العلاقات العسكرية والصفقات الدفاعية تتصدر جدول أعمال زيارة بوتين إلى الهند

التوقيع على برنامح التعاون العسكري والتقني حتى العام 2031.
الثلاثاء 2021/12/07
خطوات ثابتة نحو دعم التعاون الثنائي

تصدّرت العلاقات العسكرية والصفقات الدفاعية جدول أعمال زيارة الرئيس الروسي فلادمير بوتين إلى الهند، ما يعكس سعي موسكو لتوسيع مجالات التعاون في مجال الطاقة وفي المجال العسكري مع حليفها التقليدي ودعم جهود التصدي للمخاطر المحتملة.

نيودلهي- أدى الرئيس الروسي فلادمير بوتين زيارة إلى الهند هي الثانية منذ اندلاع أزمة وباء كورونا، في مسعى إلى تعزيز العلاقات العسكرية وتطوير مستويات التعاون في مجال الطاقة بين البلدين.

وأشاد بوتين الاثنين بالهند بوصفها “قوة كبرى”، وذلك لدى وصوله إلى العاصمة نيودلهي في زيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات العسكرية والتعاون في مجال الطاقة مع حليف تقليدي تتقرب منه واشنطن.

وأكد الرئيس الروسي في تصريحات لوسائل الإعلام في العاصمة الهندية وإلى جانبه رئيس الوزراء ناريندرا مودي “نعتبر الهند قوة كبرى، دولة صديقة، وصديقا موثوقا”.

وتربط روسيا والهند علاقات استراتيجية في مختلف المجالات بما في ذلك في المجال العسكري التقني، حيث تعد نيودلهي أحد أبرز مشتري الأسلحة والمعدات العسكرية الروسية.

دميتري شوغاييف: تم إبرام اتفاقية لتصنيع البندقية الروسية في الهند

وكشف دميتري شوغاييف، رئيس الهيئة الفيدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني، عن تفاصيل الاتفاقات والتفاهمات التي تم التوصل إليها مع الجانب الهندي، خلال اجتماع اللجنة الحكومية المشتركة بين البلدين حول التعاون التقني العسكري، والتي جرت برئاسة وزيري دفاع البلدين.

ووصف المسؤول الروسي في تصريح إعلامي اجتماع الاثنين بـ”المهم والبارز”، مشيرا إلى أنه تمت مناقشة مسائل التعاون في المجال العسكري التقني ونتائج عمل 2020 و2021، فضلا عن مناقشة آفاق التعاون للمستقبل، حيث تم تحديد الاتجاهات المهمة، وتم التوقيع على وثيقة بارزة وهي “برنامح التعاون العسكري والتقني حتى العام 2031”، أي تم وضع خطط للتعاون للسنوات العشر القادمة، والتي تتضمن توريد أسحلة ومعدات عسكرية وإنتاجا مشتركا لبعض الأنواع في الهند.

وأضاف أنه تم إبرام اتفاقية لتصنيع البندقية الروسية الحديثة من طراز “أ كا 203” في الهند، الحديث يدور حول تصنيع 600 ألف بندقية من هذا النوع في مصنع مشترك بهدف تلبية الطلب الهندي على هذا النوع من السلاح.

وأشار شوغاييف إلى أن الهند تعدّ أحد الشركاء الاستراتيجين المهمين لروسيا، حيث أن حجم حقيبة الطلبات العسكرية مع هذه الدولة يتجاوز مستوى 14 مليار دولار، ويتم تنفيذ اتفاقيات مهمة بما في ذلك توريد منظومة الدفاع الجوي “أس-400”، حيث من المخطط توريد الفوج الأول من هذه المنظومة بحلول نهاية العام.

بدوره، صرح السفير الروسي في الهند نيقولاي كودرياشوف للصحافيين في نيودلهي، أن روسيا والهند تبحثان في مشاريع مختلفة لاستصلاح الفضاء المشترك بما في ذلك القمر.

وأشار إلى أن روسيا فخورة بأن خبرتها في دراسة القمر والرحلات الفضائية المأهولة تستخدم في بعثة “تشاندريان” القمرية الهندية ومشروع تصميم أول مركبة فضائية هندية مأهولة من طراز “غاغانيان”. فيما أعلن ناطق باسم مؤسسة “روس كوسموس” الفضائية الروسية أن محادثات بشأن مساهمة الهند في مشروع إنشاء المحطة القمرية الدولية العلمية لم تجر بعد. لكن روسيا والصين منفحتان للتعاون في هذا المجال.

وقال إن “المحطة القمرية العلمية الدولية هي مبادرة روسية صينية مفتوحة لجميع الشركاء الدوليين”، مشيرا إلى أن معهد الدراسات الفضائية لدى أكاديمية العلوم الروسية يتعاون مع الهند في إطار مشروع “تشاندريان” الهندي القمري، وكذلك يقدم مساهمة في تحقيق مشروع تصميم مركبة “غاغانيان” الفضائية الهندية المأهولة بناء على اتفاقيات موقعة بين الجانبين.

ناندان أونيكريشنان: زيارة بوتين رمزية بدرجة كبيرة

وفي إطار محاولتها التعامل مع تزايد النفوذ الصيني، أسست واشنطن حوار “كواد” الأمني مع الهند واليابان وأستراليا، في خطوة أثارت قلق بكين وموسكو على حدّ سواء.

وكانت الهند مقرّبة من الاتحاد السوفيتي إبان الحرب الباردة، وهي علاقة استمرت ووصفها الطرفان بـ”الشراكة الاستراتيجية الخاصة والمميزة”.

ورأى ناندان أونيكريشنان من “مؤسسة أوبزرفر للأبحاث” في نيودلهي أن زيارة بوتين “رمزية بدرجة كبيرة”. وأضاف “كانت هناك العديد من التكهنات حيال طبيعة العلاقة الهندية – الروسية وبشأن إن كانت تتشظى بسبب تقارب روسيا مع الصين من جهة والهند مع الولايات المتحدة من جهة أخرى، لكن هذه الزيارة تضع حدا لكل ذلك”.

إلا أنه سيتعيّن على بوتين التعامل مع توازنات إقليمية معقّدة، في ظل ارتفاع مستوى التوتر بين نيودلهي وبكين، الحليف التقليدي لموسكو، بعد اشتباكات دامية في منطقة متنازع عليها في الهيمالايا.

ولفتت تاتيانا بيلوسوفا من جامعة “أو بي جندال غلوبال” في هريانا إلى أن “نفوذ روسيا في المنطقة محدود للغاية، نظرا إلى علاقاتها القوية مع الصين وعدم رغبتها بالتصرّف بشكل يتعارض مع مصالح الصين الإقليمية”.

والأسبوع الماضي، ذكر الكرملين بأن قضايا الدفاع والطاقة ستهيمن على المحادثات، فيما سيحضر أيضا رئيس مجموعة الطاقة الروسية العملاقة “روسنفت” إيغور سيتشين، نظرا إلى وجود “عدد من اتفاقيات الطاقة المهمة” المطروحة على طاولة النقاش.

وبالنسبة إلى أونيكريشنان، فإن المعدات العسكرية “بالغة الأهمية” بالنسبة إلى الهند نظرا للتوتر مع باكستان الذي “لا هوادة فيه”، مضيفا “ستحاول تغذية كل ما يلزم لضمان ذلك”.

كما تسعى الهند إلى زيادة إنتاجها المحلي، وأطلقت مشروعا مشتركا مع روسيا لتصنيع بنادق هجومية من طراز “أيه كي-203”. وقالت وزارة الخارجية الهندية في بيان الشهر الماضي إن “الزعيمين سينظران في وضع وآفاق العلاقات الثنائية وسيناقشان سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين”.

وعقد وزيرا خارجية ودفاع البلدين محادثات الاثنين قبيل وصول بوتين. ووُقع عدد من الاتفاقيات والعقود لشراء أسلحة صغيرة والتعاون العسكري، وفق ما أعلن وزير الدفاع الهندي راجنات سينغ على تويتر.

الهند تعدّ أحد الشركاء الاستراتيجين المهمين لروسيا، حيث أن حجم حقيبة الطلبات العسكرية مع هذه الدولة يتجاوز مستوى 14 مليار دولار

وزودت روسيا الهند بمعدات عسكرية وأسلحة تزيد قيمتها عن 65 مليار دولار طوال فترة التعاون العسكري التقني بين البلدين. ووفقا لتقديرات الخبراء، فإن البحرية الهندية مجهزة بمعدات روسية بنسبة 80 في المئة، بينما سلاح الجو بنسبة 70 في المئة.

وفي أكتوبر 2018، أبرمت موسكو ونيودلهي عقدا لتوريد خمس مجموعات من أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات من طراز “أس-400” بقيمة تزيد عن خمسة مليارات دولار.

ومن الاتفاقات البارزة الموقعة بين البلدين، اتفاقية لتوريد 4 فرقاطات روسية من طراز 11356 ومجموعة كبيرة من أنظمة الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات من طراز “إيقلا”.

5