي: المهرجان يساعد على تحديد شكل الدراما في المستقبل
مدحت بشاي: المهرجان يساعد على تحديد شكل الدراما في المستقبل

تشي تصريحات الفنانة لقاء سويدان بأن المهرجان يتم التعامل معه في الإطار الكرنفالي، وأن مسألة تقييم الأعمال الدرامية المعروضة على مدار العام بحاجة إلى جهود أكثر فاعلية بما يقود إلى الخروج بتوصيات تنعكس إيجابا على الإنتاج الدرامي المصري والعربي، خاصة أن مصر لديها من الخبرات ما يؤهلها لتقود معايير التطور الدرامي في العالم العربي بما يتماشى مع اهتمامات الجمهور.

يشكل مهرجان القاهرة للدراما العربية أحد أبرز الفعاليات التي جاءت كنتيجة مباشرة نحو اتجاه جهات رسمية في مصر للاهتمام بالمحتوى الدرامي المقدم، ما ظهر في التطور الملحوظ لتناول العديد من القضايا التي تمت معالجتها، لكنها لا تزال بحاجة أيضا إلى جهد تقييمي واسع عبر تسليط الضوء على التفاصيل التي تدعم هذه الصناعة الصاعدة، لأن هناك منافسة عربية قوية سوف تتولد السنوات المقبلة.

تجاهل المهرجان صدور توصياته بشكل علني في دورته الأولى للارتقاء بصناعة الدراما، وجاء الاحتفاء بعدد من الأعمال التي حققت نجاحا سائدا، ومع ذلك حقق نقاطا مضيئة تمثلت في إنهاء التقييمات الذاتية التي كان يعتمد عليها نجوم الدراما للتسويق لأنفسهم باعتبارهم الأكثر مشاهدة والأكثر نجاحا، وانعكست دورته الأولى على غياب هذا النوع من الدعاية خلال عرض مسلسلات موسم رمضان الدرامي، ووجود معايير واضحة للأعمال الناجحة جماهيريا عبر المنصات الرقمية.

وحسب القائمين على المهرجان، فإن فقرة “شكرا.. أسعدتمونا” التي تولي اهتماما بتكريم شيوخ المهنة وحظيت بتفاعل جماهيري واسع في الدورة الأولى، من المقرر استمرارها في الدورة الثانية، بجانب تكريم عدد من شركات الإنتاج التي اتجهت نحو صناعة الدراما هذا العام اتساقا مع الرغبة في تشجيعها لمواصلة المشوار، وتكريم عدد من المشاركين في صناعة الدراما خلف الكاميرات.

أوضح الناقد الفني مدحت بشاي أن مسألة تقديم انعقاد المهرجان يمكن أن تكون إيجابية حال استعدت إدارة المهرجان جيدا لإقامة فعالياته، وإذا كان قد تم عمل اجتماعات مناسبة لتشكيل لجان التقييم لاختيار نقاد لديهم من الخبرات والاهتمامات، ما يجعلهم أكثر حرصا على وضع التقييمات المناسبة ولديهم الهموم بأحوال الدراما والتوجه نحو تطويرها عبر كتاباتهم ومساهماتهم السابقة.

◙ المهرجان أحد أبرز الفعاليات التي جاءت كنتيجة مباشرة نحو اتجاه جهات رسمية في مصر للاهتمام بالمحتوى الدرامي

وذكر في تصريح لـ”العرب” أن تقديم الموعد لمدة شهر قد لا يكون أزمة في حد ذاته، والأهم هو السياق والإعداد الجيد الذي يمنح المهرجان زخما مهما، مشددا على أهمية أن يكون تكريم المتميزين جنبا إلى جنب مع الوقوف على الحالة الدرامية المصرية وتحديد شكل الدراما في المستقبل، مع أهمية تسليط الضوء على الأعمال الدرامية الإيجابية التي شكلت تطورا حقيقيا للمسلسلات المصرية في الأعوام الماضية.

وأشار إلى أن تكريم رموز الدراما وإجراء تقييم سنوي لها مسألة مهمة للغاية بما يساعد النقاد في الإدلاء برؤيتهم لما آلت إليه أوضاع الدراما العربية، وأهمية الوقوف أمام تراجع المسلسلات الكوميدية مع تقديم أعمال تتسم بثقل الظل وتغيب عنها الكوميديا الهادفة التي يحتاج إليها الجمهور في الوقت الحالي، وضرورة التوقف عن تقديم “النكات الرذيلة” التي تهبط برسالة الدراما بوجه عام.

ومن المتوقع أن ينعقد المهرجان بشكل سنوي، ويمكن لأيّ مسلسل من إنتاج شركة مصرية أو تدور أحداثه في مصر أو يشارك فيه ممثلون مصريون، ولو كان العمل من إنتاج شركة غير مصرية، المشاركة في المهرجان، وهو ما فتح الباب أمام مشاركة أعمال من إنتاج عربي في مهرجان العلمين.

وتوزع جوائز المسلسل على عدة فئات، وهي أفضل مسلسل بشكل عام، أفضل مسلسل كوميدي، ومخرج، وممثل، وممثلة، وممثل دور ثان، وممثلة دور ثان، وممثل صاعد، وممثلة صاعدة، ومؤلف، وتصوير، وديكور، وموسيقى تصويرية، وتترات، وتم استحداث جائزتي أحسن “أُوسطى” أو عامل فني التي تقدم لأحد الفنيين من صناع الدراما، وأفضل مخرج منفذ.

◙ اﻟﻌﻠﻤﻴﻦ وﺟﻬﺔ ﻓﻨﻴﺔ
◙ العلمين وجهة فنية 

15