صندوق الثروة السعودي يحوّل وجهة استثماراته إلى السوق الصينية

الرياض - يعتزم صندوق الاستثمارات العامة السعودي “صندوق الثروة السيادية” توجيه بوصلة استثماراته باتجاه الشركات الصينية، بعدما اقتصرت معظم استحواذاته الخارجية على الولايات المتحدة وأوروبا حتى الآن.
وقالت وكالة بلومبرغ الجمعة إن الصندوق تقدم بطلب للحصول على ترخيص مستثمر مؤسسي أجنبي مؤهل في الصين.
وبحسب معلومات منشورة على الموقع الإلكتروني لأكبر منظم للأوراق المالية في البلاد، سيمنح الترخيص للصندوق القدرة على تداول الأسهم المقومة بالرنمينبي مباشرة، بدلا من الاضطرار إلى العمل عبر أطراف ثالثة.
وسيكون التوجه نحو الصين منطقيا بالنسبة للبلد الخليجي الذي يتطلع إلى تطوير العلاقات الاقتصادية عبر الاستثمار من قبل صندوقه السيادي.

الصين ستمنح ترخيصا للصندوق السعودي لتداول الأسهم المقومة بالرنمينبي مباشرة
وتعد الصين أكبر شريك تجاري للسعودية وأكبر عميل لشركة أرامكو النفطية، التي يرأسها محافظ صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميان.
ويتأهب العديد من المستثمرين العالميين للتعامل بالأسهم المتعثرة في الصين، وسط رهانات بأن الإصلاح التنظيمي للشركات الذي أجرته الحكومة قد بلغ ذروته.
وكان ثاني أكبر اقتصاد في العالم أيضا وجهة جذابة للمستثمرين السياديين، حيث قام صندوق الثروة الروسي بتحويل المليارات من الدولارات التي يمتلكها إلى اليوان كجزء من محاولة لجعل البلاد أقل عرضة للعقوبات.
ولدى صندوق الثروة السعودي، الذي لم يكشف عن أي استثمارات في الصين، طموحات للسيطرة على ما قيمته تريليونا دولار من الأصول، وأن يصبح قوة استثمارية عالمية.
ولكن منذ الكشف عن خطة لتحويل نفسه من شركة قابضة خاملة تركز أعمالها في السوق المحلية قبل خمس سنوات، كانت استثمارات الصندوق المعلنة في الغالب في الولايات المتحدة وأوروبا.
فمنذ تنامي نشاطه في 2015، خطا الصندوق خطوات جريئة للارتقاء بمكانته العالمية، حيث اشترى حصة قيمتها 3.5 مليار دولار في أوبر تكنولوجيز، واستثمر 45 مليار دولار في أول صندوق لاستثمارات قطاع التكنولوجيا تؤسسه سوفت بنك.
وفي الآونة الأخيرة، دعم شركة لوسيد لصناعة السيارات قبل طرحها للاكتتاب العام، من خلال صفقة مع شركة استحواذ ذات أغراض خاصة.
كما استحوذ على حصص بقيمة 10.1 مليار دولار في شركات مدرجة في الولايات المتحدة، بما في ذلك شركة والت ديزني وبريتش بتروليوم، في نهاية يونيو من العام الماضي، ثم باع معظمها بعد ثلاثة أشهر مع ارتفاع الأسواق.
وسبق واشترى حصصا أقلية في شركات أميركية كبرى منها بوينغ وفيسبوك وسيتي غروب، لدعم جهود البلاد في تنويع الاقتصاد واستغلال مواطن الضعف في الأسواق العالمية لاقتناص الاستثمارات بما يتماشى مع رؤية 2030.
وبلغت قيمة الحصة 713.7 مليون دولار في بوينغ وحصة تقدر بنحو 522 مليون دولار في سيتي غروب وأخرى بقيمة 522 مليون دولار أيضا في فيسبوك، وحصة قيمتها 495.8 مليون دولار في ديزني وأخرى بقيمة 487.6 مليون دولار في بنك أوف أميركا.
ويدير الصندوق أصولا بأكثر من 400 مليار دولار، ويشتري حصصا أقلية في شركات في مختلف أنحاء العالم، مستغلا ضعف السوق في أعقاب تفشي فايروس كورونا المستجد.
“صندوق الثروة السيادية” تقدم بطلب للحصول على ترخيص مستثمر مؤسسي أجنبي مؤهل في الصين
ويملك الصندوق السيادي السعودي حصة قيمتها 514 مليون دولار تقريبا في ماريوت وحصة صغيرة في بركشاير هاثاواي، وحصة بنحو 827.7 مليون دولار في شركة بي.بي النفطية التي لها شهادات إيداع أميركية مدرجة في الولايات المتحدة.
وكان الصندوق قد كشف في أبريل 2020 عن حصة تبلغ 8.2 في المئة في كارنيفال كورب التي تضررت بشدة من فايروس كورونا، مما رفع أسهم هذه الشركة المشغلة للسفن السياحية إلى نحو 30 في المئة.
وتعول السعودية على الصندوق لإقامة مشاريع ضخمة محليا وخارجيا، ما من شأنه خدمة خطط البلاد لتنويع الاقتصاد وعدم الاعتماد على النفط.
وأظهرت بيانات نشرتها مؤخرا مؤسسة صندوق الثروة السيادية “أس.دبليو.أف”، الذي يتابع نشاط الصناديق السيادية حول العالم، صعود تصنيف صندوق الثروة السعودي إلى المرتبة الثامنة عالميا، مقارنة بالمرتبة التاسعة في التحديث السابق.
وأشارت البيانات إلى أن أصول الصندوق ارتفعت بنحو 20 مليار دولار، لتصل إلى 450 مليار دولار مقارنة بالتحديث السابق عند 430 مليار دولار.