اشتراط تركيا فتح ممر بري مع أذربيجان يُعرقل تطبيع علاقاتها مع أرمينيا

أنقرة ترى في إنشاء المعبر البري مع باكو بداية لحقبة جديدة على المستويين الجيوسياسي والجيواقتصادي بين تركيا وآسيا الوسطى.
الاثنين 2021/11/22
الأمر لا يزال صعبا

يريفان - يُعرقل اشتراط تركيا إنشاء معبر بري يربطها بأذربيجان تطبيع العلاقات بين أنقرة ويريفان التي لا تعارض إعادة العلاقات رغم دعم أنقرة لباكو.

وتتشبث تركيا بهذا الممر باعتبار أنه يربطها جغرافيا بدول المجلس التركي في القوقاز.

وقال وزير خارجية أرمينيا أرارات ميرزويان إن هناك استعدادا لإعادة العلاقات مع تركيا، لكنها اشترطت إنشاء ممر بري يربطها بأذربيجان.

وفي مقابلة مع صحيفة لوفيغارو الفرنسية نُشرت يوم الأحد سُئل ميرزويان عما إذا كانت يريفان ستطبّع العلاقات مع تركيا أو تقبل بالممر البري؟

وأكد الدبلوماسي الأرمني أن بلاده كانت دائما مستعدة لتطبيع العلاقات مع تركيا تطبيعا غير مشروط “على الرغم من مشاركة تركيا الهائلة في الحرب إلى جانب أذربيجان” خلال العام الماضي في ناغورني قره باغ.

وقال ميرزويان “لقد قلنا دائمًا إننا مستعدون لتطبيع علاقاتنا دون شروط مسبقة، على الرغم من الدعم الهائل الذي قدمته تركيا لأذربيجان خلال الحرب ضد أرتساخ (ناغورني قره باغ)، سياسيا ومن خلال توريد الأسلحة ونشر الآلاف من المرتزقة الأجانب”.

الممر المفترض إنشاؤه على الأراضي القريبة من الحدود مع إيران وتركيا وأذربيجان سيعيد ربط تركيا بالأراضي الغربية لأذربيجان براً لأول مرة بعد قرن كامل

وتابع “لاحظنا إشارات إيجابية من تركيا لإعادة فتح الحوار، لكن الأمر لا يزال صعبا، أنقرة تضع شروطا جديدة”.

وفيما يتعلق بممر زانجيزور الذي سيربط أذربيجان بمقاطعة ناختشيفان غير الساحلية وما بعدها إلى تركيا عبر أرمينيا، قال ميرزويان إن المناقشات بشأن السيادة الأرمنية “لا تجري بأي حال من الأحوال”.

وترى تركيا في إنشاء هذا الممر بداية لحقبة جديدة على المستويين الجيوسياسي والجيواقتصادي بين تركيا وآسيا الوسطى.

هذا بالإضافة إلى أن الممر المفترض إنشاؤه على الأراضي القريبة من الحدود مع إيران وتركيا وأذربيجان سيعيد ربط تركيا بالأراضي الغربية لأذربيجان براً، وذلك لأول مرة بعد قرن كامل.

وانتهت في العام الماضي الحرب التي استمرت 44 يومًا بشأن ناغورني قره باغ بهدنة بعد وساطة روسية مكثفة. وشهد الاتفاق نشر 2000 جندي حفظ سلام روسي في الإقليم للحفاظ على وقف إطلاق النار واقترحت روسيا سلسلة من الأطر الدبلوماسية التي تأمل أن تجلب الاستقرار إلى جنوب القوقاز.

وخلال الحرب دعمت تركيا أذربيجان بالإمدادات العسكرية والدعم الدبلوماسي ومن خلال نشر مرتزقة تم نقلهم من وكلائها في سوريا لدعم أذربيجان.

ومع ذلك انخرطت القوات الأرمنية والأذرية في مناوشات خطيرة في العام الماضي منذ بدء وقف إطلاق النار. واتهم ميرزويان في مقابلته باكو بأنها تقوض السلام وتتحدى الوجود الروسي في المنطقة من خلال الانتهاكات المتكررة للاتفاق.

ولقد دعمت تركيا أذربيجان وموقفها القائل بأن أرمينيا مسؤولة عن خرق اتفاق الهدنة. والأربعاء اتهم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أرمينيا بتمكين “هجوم إرهابي” على أذربيجان قبل يوم واحد بعد مناوشة بين القوات من الجانبين.

5