ماسك ترك تويتر أسوأ

لقد استخف ماسك بالمديرين التنفيذيين، وسخر من سياسات المحتوى، واشتكى من المنتج وأربك أكثر من 7000 موظف بتصريحاته. ذلك ما خفض سهم تويتر إلى أكثر من ثلاثين في المئة.
الاثنين 2022/07/18
معركة طويلة الأمد وهائلة التكاليف

كان هناك ضجيج عامّ على مدار الأسابيع الماضية، اشترك الجميع فيه، السياسيون ورجال الأعمال، المغردون، المشاهير، غير أنهم لم ينتهوا إلى حقيقة أن إيلون ماسك عندما كان يريد الاستحواذ على تويتر، كان يرى أن امتلاك أكثر من 250 مليار دولار، يمنحه الحق في الإفصاح عن رغبته في حل مشاكل الأرض والفضاء، وفق ما يريد. وعندما تراجع عن الصفقة كان يرى أيضا أنه يصنع الحل! فمشعل الحرائق في نظره يمكن أن يؤدي دور رجال الإطفاء. ويخفي ابتسامته في النهاية بينما النار التي أضرمها لم تهمد.

وحده بيل غيتس قدّم في توقعه أن يصبح تويتر أسوأ في عهدة ماسك، على أن يكون أفضل. لكن هذا التوقع تحقق أيضا عندما تخلى الملياردير الغامض عن الشراء. كان سيجعل تويتر أسوأ عندما يستحوذ عليه، وتركه اليوم أسوأ مما كان، بذريعة افتقاره إلى الآفاق التجارية والمالية. ماذا عن مزاعم حرية التعبير يا سيد الثراء الفاحش؟

لقد استخف ماسك بالمديرين التنفيذيين، وسخر من سياسات المحتوى، واشتكى من المنتج وأربك أكثر من 7000 موظف بتصريحاته. ذلك ما خفض سهم تويتر إلى أكثر من ثلاثين في المئة.

ترك تويتر بلا هوادة أسوأ مما كان عليه عندما قال إنه سيشتريه. مع كل تغريدة مزعجة وساخرة، أدى السيد الذي يعتقد أنه مؤهل لإصلاح العالم بأمواله، إلى تآكل الثقة في إدارة المنصة، وحبّط معنويات الموظفين “بعضهم عبر عن ارتياحه لفشل صفقة الشراء”، وأزعج المعلنين المحتملين، وشدد على الصعوبات المالية ونشر معلومات خاطئة حول كيفية عمل تويتر.

ذلك ما دفع جيسون غولدمان، أحد أعضاء الفريق المؤسس لتويتر إلى القول “لا يمكن أن يكون لدى العاملين والمعلنين والسوق عموما قناعة في شركة يكون مسارها غير معروف، جعلت إدارة تويتر تذهب إلى القضاء بعد فشل صفقة مع جهة سيئة النية”.

وبصرف النظر عن مآل هذه المعركة فإنّ هذا الأمر، وفق وكالة “إس إند بي” للتصنيف الائتماني، “يزيد من حالة عدم اليقين والمخاطر على سُمعة تويتر”.

ذلك ما أكّده محامو الشركة أنّ تويتر عانى وسيظلّ يعاني من أضرار لا يمكن إصلاحها بسبب خروقات الملياردير الجنوب أفريقي للعقد المبرم بين الطرفين.

من المرجح أن تكون معركة المحكمة طويلة الأمد وهائلة التكاليف وستمتد على شهور من التقاضي والمفاوضات عالية المخاطر. بيد أن الحكم غير مضمون، ربما يربح تويتر، لكن ماذا إذا خسر؟ في كلتا الحالتين لا شيء يجعل تويتر أفضل حالا. فالضرر الذي ألحقه ماسك سيبقى واضحا في الحطام الذي يتركه على منصة 280 حرفا.

لقد قام الثري الجنوب أفريقي الذي أصبح مواطنا أميركيا عام 2002، بضرب المنتج في انتقادات انتقامية بقوله، إنه ليس جذابا مثل التطبيقات الأخرى. كما تعهد بالتراجع عن سياسات الاعتدال في الشركة باسم حرية التعبير عندما يستحوذ عليه، الأمر الذي أضعف الثقة في تويتر.

إلى حد الآن لا أحد استطاع إيقاف السلوك الغريب لماسك، والعالم برمته تحسس ضعف مجلس إدارة تويتر عندما ترك الثري الغامض يحولها إلى شبكة لاستقبال الأهداف فقط من دون أي دفاع! وفي كل ذلك كان تويتر يترقب توقيت انفجار تلك الفقاعة القبيحة.

ووصل الحال بمانو كورنيه، أحد العاملين في تويتر إلى رسم الحالة المزاجية للشركة من خلال تخطيط كاريكاتوري يظهر شركة محطمة تم اصطدامها بذراع ماسك المتهور. فيما التعليق يختصر القصة بكلمتين “تكسرها، تشتريها!”.

20