تصاعد هجمات داعش يُقوض إعلان طالبان بالسيطرة على التنظيم

كابول – يعكس الهجوم الذي استهدف مسجدا في ولاية ننغرهار الأفغانية تصاعد هجمات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بما يقوض إعلان طالبان مؤخرا السيطرة على تهديدات التنظيم.
وقُتل في هذا الهجوم الذي وقع أثناء أداء صلاة الجمعة ثلاثة أشخاص على الأقل وأصيب 15 آخرون بجروح.
وبالرغم من عدم تبني أي طرف الهجوم، إلا أن أصابع الاتهام أشارت إلى داعش باعتبار نشاط التنظيم المتشدد في ولاية ننغرهار، بحسب ما أعلن مسؤولون.
ووقع الانفجار في منطقة سبين غار في الولاية الواقعة في شرق البلاد، قرب الحدود مع باكستان.
وقال مسؤول في طالبان “يمكنني التأكيد أن انفجارا وقع أثناء صلاة الجمعة داخل مسجد في منطقة سبين غار. هناك ضحايا وقتلى”.
وأكد طبيب في مستشفى محلي “هناك ثلاثة قتلى و15 جريحا”.
وأكد والي محمد وهو ناشط محلي في المنطقة أنه يبدو أنه تم إخفاء القنبلة في مكبر صوت قرب منبر الإمام في المسجد.
وبحسب والي، فإنه عندما تم تشغيل مكبر الصوت لإقامة الأذان، انفجر الجهاز.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان، الذي ظهر أول مرة في ننغرهار عام 2015، مسؤوليته عن سلسلة اعتداءات دامية وقعت في أفغانستان منذ عادت طالبان إلى السلطة.
وفي أحد آخر الهجمات، اقتحم مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية الشهر الجاري مستشفى كابول الوطني العسكري حيث قتلوا 19 شخصا على الأقل وأصابوا أكثر من 50 بجروح.
وقتل أكثر من 120 شخصا في هجمات نفّذها تنظيم الدولة الإسلامية في وقت سابق هذا العام استهدفت مسجدين يتردد إليهما أفراد أقلية الهزارة.
وسيطرت طالبان على السلطة في أفغانستان منتصف أغسطس وأطاحت الحكومة السابقة المدعومة من الولايات المتحدة وتعهدت بإعادة الاستقرار بعد حرب استمرت 20 عاما.
وتبنى التنظيم في 2021 أكثر من 220 هجوما في أفغانستان بما في ذلك العديد من الهجمات في كابول حيث سيطرت طالبان على مقاليد الحكم.
ومن بين هذه الهجمات، هجوم انتحاري في السادس والعشرين من أغسطس، وسط حشود قرب مطار كابول أطاح أكثر من مئة قتيل بينهم 13 جنديا أميركيا وبريطانيان.
وتضع هذه الهجمات تعهدات طالبان بإرساء الأمن أملا في انتزاع اعتراف دولي بحكمها على المحك، كما تقوض إعلانها مؤخرا السيطرة على تهديدات تنظيم داعش.
وكان المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد أعلن في مؤتمر صحافي عقد الأربعاء في كابول أن التنظيم أصبح “تحت سيطرتنا بطريقة أو بأخرى”، مؤكدا أنه “لا يشكل تهديدا كبيرا”.
وتأسس تنظيم “الدولة الإسلامية – ولاية خراسان” في العام 2014، حين بايع مقاتلون سنة متشدّدون في العراق وسوريا أبا بكر البغدادي “خليفة” للمسلمين.
وتختلف حركة طالبان وتنظيم الدولة الإسلامية حول تفاصيل تطبيق الشريعة وفي الاستراتيجية.
وطالبان جماعة سنيّة متطرّفة على غرار تنظيم “الدولة الإسلامية – ولاية خراسان”، إلا أن الحركة تعهّدت في إطار إرسائها نظاما جديدا في كابول بحماية الأقلية الشيعية، في حين يعتبر التنظيم أن الشيعة “مرتدّون”.
وأصبحت أفغانستان موطنا لواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، ومن المتوقع أن يعاني أكثر من نصف الأفغان من “انعدام الأمن الغذائي الحاد” هذا الشتاء مع الجفاف.