روائيون عرب في الشارقة: نكتب للقارئ لا للجوائز

الشارقة – أكد عدد من الكتاب والروائيين العرب أن القارئ هو الغاية الرئيسة للكاتب على اختلاف الأجناس التي يكتب فيها، إلا أن ذلك لا يعني أن يفرض القارئ سلطته على المبدع ويقيد حريته، مشيرين إلى أن الجوائز رغم أهميتها للكاتب، إلا أنها قد تتحول إلى تحد أمام الكتاب وتعيق مسيرتهم الإبداعية إذا أصبحت هاجسهم وشاغلهم، وباتوا يتكلفون الكتابة لإرضاء لجان التحكيم.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية نظمتها مبادرة “ثقافة بلا حدود” ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2021، واستضافت خلالها تحت عنوان “أوائل الثقافة” كلا من الكاتب والروائي الإماراتي عبدالله النعيمي ومواطنته الكاتبة نادية النجار والكاتبة العراقية شهد الراوي والكاتبة المصرية أمل فرح.
وقال النعيمي إنه لا يكتب للجوائز وإنما يكتب لمتعة الكتابة ويعيش عالم الكتابة بكل تجلياته، ولا ينبغي لأي كاتب أن يقع في فخ الكتابة لأجل الجوائز، لأن ذلك يدفعه إلى التصنع والتقيد، ولا بد للإبداع أن يطلق له العنان كي يكون مؤهلا لاعتلاء منصات النجاح، لافتا إلى أن الجائزة الرصينة التي تعمل وفق منهجيات احترافية تمنح الكاتب تقييما واقعيا لعمله وتشكل دافعا كبيرا للكاتب للاستمرار.
وأشارت الراوي إلى ما وصفته بالخلطات الجاهزة التي يضعها بعض الكتاب في أعمالهم تماشيا مع متطلبات الجوائز ولجان تحكيمها، مؤكدة أن هذه الخلطات بدت واضحة في أعمال عدد من المبدعين المرموقين، مشيرة إلى أن القراءة للكاتب تجعله بارعا في فهم الآخر وهو يكتب وهذا من الأهمية في ولادة أعمال إبداعية تخترق المجتمع وتسمو بأفراده.
وقالت فرح إنه من غير المنصف تقييم الإبداع بلجنة تحكيم قوامها خمسة أشخاص، إذ ترى أن المبدع لا تحكمه لجنة تحكيم لأن الإبداع بحد ذاته عمل خارج عن نطاق المعتاد أو القيود. أما ما يقيّم العمل الإبداعي الحقيقي فهو مدى استدامته واستمرارية تأثيره.
وقالت النجار إن المجتمع القارئ هو مجتمع مبدع لأن القراءة تنمي الخيال، وهو مجتمع مفكر لأن الكتب تطرح الأسئلة، وكذلك هو مجتمع متسامح لأن الكتب تسهم في تلاقح الثقافات.