"أقمار مالي ألميدا السبعة" رواية هجائية ساخرة تقتنص البوكر البريطانية

بعد إعلان قائمتها الطويلة في أغسطس وقائمتها القصيرة في سبتمبر أعلنت جائزة "بوكر" الأدبية البريطانية العريقة مساء الإثنين عن الفائز بدورتها الجديدة، وذلك بعدما شهدت الجائزة منافسة كبيرة من روايات من مختلف أصقاع الأرض، مثلت كل واحدة منها ثقافة ورؤية مختلفة، ما جعل اختيار العمل الفائز مهمة صعبة للجنة التحكيم.
لندن - فاز الكاتب السريلانكي شيهان كاروناتيلاكا مساء الإثنين بجائزة "بوكر" الأدبية البريطانية العريقة لعام 2022 عن روايته التي تعتمد أسلوب الهجاء الفكاهي الساخر وتدور أحداثها خلال الحرب الأهلية التي شهدتها بلاده.
وكشف عن العمل الفائز مساء الاثنين، والذي اختارته لجنة التحكيم من بين ست روايات وصلت إلى المنافسات النهائية، خلال مراسم تُنقل مباشرة عبر التلفزيون.
أشادت لجنة التحكيم بـ"السعة والكفاءة والجرأة والجسارة والفكاهة” التي برهن عنها المؤلف في روايته "ذي سفن مونز أوف مالي ألميدا". وهذه ثاني رواية لكاروناتيلاكا (47 عاما) تنال تقديرا عالميا بعد "الرجل الصيني"، الرواية التي أصدرها في 2011 ونالت خصوصا جائزة الكومنولث.
وهو ثاني سريلانكي يفوز بهذه الجائزة التي تمنح لأفضل رواية صادرة باللغة الإنجليزية، بعد مايكل أونداتجيز الذي حصل على بوكر في 1992 لروايته "المريض الإنجليزي".
وتدور أحداث الرواية الخيالية في قالب من الفكاهة السوداء في العاصمة السريلانكية كولومبو في تسعينات القرن الماضي. وبطل الرواية هو مصور حربي مثلي الجنس ومقامر يصحو في عالم البرزخ حيث يحاول معرفة من قتله.
ثاني فوز سريلانكي
تسلم كاروناتيلاكا الجائزة من الملكة كاميلا زوجة الملك تشارلز، وذلك خلال حفل أقيم في لندن. وهذا أول حفل لتوزيع الجوائز شخصيا يُقام منذ 2019 بسبب جائحة كوفيد. وسلمت كاميلا الجائزة الشهيرة للمتوج بها، في واحدة من أبرز مهماتها العلنية منذ اعتلاء زوجها العرش البريطاني الشهر الماضي.
وفي العام الماضي مُنحت الجائزة للكاتب الجنوب أفريقي دامون غالغوت عن روايته “الوعد” التي تدور أحداثها حول ما تعيشه أسرة مزارعة بيضاء في جنوب أفريقيا بعد الفصل العنصري.
◙ شيهان كاروناتيلاكا ثاني سريلانكي يفوز بهذه الجائزة التي تمنح لأفضل رواية صادرة باللغة الإنجليزية
وبالإضافة إلى قيمتها المعنوية الضخمة وترسيخها مكانة صاحبها في الساحة الأدبية العالمية، يحصل الفائز ببوكر على مكافأة مالية قدرها 50 ألف جنيه إسترليني (حوالي 60 ألف دولار).
ونال الجائزة في السنوات الماضية بعض من أشهر الكتاب باللغة الإنجليزية، من بينهم سلمان رشدي وماغاريت أتوود وهيلاري مانتل التي توفيت الشهر الماضي عن 70 عاما.
وكانت الجائزة قد أعلنت من أسابيع قليلة أسماء الكتاب الستة المتأهلين إلى المرحلة النهائية من المنافسة على نيلها، وأوضحت أنهم ينتمون إلى أربع قارات وتتناول كتبهم مواضيع "تعنينا جميعا".
وأوضح رئيس لجنة التحكيم نيل ماكغريغور في بيان أن الكتب الستة المختارة في القائمة النهائية تتناول قصصا "تحصل في أماكن مختلفة وفي أوقات مختلفة من التاريخ، وكلها تستحضر الأحداث التي تحصل نوعا ما في كل مكان وتعنينا جميعا".
وضمت لائحة الكتاب المتأهلين ستة رجال ونساء من أربع قارات وخمس جنسيات، وكانت اللائحة الأولية للترشيحات أعلنت في منتصف يوليو الماضي وضمت 13 كاتبا.
حفل التتويج
حضر المناسبة خمسة من الكتاب الستة المشاركين في المنافسة النهائية، فيما شارك عميد المتنافسين في الفئات كافة آلان غارنر الذي يحتفل الاثنين بعيد ميلاده الثامن والثمانين، من خلال إطلالة عبر الفيديو. وهو اختير للمنافسة بفضل روايته "تريكل ووكر".
وشاركت في المنافسة هذا العام أيضا الرواية القصيرة "سمول ثينغز لايك ذيس" للأيرلندية كلير كيغان التي فازت في منتصف يوليو بجائزة أورويل لروايات الخيال السياسي. وتدور القصة الواقعة في 116 صفحة، حول تاجر للخشب والفحم في أيرلندا سنة 1985.
◙ كاروناتيلاكا تسلم الجائزة من الملكة كاميلا زوجة الملك تشارلز، وهذا أول حفل لتوزيع الجوائز شخصيا يُقام منذ 2019
كذلك شاركت روائيتان أخريان في المنافسة النهائية على جائزة "بوكر"، هما نوفيوليت بولاوايو المتحدرة من زيمبابوي عن كتابها "غلوري"، والأميركية إليزابيث ستراوت عن "أوه وليام!".
وإضافة إلى الكاتب السريلانكي كارانوتيلاكا الذي نال الجائزة نجد أيضا الأميركي بيرسيفال إيفريت عن روايته “ذي تريز” التي يعود فيها إلى حادثة سحل الأميركي الأسود إيميت تيل في ولاية ميسيسبي سنة 1955.
وتطرقت خلال الأمسية الكاتبة التركية - البريطانية إلف شفق إلى الهجوم بالسكين الذي استهدف سلمان رشدي أثناء مشاركته في مؤتمر في الولايات المتحدة في أغسطس الماضي. بينما ألقت خلال الحفلة المغنية الشهيرة دوا ليبا خطابا تشرح فيه أهمية الكتب في حياتها ومسيرتها الفنية.