فيلم الأبديون يحول مغرّدين عربا إلى طرف في الصراع بين سلطات الرقابة وسينما هوليوود

حظر فيلم الأبديون يعكس صراعا فكريا بين المجتمعات العربية وبين سينما هووليود التي لا تعرف سقفا لأفكارها.
الثلاثاء 2021/11/09
اختلاف ثقافات

الرياض- أثار حظر عدة دول عربية فيلم “الأبديون” الجديد، الذي تلعب نجمة هوليوود أنجلينا جولي دور البطولة فيه، جدلا واسعا بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي. ويحظى الفيلم بأعلى نسب المشاهدة من قِبل الجماهير في عدة دول.

وحسب موقع “هوليوود ريبورتر”، مُنع الفيلم من العرض بسبب تضمنه علاقة عاطفية مثلية بين اثنين من أبطاله الخارقين. ويقول الموقع إن دور السينما في تلك البلدان أزالت المواعيد التي كانت مقررة لعرض الفيلم من على مواقعها، بينما لا تزال الشاشات في الإمارات تؤكد عرضه قريبا.

وقال عمر أبوبكر المتحدث الرسمي للهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع في السعودية، إن الهيئة “ترحب بعرض أفلام من مختلف أنحاء العالم، ولكن في حال وجود مشاهد في الفيلم لا تتوافق مع ضوابط المحتوى المنصوص عليها في السعودية، تقوم الهيئة بطلب تعديل بعض المشاهد من شركة إنتاج الفيلم”. ويضيف في حديثه مع قناة إخبارية سعودية أن القرار في هذه الحالة كان للشركة المنتجة التي لم تنفذ التعديلات المطلوبة.

وكان من المقرر عرض الفيلم في دول الخليج في الحادي عشر من نوفمبر، لكنه قوبل بسلسلة من طلبات الرقابة المحلية في السعودية والكويت وقطر للسماح بتعديلات لم تكن استوديوهات والت ديزني للترفيه التي توزع الفيلم، على استعداد لها، بحسب هوليوود ريبورتر.

وأثارت القصة ضجة واسعة عبر مواقع التواصل بين رافض لقرار حظر الفيلم ومؤيد له. ودشّن مغردون هاشتاغ #منع_فيلم_Eternals_من_السينما للتعبير عن آرائهم المختلفة، إذ رحب البعض بالقرار، منتقدين “القيم الغربية التي تمنعهم من حرية اختيار الحظر”. وفي المقابل دعم آخرون قرار ديزني بعدم حذف أي مقاطع من الفيلم. وأعرب متابعون على تويتر عن ارتياحهم لهذا القرار. وكتب مغرد:

وقال آخر:

Ph0__1@

السينما أداة من أدوات الغزو الفكري والتغريب وبها يتم زرع أفكار الغرب الملحد في عقول شباب المسلمين #منع_فيلم_Eternals_من_السينما.

وبالمقابل اعترض آخرون على فكرة المنع، وعبّر بعضهم عن حزنهم لعدم إمكانية مشاهدة “الأبديون” في صالات السينما ببلادهم. وكتب معلق:

وانتقدت النجمة العالمية أنجلينا جولي قرار دول خليجية بينها السعودية حظر فيلمها “الأبديون”. ونقل موقع “نيوز دوت كوم” عن جولي التي أدت دور البطولة في الفيلم “حزنها على الجمهور”.

وقالت جولي “أنا فخورة بمارفل (الشركة المنتجة) لرفضها حذف تلك المشاهد”. وأضافت “مازلت لا أفهم كيف نعيش في عالم اليوم، بينما لا يزال هناك أشخاص لا يرون الجمال في تلك العلاقة (المثلية) وهذا الحب”.

وعقب إعلاميون ومشاهير على تصريحات الفنانة الأميركية، إذ هاجمها الإعلامي المصري عمرو أديب وقال “الغرب يحاول الضغط علينا لنتقبل العلاقات المثلية”. وسخرت مغردة:

ونال الفيلم حتى الآن الكثير من الانتقادات. وسجّل الفيلم تقييم 50 بالمئة على منصة "روتن توميتوز" الشهيرة لاستبيانات تقييم الأفلام، وهي سابقة غريبة بالنسبة لأفلام مارفل، والتي بلغ معدّل التقييم الإيجابي لها على الموقع نفسه 80 بالمئة على الأقل.

وقال نقاد إن حظر الفيلم يعكس الصراع الفكري بين المجتمعات العربية عموما وبين سينما هووليود التي لا تعرف سقفا لأفكار وشخصيات أفلامها ولا تمثل تلك الأفلام مجرد أحداث عابرة بل تحمل في طياتها مذهبا فكريا وتوجها أيديولوجيا يرى كثيرون أن الغرب يسعى لتمريره إلى المجتمعات المحافظة.

وسبق أن سحبت دور السينما في هذه الدول الكثير من الأفلام التي تحتوي على مشاهد تتعلق بالمثلية الجنسية، حيث حظرت العام الماضي هيئات رقابية فيلم “اونرد” على خلفية مشاهد تشير إلى علاقة مثلية.

فيما حظرت قطر والكويت مؤخرا فيلم “الآلهة الخارقة” الذي لم تكن المشكلة فيه تتعلق بمشاهد المثلية الجنسية بل بمشكلة تصوير الآلهة والأنبياء الذي يعد أمرا مرفوضا في المجتمعات الشرقية. وفي عام 2017 حظر لبنان فيلم “المرأة الخارقة” لأن الممثلة الرئيسية إسرائيلية الجنسية.

16