التحالف العربي يصعّد للحيلولة دون تطويق مأرب

مأرب (اليمن) - كثف التحالف العربي بقيادة السعودية من غاراته الجوية على مواقع المتمردين الحوثيين في محاولة لمنعهم من التمدد أكثر صوب مدينة مأرب الاستراتيجية، فيما قال الحوثيون إنّ عناصرهم باتت تحاصرها من عدة جهات.
وقال التحالف في بيان إنه نفّذ “26 عملية” في منطقتي الكسارة على بعد نحو 30 كلم شمال غرب مأرب والجوبة على بعد نحو 50 كلم جنوب مأرب، ما أدى إلى “تدمير 13 من الآليات العسكرية والقضاء على 105 عناصر إرهابية”.
ويحاول التحالف منع المتمردين من الوصول إلى مأرب، آخر معاقل الحكومة المعترف بها دوليا في شمال البلد الغارق في الحرب. وقد صعّد الحوثيون في فبراير عملياتهم العسكرية للسيطرة عليها.
وأوقعت المعارك منذ ذلك الوقت المئات من القتلى من الجانبين وتسببت في نزوح أكثر من 55 ألف شخص من منازلهم منذ مطلع العام الحالي.
وأكّد المتمردون أن مأرب أصبحت “مطوقة بالكامل”. وقال وزير الدفاع في “حكومة” صنعاء غير المعترف بها دوليا محمد ناصر العاطفي “وصلت قواتنا إلى محيط مدينة مأرب التي أصبحت شبه مطوّقة وفق وضعية الكماشة”.
وأضاف في مقابلة مع صحيفة “الأخبار” اللبنانية القريبة من حزب الله الأربعاء، إن “استعادتها (مدينة مأرب) هي مسألة وقت”.
ويرى مراقبون أن الرهان على سلاح الجو وإن كان مهما لكنه غير كاف للحيلولة دون وقوع مأرب، والذي في حال حصل فإنه سيقلب موازين القوى لصالح المتمردين.
ويدور النزاع في اليمن بين حكومة يساندها منذ العام 2015 التحالف العسكري بقيادة السعودية، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها، وكذلك على العاصمة صنعاء منذ 2014.
وأسفر النزاع عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، بينهم الكثير من المدنيين، وفق منظمات إنسانية عدة.
وما زال نحو 3.3 مليون شخص نازحين، بينما يحتاج 24.1 مليون شخص أي أكثر من ثلثي السكان، إلى المساعدة، وفق الأمم المتحدة التي أكدت مرارا أن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم حاليا.