أوكرانيا تجابه هجوما روسيا في الشرق وحلفاء كييف يخططون لمساعدات شتوية

مخاوف من احتمال أن تشن روسيا هجوما واسع النطاق على أوكرانيا من أراضي بيلاروسيا في الشهور المقبلة.
الأربعاء 2022/12/14
تبادل القصف

كييف - تبادلت القوات الروسية والأوكرانية القصف في قتال كثيف بمنطقة دونيتسك الشرقية الثلاثاء في الوقت الذي يجتمع فيه حلفاء كييف في باريس لتقديم دعم عاجل لمساعدة الأوكرانيين على الصمود في شتاء متجمد.

وتقاتل موسكو لانتزاع السيطرة على منطقتي دونيتسك ولوجانسك، وهما اثنتان من أربع مناطق أعلن الكرملين ضمها في اقتراعات رفضتها معظم الدول بوصفها غير قانونية.

وتهاجم موسكو أيضا البنية التحتية الأوكرانية في قطاع الطاقة بموجات من الضربات بالصواريخ والطائرات المسيرة، الأمر الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى انقطاع التيار الكهربائي عن ملايين المدنيين الذين يمرون بأكثر الصراعات دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وقال الحاكم الذي عينته روسيا على الجزء الذي تسيطر عليه من منطقة دونيتسك لوكالة الإعلام الروسية “تم تحرير أكثر قليلا من 50 في المئة من أراضي جمهورية دونيتسك الشعبية”.

موسكو تهاجم البنية التحتية الأوكرانية في قطاع الطاقة بموجات من الضربات بالصواريخ والطائرات المسيرة، الأمر الذي يؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي عن ملايين المدنيين

وشهدت المنطقة قتالا عنيفا في الأسابيع القليلة الماضية ومن غير الواضح أي أجزاء دونيتسك تقع الآن تحت سيطرة روسيا وأيها تحت سيطرة أوكرانيا.

وقال الحاكم الإقليمي بافلو كيريلينكو على قناته بتطبيق تيليغرام إن ثلاثة مدنيين قُتلوا في منطقة دونيتسك الاثنين، بينما قال ياروسلاف يانوشيفيتش الحاكم الإقليمي لمنطقة خيرسون الغربية إن ثلاثة أشخاص لقوا حتفهم و15 أصيبوا بجروح في هجمات بالمدفعية الروسية خلال اليوم نفسه.

وأضاف الحاكم أن القوات الروسية قصفت بالمدفعية الجزء الواقع تحت سيطرة أوكرانيا من منطقة خيرسون 57 مرة.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة إن القصف الروسي المستمر لخط المواجهة في دونيتسك دمر مدينة باخموت تماما وألحق أضرارا كبيرة بمدينة أفديفكا.

وقال القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية الاثنين إن روسيا تواصل تركيز جهودها على التقدم لانتزاع السيطرة على المدينتين.

وقالت وزارة الدفاع في بيلاروسيا الثلاثاء إن حليفة روسيا المقربة بدأت تفتيشا عاجلا على جاهزية قواتها للقتال بناء على أمر من الرئيس ألكسندر لوكاشينكو.

وهذه هي أحدث خطوة ضمن مجموعة من الإجراءات العسكرية، من بينها مناورات لمكافحة الإرهاب أجريت الأسبوع الماضي وأثارت مخاوف من احتمال أن تشن روسيا هجوما على أوكرانيا من أراضي روسيا البيضاء في الشهور المقبلة.

وفي هذه الأثناء تجتمع نحو 70 دولة ومؤسسة في باريس لمناقشة ما يمكن تقديمه بين الآن ومارس لاستمرار إمدادات المياه والغذاء والطاقة والخدمات الصحية والنقل في أوكرانيا. وسينظر اجتماع ثان بين فرنسا وأوكرانيا ونحو 500 شركة في ما يمكن استثماره وفعله في المديين القريب والبعيد.

وأبلغ دبلوماسي فرنسي الصحافيين في إفادة قبيل الاجتماع بأن الأولوية الفورية هي ضمان عدم انهيار شبكة الكهرباء وعدم تجمد خطوط أنابيب المياه.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدى وصوله لحضور الاجتماع إن هناك اتفاقا على إزالة الأسلحة الثقيلة من محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا وإن محادثات جارية حول طريقة فعل ذلك.

وتعهدت مجموعة الدول السبع الكبرى الاثنين “بتلبية احتياجات أوكرانيا العاجلة” بعدما طالب زيلينسكي بالحصول على طرز حديثة من الدبابات والمدافع والأسلحة بعيدة المدى. كما حث زيلينسكي قادة مجموعة السبع خلال اجتماع عبر الإنترنت على دعم فكرته بعقد قمة سلام عالمية خاصة لإحلال السلام في بلاده.

وتركز القمة على تنفيذ خطة كييف للسلام المكونة من عشر نقاط والتي تصر على سحب روسيا جميع قواتها من أوكرانيا مع عدم تقديم كييف أي تنازلات عن أراضيها، وذلك ضمن مطالب أخرى.

وأبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الأوكراني الأحد بأن أولوية واشنطن هي تعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية. كما أرسلت الولايات المتحدة أولى شحنات معدات الكهرباء إلى أوكرانيا ضمن حزمة مساعدات جرى الاتفاق عليها الشهر الماضي.

وقال مسؤول أميركي كبير إن روسيا “تحاول عمدا تعريض الأوكرانيين للموت من التجمد مع دخول الشتاء”. وتنفي موسكو استهداف المدنيين عمدا لكن الحرب أدت إلى نزوح الملايين ومقتل الآلاف من غير المقاتلين.

مجموعة الدول السبع الكبرى تعهدت "بتلبية احتياجات أوكرانيا العاجلة" بعدما طالب زيلينسكي بالحصول على طرز حديثة من الدبابات والمدافع والأسلحة بعيدة المدى

وقال يان ايجلاند رئيس المجلس النرويجي للاجئين “الظروف التي لا تصلح للمعيشة سترسل على الأرجح موجة أخرى من اللاجئين الأوكرانيين إلى أوروبا خلال الشتاء”.

وقال سيرجي كوفالينكو رئيس شركة ياسنو التي تمد كييف بالكهرباء على صفحته على فيسبوك إن العاصمة تعاني نقصا كبيرا في الكهرباء.

ولا تجري حاليا أي محادثات سلام لإنهاء الصراع الذي تصفه موسكو بأنه “عملية عسكرية خاصة” ضد التهديدات الأمنية التي تشكلها جارتها. وتصف أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون الصراع بأنه استيلاء على الأراضي بلا مبرر.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي فيرشينين قوله الاثنين إن روسيا لا ترى حتى الآن أسلوبا “بناء” من الولايات المتحدة في التعامل مع الصراع في أوكرانيا.

وأكد الكرملين الثلاثاء أن على أوكرانيا التنازل عن الأراضي التي أعلنت روسيا ضمها قبل الشروع في أي مفاوضات دبلوماسية.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن “على الجانب الأوكراني أن يدرك الحقائق التي جرت في الميدان”.

5