عبدالرحمان بن عمرو لـ"العرب": الصحراء جزء من المغرب ولا مساومة عليها

الرباط – تحدث عبدالرحمان بن عمرو، وهو من أبرز وجوه المعارضة اليسارية المغربية، في حواره لـ”العرب”، عن قضية الوحدة الترابية معتبرا أن مبادرة الحكم الذاتي لن تفعّل إلاّ في إطار السيادة المغربية باعتبار أن الصحراء جزء لا يتجزأ من تراب المملكة. كما كشف عن نية حزب الطليعة الاشتراكي المغربي المشاركة في الانتخابات المقبلة، وهو المعروف بمقاطعته لأغلب الاستحقاقات الانتخابية، شرط أن تكون شفافة ونزيهة.
أكد عبدالرحمن بن عمرو، الكاتب العام لحزب الطليعة الاشتراكي المغربي، في حوار لـ”العرب” أن موقف الحزب والفيدرالية من قضية الصحراء هو موقف موحد وهو موقف يقوم على أساس أن الصحراء هي جزء لا يتجزأ من التراب الوطني ولا مساومة عليها.
وذكر بن عمرو أن الحزب وفيدرالية اليسار سبق أن تقدما بمذكرة مشتركة وموسعة وتم فتح نقاش حينها سواء من داخل الحزب أو من داخل الفيدرالية، بضرورة تقديم مذكرة تنبني على أساس الحكم الذاتي، ولكن بالجهوية الموسعة المبنية على الديمقراطية وعلى التضامن والتكافل وعلى أن تكون السيادة في هذه الجهة تحت العلم المغربي.
كما طالبت المذكرة حسب قوله، أن يكون الاستفتاء على الحكم الذاتي عاما يشمل كل المغاربة ولا يقتصر فقط على الصحراويين.
وفي سياق آخر كشف بن عمرو، مشاركة حزبه في الانتخابات الجماعية المقبلة، شريطة أن يتم خلال هذه الانتخابات احترام أسس الديمقراطية، وأن تكون الانتخابات شفافة ونزيهة.
ويذكر أن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، عرف بمقاطعته لأغلب الاستحقاقات الانتخابية، باستثناء انتخابات 2007 التشريعية وانتخابات 2009 البلدية.
|
وطالب بن عمرو في هذا الصدد، بالضمانات التي يجب توفرها في هذه الانتخابات والتي تتمثل حسب قوله في المراجعة الشاملة للوائح الانتخابية، وإقامة لجنة وطنية للإشراف على الانتخابات وتكون الداخلية تحت تصرف هذه اللجنة وليس العكس كما يحصل حاليا.
وأبرز أن الداخلية من مسؤولياتها الإشراف على المسائل التقنية ولكن تحت توجيهات اللجنة المشرفة، مطالبا أن تحظى جميع أحزاب اليسار في المغرب خلال الحملات الانتخابية بالتمويل الكافي والموزع بالتساوي مع باقي الأحزاب الأخرى.
وبالنسبة لتقييمه لحصيلة العمل الحكومي خلال سنتين ونصف من ولايتها والتي قدمها مؤخرا ابن كيران أمام البرلمان قال بن عمرو :”اليوم وخلال مرور النصف من ولاية هذه الحكومة، لم تستطع إلى حد الآن تنفيذ ما وعدت به بعدما حملت شعارين وهما القضاء على الفساد والاستبداد مع أن المغرب في عهد هذه الحكومة ازداد فسادا واستبدادا".
وتابع بن عمرو قوله: “الديمقراطية التي تتحدث عنها وتسوق لها هذه الحكومة هي ديمقراطية اليافطات وهي ديمقراطية شكلية، لأن الديمقراطية لا تعني الهيمنة على الحقل الديني والحقل الاقتصادي والحقل الأمني والحقل العسكري هذا كله يتناقض مع مبادئ الديمقراطية".
وأشار الكاتب العام لحزب الطليعة في لقائه مع “العرب” إلى أن حكومة ابن كيران الإسلامية، تتكون من تيارات مختلفة على المستوى المذهبي والسياسي حتى أنها متناقضة في الكثير من المواقف، إذ كثيرا ما نجد أن بعض الأطراف فيها تنتقد رئيس الحكومة وهذا أغرب ما يمكن وصفه. والدليل على أنها حكومة هشة وحكومة ظل هو خروج حزب الاستقلال من الائتلاف الحكومي، وهو ما يعبر عن الاختلالات وعدم التوازن الداخلي للائتلاف الحكومي.
|
وتحدث من عمرو في حواره مع “العرب” عن مسألة العلمانية في المغرب مؤكدا أنها تنبني أساسا على الديمقراطية والاحتكام لحقوق الإنسان كما هو متعارف عليه دوليا، ولا علاقة للعلمانية بالكفر أو بالشرك.
وأضاف أن العلمانية في نظرنا هي حرية الفكر وحرية الرأي وحرية العقيدة للجميع، كما نرى أن المجتمعات العلمانية تعيش بعيدا عن التهديد الإرهابي أو التطرف الديني، كما أن هذه المجتمعات العلمانية نجحت في تحقيق السلام والتسامح والاستقرار الداخلي”.
في حين دعا النقيب الحقوقي، إلى علمنة المجتمع المغربي، معتبرا أن العلمانية لا تعني الحقد والكراهية، كما أنها من الأسس الديمقراطية التي تحث على التسامح الفكري والديني والعقائدي ونبذ العنف والتطرف.
وأكد المتحدث على أن الحزب يناضل ولا يزال يناضل من أجل تحقيق مجتمع علماني متسامح ومن أجل مجتمع متحرر ديمــقراطي.