معرض عُماني يلامس مجد الماضي بصيغة الحاضر

المعرض يضم أكثر من خمس وأربعين لوحة تشكيلية متعدّدة الملامح والرؤى، تفتح للعين حدسا تخمينيا لرؤية ما هو مختبئ ضمن هذه التحف الفنية الراقية.
السبت 2021/11/13
رموز وخطوط تدعو المتلقي إلى التأويل والتخييل

مسقط - تقيم صالة “بيت مزنة” بالعاصمة العُمانية مسقط في السادس عشر من نوفمبر الجاري المعرض الفني “في مدح اللون”، بمشاركة مجموعة من الفنانين العمانيين، وهم محمد الزدجالي وجمعة الحارثي وسامي السيابي وعيسى المفرجي.

وهذا الأخير، أي عيسى المفرجي، يقدّم في لوحاته عالما مجهولا، عالما تخفيه البحار، عالم اللاعودة إلى المنابت الأولى التي لفظت أبناءها، وقذفت بهم في بحار تقود إلى عالم لا يعرفه البشر، حيث ربما الحياة وربما الفناء.

أما الفنان والنحات جمعة الحارثي فيواصل اشتغاله على “الدروازة” (الباب الكبير) ثيمته المحبّبة إليه سواء كانت أعمال رسم أو منحوتات، متناولا الأبواب بأشكالها القديمة، والتي تشمل أبواب البيوت القديمة والقلاع والمساجد. وهو في ذلك يسعى للبحث عن مكنونات التراث العُماني خاصة والتراث الإسلامي بشكل عام، وتقديم ذلك في شكل معاصر.

ويأتي هذا المعرض بعد توقّف لمدة عامين بسبب جائحة كورونا، حيث تعود الصالة الفنية لتدشّن نشاطها الفني بمعرض نخبوي عُماني، وبمشاركة أبرز الأسماء الفنية في الساحة الفنية العُمانية، والتي تعدّ أعمالها أيقونات تلامس مجد الماضي بصيغة الحاضر المحتشدة بالكثير من استعارات اللغة التعبيرية عبر رموز وخطوط وتكوين وبناء فني استقاها رسّاموها من تأملاتهم وأفكارهم ورؤاهم في الطرح بأسلوب فني راق.

أما الأفكار التي يشغلها الفنانون فهي ذات صراعات تبادلية في مستوياتها الدلالية والتعبيرية لتوسيع مساحة التجريد والانغماس في روح التفاصيل والتشكيل والتكوين، ولعبت خبراتهم المتنوّعة دورا محوريا مع الأسطح التي عمل عليها الفنانون في عملية إنجاز أعمالهم بكل حرفية لتجعل القراءة البصرية متواترة ومتدفقة وممتعة عبر جمالية التكوين التي تجبر المتلقي على تأمّل عناصرها ومفرداتها.

ويضمّ المعرض أكثر من خمس وأربعين لوحة تشكيلية متعدّدة الملامح والرؤى، تفتح للعين حدسا تخمينيا لرؤية ما هو مختبئ ضمن هذه التحف الفنية الراقية.

14