قلق غربي كبير حيال الأنشطة النووية لإيران

روما - أعربت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا السبت عن “قلقها الكبير والمتنامي” حيال النشاطات النووية لإيران، ودعت طهران إلى “تغيير موقفها” إثر اجتماع لقادة هذه الدول على هامش قمة مجموعة العشرين في روما.
وأوردت الدول الأربع في بيان مشترك “نحن مقتنعون بأنه لا يزال ممكنا التوصل سريعا وتنفيذ اتفاق حول معاودة احترام خطة العمل الشاملة المشتركة التي وقعت في 2015 من جانب إيران وست قوى كبرى بهدف ضمان أن يكون البرنامج النووي الإيراني محصورا على المدى البعيد بأغراض مدنية تمهيدا لرفع العقوبات”، مؤكدة أن “هذا الأمر لن يكون ممكنا إلا إذا غيرت إيران موقفها”.
وفي وقت سابق قالت طهران إنها ستستأنف المحادثات مع القوى العالمية في نوفمبر لإحياء الاتفاق الذي أبرم في العام 2015 بشأن برنامج إيران النووي، بعد توقف استمر خمسة أشهر.
وأجرت إيران ست جولات من المفاوضات غير المباشرة في فيينا مع إدارة الرئيس جو بايدن بشأن العودة إلى الاتفاق لكن المحادثات توقفت في يونيو مع وصول رئيس جديد متشدد إلى السلطة في طهران.
وبعد اجتماعهما في روما اتفق الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون “على أن استمرار التقدم في النشاطات النووية الإيرانية والعقبات التي تعترض عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية يهددان إمكانية العودة إلى الاتفاق”.
ويفترض أن تراقب الوكالة الدولية للطاقة الذرية نشاطات إيران النووية.
وفي بيان مشترك قال القادة إنهم عازمون على “ضمان عدم تمكن إيران من تطوير أو امتلاك سلاح نووي”.
وأشاروا إلى أنهم يتشاركون “القلق الكبير والمتنامي من أنه فيما امتنعت إيران عن العودة إلى المفاوضات (…) سرّعت وتيرة خطوات نووية استفزازية مثل إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب واليورانيوم المخصب”.
وأبرم في 2015 اتفاق في فيينا بين الجمهورية الإسلامية ومجموعة 5 + 1 (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا) ينصّ على تخفيف العقوبات الدولية مقابل تقييد برنامج إيران النووي ووضع ضمانات لعدم تطويرها قنبلة ذرية.
وانسحبت واشنطن في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب من الاتفاق أحاديا عام 2018 وأعادت فرض عقوبات على إيران نصّ الاتفاق على رفعها. في المقابل تخلت طهران تدريجيا عن قيود واردة في الاتفاق.
بايدن وماكرون وميركل وجونسون أكدوا أن أنشطة إيران والعقبات التي تعترض وكالة الطاقة الذرية يهددان المحادثات النووية
وأعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن استعداده للعودة إلى الاتفاق شرط أن تعاود إيران الوفاء بالتزاماتها بالتزامن مع ذلك.
ويأتي بيان لندن وباريس وواشنطن وبرلين على هامش اجتماعات قمة العشرين التي وضعت من ضمن أولوياتها دراسة التغيرات المناخية في سابقة من نوعها تشير إلى مدى التزام كبرى اقتصادات العالم بالحد من الاحترار العالمي.
وحث رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي في كلمته الافتتاحية على تعاون دولي أكبر بشأن القضايا الملحة فيما تأخذ الحمائية والقومية في الصعود حتى قبل الجائحة.
وقال إن “تعددية الأطراف هي أفضل إجابة على المشاكل التي نواجهها اليوم”.
وأضاف “إنها الإجابة الوحيدة الممكنة إلى حد كبير. من الجائحة إلى التغير المناخي إلى نظام ضرائب عادل ومنصف، تخطي ذلك بمفردك ببساطة ليس خيارا”.
وأشاد دراغي بالاتفاق بشأن إصلاح ضرائب الشركات العالمية الذي توصل إليه وزراء مالية مجموعة العشرين مسبقا.
وقال دراغي قبل المحادثات بين قادة العالم في روما “لقد توصلنا إلى اتفاق تاريخي من أجل نظام ضريبي دولي أكثر فعالية وعدلا”.
وشهد افتتاح القمة التقاط صورة لرؤساء الدول والحكومات مع العاملين في قطاع الرعاية الصحية الذين يقفون في الخطوط الأمامية لمكافحة وباء فايروس كورونا.
وعادة ما يلتقط قادة مجموعة العشرين “صورة عائلية” في بداية قمتهم السنوية. لكن هذا العام انضم إليهم أطباء وممرضات ومسعفون على المنصة حيث قام السياسيون بالتصفيق لهم.
وفي هذا الصدد دعا الرئيسان شي جينبينغ وفلاديمير بوتين إلى اعتراف متبادل باللقاحات المتاحة المضادة لكوفيد – 19، خصوصا بين الدول الأعضاء في المجموعة التي تضم كبرى الدول الصناعية بما فيها الصين وروسيا.
وكان الرئيسان الصيني والروسي أبرز الغائبين عن قمة رؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين المنعقدة في روما. وقد بث خطابيهما عن طريق الفيديو.
وفي خطابه الذي بثه عبر التلفزيون العام الروسي قال بوتين “رغم قرارات مجموعة العشرين لن يكون باستطاعة كل الدول المحتاجة الحصول على لقاحات ضد كوفيد – 19”.
وأضاف أن “ذلك يعود بشكل رئيسي إلى المنافسة غير العادلة والحمائية” وحقيقة “أن بعض الدول، خصوصا دول مجموعة العشرين، ليست مستعدة للاعتراف المتبادل باللقاحات وشهادات التحصين”.
وتابع أن روسيا “كانت أول دولة في العالم ترخص لقاحا مضادا لكوفيد – 19، وهو سبوتنيك – في الذي أجيز حتى الآن في 70 بلدا، والذي يظهر معيارا عاليا من السلامة والفعالية”.
ومن بكين دعا شي جينبينغ أيضا إلى “الاعتراف المتبادل باللقاحات” وفقا لتصريحاته التي أوردها تلفزيون “سي.سي.تي.في” الحكومي.
ويستخدم لقاحا سينوفاك وسينوفارم الصينيان في 70 بلدا و37 منطقة من بينها دول في أميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا وفقا لإحصاء أعدته وكالة فرانس برس.
وقد وافقت منظمة الصحة العالمية في يونيو على لقاح سينوفارم بشكل طارئ، لكن لم توافق الولايات المتحدة ولا الوكالة الأوروبية للأدوية على اللقاحين الصينيين ولا على اللقاح الروسي.
في المقابل لا تعترف روسيا والصين بأي لقاح أجنبي.