قسد تحذر من نمو خلايا داعش وتدريباته لخطة العودة

القوات الكردية تخشى أن يعتبر "داعش" هزيمته فترة هدوء فقط وليست خسارة نهائية، محذرة من أن التنظيم بدأ يرص صفوفه من جديد ما قد يشكل تهديدا جديدا للمنطقة.
السبت 2021/10/16
عودة داعش مجددا تهديد للنظام العالمي

الرقة (سوريا) – أعرب مسؤولون عسكريون أكراد عن تخوفهم من عودة محتملة لتنظيم “داعش” للقتال في سوريا، مشيرين إلى أن خلايا التنظيم تنمو مجدداً وتقوم بالتدريبات اللازمة لخطة العودة، مستفيدة من الانسحاب الجزئي للقوات الأميركية من المنطقة.

ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن لقمان خليل القائد العسكري البارز في قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أن مسلحي التنظيم عادوا لقتال قواته.

وتخشى القوات الكردية أن يعتبر تنظيم “داعش” هزيمته فترة هدوء فقط وليست خسارة نهائية، محذرة من أن التنظيم بدأ يرص صفوفه من جديد ما قد يشكل تهديدا جديدا للمنطقة. وسيساعد انسحاب الولايات المتحدة التنظيم على النهوض مجددا.

لقمان خليل: إنهم يظهرون من جديد ويتعلمون التحلي بالصبر مرة أخرى
لقمان خليل: إنهم يظهرون من جديد ويتعلمون التحلي بالصبر مرة أخرى

وذكر خليل أنه لا يمكن إنهاء أيديولوجيا التنظيم المتطرف بسهولة، قائلا “إنهم يظهرون من جديد ويتعلمون التحلي بالصبر مرة أخرى. وهذه المرة يفعلون ذلك على جانبي النهر (الفرات)”.

وكان خليل في طليعة القتال ضد التنظيم منذ عام 2014، وقاد معارك في كوباني والرقة. وعلى غرار معظم القادة الأكراد، احتفل حينها بزوال التنظيم ولكن عدم ارتياحه ظل قائما وازداد منذ ذلك الحين.

وتابع أن وحدات مكافحة الإرهاب التابعة للقوات الكردية تقوم كل يوم بعملية واحدة على الأقل. وأضاف “قتل الأميركيون ثلاثة أشخاص قبل أيام وقام الفرنسيون بهجوم. والأهداف كلها من تنظيم الدولة الإسلامية وجميعهم في المدن القريبة منا”.

وفي مدينة الحسكة المجاورة قال مظلوم عبدي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية الذي يقود القتال ضد التنظيم منذ 2014، إن تنظيم “داعش” قد يعود مجددا لتهديد النظام العالمي.

وأضاف “لقد حاربناهم لفترة طويلة ونريد أن نضمن ألا يكونوا أقوى منا مرة أخرى”، مشيرا إلى أن قواته لا تزال تعتقل الكثير منهم. وتابع “في دير الزور وفي العراق في محافظة الأنبار (…) يوجد تنظيم الدولة الإسلامية بشكل منظم. ولا يمكننا أن نغمض أعيننا عن هذا ولا يمكننا تجاهل المخيمات”.

ويقول المسؤولون الأكراد إن شاغلهم الرئيسي في الوقت الراهن لا يزال محافظة دير الزور، وهي منطقة لا يزال من المستحيل تقريبا “ترويضها” حتى بمساهمة أميركية وفرنسية.

وتخوض قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية آخر معاركها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا. ومع الانسحاب من أفغانستان، هناك مخاوف متزايدة من سحب واشنطن لقواتها من سوريا أيضا.

ويبدو أن هناك انفتاحا من قبل عدد من المسؤولين الأكراد للتواصل مع النظام السوري، فقد صرحت إلهام أحمد الرئيسة التنفيذية لـ”مجلس سوريا الديمقراطية” عن زياراتها إلى فرنسا التي ساعدت في تدريب وتسليح “قسد”، وتحدثت عن الحاجة إلى التغيير في بنية الدستور والأجهزة الأمنية في سوريا، وهو ما يطالب به الأميركيون.

وينظر الأكراد إلى الانسحاب الأميركي من أفغانستان على أنه سيخلق نوعاً من الخلل، ويحاولون الاستفادة من درس أفغانستان بالبحث عن بدائل، ويرون أنه من الضروري أن يكون لديهم حلفاء وبدائل.

ونوهت أحمد أن وفد شمال شرقي سوريا أبلغ المسؤولين الأميركيين أنه في حال قررت الولايات المتحدة الانسحاب “يجب أن يكون ضمن إطار زمني ووفق خطة مدروسة، وأن نكون قد توصلنا إلى حلول سياسية دائمة وتفاهمات حول مصير المنطقة”.

وبالإضافة إلى خطر “داعش” وعودته، فإن الإدارة الذاتية تتخوف من أمرين بعد الإنسحاب الأميركي، الأول يتمثل في ضياع حلمها بإقامة إدارة مركزية في شمال شرق سوريا، والأمر الثاني محاولة تركيا شن هجوم على “قسد” والتي تعتبرها جزءا من حزب العمال الكردستاني، وهي في أصل تركيبتها جزء منه وتدرب عناصرها على أيدي مقاتليه.

2