الرئيس العراقي يحث على المشاركة الواسعة في الانتخابات المبكرة

غلق الحدود وإجراءات أمنية مشددة لتأمين العملية الانتخابية في العراق.
الأحد 2021/10/10
انتشار أمني مكثف

يتجه الناخبون في العراق اليوم الأحد إلى مراكز الاقتراع لانتخاب برلمان جديد في استحقاق نيابي مبكر لا يأمل هؤلاء أن يُحدث التغيير المنشود لديهم وسط دعوات لمشاركة واسعة حيث دعا الرئيس برهم صالح العراقيين إلى المشاركة بكثافة في هذا الاقتراع.

بغداد- دخل العراق السبت في الصمت الانتخابي تمهيدا لإجراء الانتخابات النيابية المبكرة التي لا يأمل منها العراقيون أن تُحدث التغيير الذي ينشدونه.

ويتوجه العراقيون اليوم الأحد إلى مراكز الاقتراع لاختيار من يمثلهم في الانتخابات التي يتنافس فيها 3249 مرشحا يمثلون 21 تحالفا و109 أحزاب، إلى جانب مستقلين، للفوز بـ329 مقعدا بالبرلمان، وفق أرقام مفوضية الانتخابات.

ودعا الرئيس العراقي برهم صالح السبت العراقيين إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات لأنها ستحقق التمثيل الحقيقي للشعب وتفرض إرادته وفق قوله.

وقال صالح في خطاب متلفز إن “انتخابات يوم غد (الأحد) من أهم العمليات الانتخابية في تاريخ العراق الحديث، وهي انتخابات مفصلية ومصيرية وتأسيسية وتأتي في ظرف دقيق ولحظة وطنية فارغة”.

وأكد أن الانتخابات تعد ”فرصة لبناء دولة قادرة ومقدرة لتصحيح المسارات الخاطئة وتضرب الفساد وتعمل على مراجعة الدستور عبر عقد سياسي واجتماعي جديد”.

من جانب آخر صرح الفريق الأول الركن عبدالأمير الشمري رئيس اللجنة الأمنية العليا للانتخابات، أن اللجنة الأمنية أكملت كل التحضيرات وتم إرسال قوات احتياط من الرد السريع والقوات الخاصة لفرض الأمن الانتخابي في بغداد والمحافظات.

عبدالأمير الشمري: اللجنة الأمنية أكملت كل التحضيرات لتأمين الانتخابات المبكرة

وأبلغ الشمري الصحافيين في بغداد بأن جميع المراكز الانتخابية مؤمنة ولا يوجد حظر للتجوال يوم الاقتراع. ويحق لنحو 24 مليون شخص الإدلاء بأصواتهم بشكل عام من أصل نحو 40 مليون نسمة (عدد سكان البلاد)، بحسب أرقام رسمية.

والجمعة، أدلى 821 ألفا و800 ناخب من أفراد الأمن والنازحين ونزلاء السجون، بأصواتهم في الاقتراع الخاص، الذي يجري قبل 48 ساعة من الاقتراع العام، حيث بلغت نسبة المشاركة في الاقتراع الخاص 69 في المئة حسب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات.

وكان من المفترض انتهاء الدورة البرلمانية الحالية عام 2022، إلا أن الأحزاب السياسية قررت إجراء انتخابات مبكرة، بعدما أطاحت احتجاجات شعبية واسعة بالحكومة السابقة برئاسة عادل عبدالمهدي أواخر 2019.

وأعلنت السلطات العراقية إغلاق الحدود البرية والبحرية والجوية اعتبارا من مساء السبت، تمهيدا لإجراء الانتخابات.

وقالت سلطة الطيران المدني العراقية في بيان “تم إبلاغ شركات الطيران العاملة في العراق والمسافرين، بغلق جميع المطارات في بغداد والنجف الأشرف والبصرة وأربيل والسليمانية”.

وأضافت أن “الإغلاق يبدأ اعتبارا من السادسة مساءً بالتوقيت المحلي (15:00 بتوقيت غرينيتش) اليوم (السبت)، ويستمر إلى غاية السادسة صباحا (03:00 بتوقيت غرينتش) من صباح الاثنين المقبل”.

وبالتزامن مع إغلاق المطارات، سيتم إغلاق الحدود البرية والبحرية، ومنع حركة التنقل بين المحافظات، ضمن الإجراءات الأمنية التي أعلنتها الخلية الأمنية الخاصة بالانتخابات (حكومية)، الخميس.

وقررت اللجنة الأمنية العليا للانتخابات نشر أكثر من 250 ألفا من قوات الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية لتأمين الحماية للمراكز الانتخابية على شكل أطواق أمنية معززة بإجراءات أمنية إضافية من خلال إحاطة المراكز الانتخابية بالأسلاك الشائكة وتحديد حركة الناخبين في ممرات آمنة باتجاه المراكز الانتخابية فضلا عن إجراء التفتيش الشخصي للناخب وإلزامه بارتداء الكمامات للوقاية من فايروس كورونا.

وكشف اللواء يحيى رسول المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة في بيان عن أنه تم تكليف قيادة القوة الجوية وطيران الجيش بالتحليق في سماء بغداد والمحافظات بارتفاع مناسب  في مهام استطلاعية لدعم الخطة الأمنية لحماية عملية الاقتراع العام.

وتشهد شوارع بغداد والمحافظات انتشارا كبيرا حيث تشاهد عجلات عسكرية في الشوارع فضلا عن انتشار عدد كبير من الجنود وقوات الشرطة حاملين أسلحتهم فضلا عن الانتشار في محيط المراكز الانتخابية والشوارع المؤدية إليها.

وبالرغم من التغييرات التي طرأت على قانون الانتخابات إلا أن العراقيون لا يعلقون عليها آمالا لتغيير واقعهم الحالي شأنهم في ذلك شأن المرشحين.

ويعتقد هؤلاء أن التصويت يمكن أن يقود إلى برلمان مختلف ولو نسبيا، وأن منظومة الأحزاب الكبرى المستفيدة من الفساد ويأس الناس من التغيير ستسعى للسيطرة على البرلمان الجديد.

العراقيون يتجهون الأحد إلى مراكز الاقتراع لاختيار من يمثلهم في الانتخابات النيابية التي يتنافس فيها 3249 مرشحا 

ورغم هذه القناعة يطلب بعض المرشحين من شباب العراق المحبطين أن يثقوا في عملية انتخابية شُوِّهت في الماضي بالتلاعب والتزوير، لكن اللامبالاة وانعدام الثقة منتشران على نطاق واسع. ويدعو بعض النشطاء المؤيدين للإصلاح، ممن شاركوا في احتجاجات أكتوبر 2019، إلى مقاطعة الانتخابات بعد سلسلة من عمليات
القتل التي استهدفت نشطاء انتفاضة تشرين.

واعترف المرشح نورالدين نصار في البصرة بأن “الانتخابات لن تكون مثالية”، لكنه أضاف أنه حتى لو تحسنت بنسبة الثلث فقط عن السابق فسيكون ذلك “أفضل من النظام الحالي”.

3