أعراض تؤكد إصابة الرجل بالاكتئاب

العلاج السلوكي يلعب دورا مهما في الحد من الاكتئاب؛ فهو يساعد المريض على التغلب على الموقف الذي أدى إلى إصابته به.
الأربعاء 2021/10/20
الرجال أكثر تأثرا بعوامل الاكتئاب

برلين – قالت الجمعية الألمانية للطب النفسي والعلاج النفسي وطب الأعصاب إن “الاكتئاب لدى الرجل له عدة أسباب أبرزها التقدم في العمر والإحساس بدنو الأجل والوحدة وفقدان شخص عزيز كشريك الحياة أو أحد الأبناء وفقدان مصدر الدخل المادي”.

وأوضحت الجمعية أن هناك بعض العلامات المميزة التي تنذر بالاكتئاب لدى الرجل، وهي: الاستغراق في العمل أو الإفراط في ممارسة الرياضة أو الوقوع فريسة لإدمان المخدرات والمشروبات الكحولية، بالإضافة إلى السلوك المتهور والتصرفات العدوانية أو المحفوفة بالمخاطر.

وأضافت أنه إلى جانب هذه العلامات المميزة هناك أعراض أخرى عامة تنقسم إلى أعراض جسدية وأخرى نفسية، مشيرة إلى أن الأعراض الجسدية تتمثل في الصداع المستمر وآلام العضلات وآلام الظهر والدوار المستمر واضطرابات النوم، بينما تتمثل الأعراض النفسية في الحزن والكآبة والقلق وفقدان الدوافع وتراجع الثقة بالنفس والانهزامية واليأس.

وأوصت الجمعية الأشخاص المحيطين بالرجل الذي تظهر عليه هذه الأعراض بتشجيعه على استشارة الطبيب النفسي في أقرب وقت ممكن للخضوع للعلاج النفسي قبل فوات الأوان وتفاقم الحالة والإقدام على أفعال خطيرة كإيذاء النفس أو الانتحار.

وأشارت الجمعية إلى أن أولى خطوات العلاج هي تحديد السبب الحقيقي الكامن وراء الإصابة بالاكتئاب. وإلى جانب العلاج الدوائي يلعب العلاج السلوكي المعرفي دورا مهما في مواجهة الاكتئاب؛ ذلك أنه يساعد المريض على التغلب على الموقف الحياتي الجلل الذي أدى إلى إصابته بالاكتئاب، ومن ثم يعود إلى حياته الطبيعية متشبثا بالأمل والتفاؤل والنظرة الإيجابية للحياة.

ويمكن أن يتباين تأثير الاكتئاب بين الرجال والنساء؛ ذلك أنه عندما يحدث الاكتئاب لدى الرجال قد يتوارَى في سلوك التأقلم غير الصحي، لعدد من الأسباب، كما أن اكتئاب الذكور في الأغلب الأعم لا يتم تشخيصه ويمكن أن تكون له عواقب وخيمة إذا لم يتم علاجه.

وتختلف علامات الاكتئاب بين الرجال والنساء؛ إذ يميل الرجال إلى استخدام مهارات تأقلم صحية وغير صحية مختلفة عن تلك التي تميل إليها النساء. ولا يوجد سبب واضح يفسر الاختلاف الحاصل بين الرجال والنساء عند إصابتهم بالاكتئاب. ومن المرجح أن يعود هذا الأمر إلى عدة عوامل من بينها كيمياء المخ والهرمونات والتجارب الحياتية.

ولا يعرف الرجال الطريقة المناسبة للتعبير عن شعورهم، فقد أوضحت الإحصائيات أن النساء يعانين من الاكتئاب بأعداد أكبر من الرجال، لكنهن أيضاً لا يترددن في طلب المساعدة الطبية والمهنية لعلاجه باعتباره من أشهر الأمراض النفسية. وفي الوقت ذاته قد لا تكون لدى الرجال دائمًا اللهجة أو الأسلوب العاطفي لشرح ما يواجهونه، أو قد يكونون محرجين أو يعتقدون أنه من غير الضروري التعبير عن هذه المشاعر.

كما أن الاعتقاد بأن الحزن لا يليق بالرجال هو أحد الأسباب التي تجعل اكتئاب الرجال غير واضح . ولعل أحد المعايير الرئيسية لتشخيص الاكتئاب هو الشعور بالحزن، ولكن هناك بعض الرجال بل معظمهم لا يريدون الاعتراف بما يشعرون به من حزن وقلق، فضلا عن أن البكاء ممنوع عند البعض منهم، لأنهم يرون أن البكاء للنساء فقط، وأنه أمر غير لائق بسلوك الرجال.

ويعتقد بعض الرجال أنهم قادرون على حل مشاكلهم بأنفسهم، وأنهم ليسوا بحاجة إلى طلب المساعدة من الطبيب النفسي لحل مشاكلهم النفسية، وهذا الأمر خاطئ بالطبع لأن كل إنسان من الممكن أن يحتاج إلى مساعدة في وقت ما، ويجب أن يقبل الإنسان هذه الطبيعة البشرية.

ولا يفضل الرجال عادة وضع أنفسهم في موضع ضعف. وقد يرى البعض منهم أن الضعف عار عليهم، ولا سبيل لهم إليه، لذلك يخجلون من التعبير عن ضعفهم في بعض الأوقات.

17