قائد الأسطول الأميركي بالبحرين يبعث برسالة تحذير إلى إيران من إسرائيل

الحرس الثوري الإيراني يعرض شريط مطاردة لقطع بحرية أميركية في الخليج العربي
السبت 2021/10/09
على مقربة من إيران

المنامة - ارتفع منسوب رسائل التحذير العسكرية بين قيادة الأسطول الخامس الأميركي المتمركز في المياه الإقليمية للبحرين، مع القوات الإيرانية. واختارت السلطات الإيرانية توقيت زيارة قائد الأسطول الخامس الأميركي في البحرين براد كوبر إلى إسرائيل، في بث شريط مصوّر قال التلفزيون الإيراني الرسمي إنه يظهر مطاردة قطع بحرية تابعة للحرس الثوري لقطع بحرية أميركية في الخليج، من دون تحديد تاريخها.

وتزامن بث الشريط مع إعلان وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس ورئيس الأركان أفيف كوخافي مع قائد الأسطول الخامس الأميركي في البحرين براد كوبر الجاهزية لمواجهة التهديد الإيراني وأهمية الوجود الأميركي بالشرق الأوسط.

وقال غانتس "التقيت رفقة رئيس الأركان أفيف كوخافي مع قائد الأسطول الخامس براد كوبر الذي يزور إسرائيل". وأضاف "بحثنا أهمية الوجود الأميركي بالشرق الأوسط وكذلك مواضيع استراتيجية أخرى على رأسها مواجهة التهديد الإيراني، وعدوان إيران الإقليمي الذي يقوض الاستقرار في المنطقة وفي دول العالم كله".

 

لابيد بحث خلال الزيارة طرقاً لإنشاء "أمن إبحار" السفن البحرينية بالخليج، وهو ما سيضعها في مواجهة بحرية مع إيران

وعرض التلفزيون الإيراني شريطا مدته نحو 65 ثانية، قال إن مصدره بحرية الحرس، ويظهر “القوة والتحكم الكامل في مواجهة القوات الأميركية والأجنبية في بحر عمان والخليج”.

وتظهر اللقطات الملتقطة من على متن زورق سريع، طرادين عسكريين على مقربة منه يرفعان العلم الأميركي، وعلى متن كل منهما عدد من الجنود. ويسمع صوت شخص لا يظهر في اللقطات، وهو يردد عبر الاتصال اللاسلكي عبارات مثل "طاردوهما" و"التقطوا الصور".

كذلك أظهرت اللقطات من مسافة بعيدة، ما بدت أنها حاملة طائرات وإلى جانبها سفينة عسكرية كبيرة. ولم يصدر في طهران أيّ بيان يقدم تفاصيل إضافية بشأن هذه اللقطات.

وردا على سؤال لمكتب وكالة الصحافة الفرنسية في دبي قال المتحدث باسم الأسطول الخامس تيم هوكينز "لم يحصل أيّ تعامل غير آمن أو غير احترافي يتعلق بالبحرية الأميركية خلال الساعات الـ48 الماضية".

وتتلخص مهام الأسطول الخامس في تأمين إمدادات النفط من الخليج إلى الأسواق العالمية ومراقبة إيران عن قرب، والردع السريع إذا ما حاولت إغلاق مضيق هرمز، والإشراف على العمليات العسكرية في الخليج العربي وخليج عمان والبحر الأحمر وأجزاء من المحيط الهندي.

ويضم الأسطول الخامس الأميركي المتمركز في البحرين حاملة طائرات وعدداً من الغواصات الهجومية والمدمرات البحرية وأكثر من سبعين مقاتلة، إضافة إلى قاذفات القنابل والمقاتلات التكتيكية وطائرات التزويد بالوقود.

بيني غانتس: بحثنا مع براد كوبر مواجهة التهديد الإيراني بالشرق الأوسط

وتشير تقديرات رسمية إلى أن عدد البحارة الأميركيين المتمركزين في البحرين يربو على 5000 بحار، فيما يقدَّر عدد السفن التابعة لسلاح البحرية الأميركي والراسية في البحرين بثلاثين سفينة، ويصفه خبراء بأنه أكثر الأساطيل الأميركية الاستراتيجية أهمية في منطقة الخليج.

وتأتي زيارة كوبر إلى إسرائيل بعد أيام من إعلان الأسطول الخامس أنه سيبدأ بتشكيل قوة عمل جديدة تضم طائرات مسيّرة بحرا وجوا وتحت الماء، بعد سنوات من الهجمات البحرية المرتبطة بالتوترات المستمرة مع طهران.

ورفض مسؤولو البحرية تحديد الأنظمة التي سيقدمونها من مقارهم الواقعة في البحرين، لكنهم وعدوا بأن الأشهر المقبلة ستشهد توسيع قدرات الطائرات المسيّرة عبر منطقة ذات أهمية كبيرة من حيث إمدادات الطاقة العالمية والشحن في جميع أنحاء العالم.

وقال قائد الأسطول الخامس براد كوبر “نعتزم وضع المزيد من الأنظمة البحرية فوق البحر وتحته، إذ أننا نريد تشديد المراقبة على ما يحدث هناك”. وعبّر عن اعتقاده بأن البيئة الخليجية تناسب التجريب والتحرك بشكل أسرع. ويمكن توسيع نطاق الأنظمة الجديدة العاملة في الخليج إلى أساطيل أخرى.

واعترف كوبر بالتوترات في مياه الخليج العربي، لكنه رفض الخوض في التفاصيل وقال "نحن ندرك تماما موقف إيران، وسنكون مستعدين للتعامل مع ذلك بشكل مناسب. سأتوقف عند هذا الحد".

وكانت زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى البحرين هذا الأسبوع قد حملت طابعا عسكريا بين رسائلها الدبلوماسية كان أبرزها زيارته للأسطول الخامس الأميركي.

وأرادت إسرائيل من خلال زيارة الأسطول الخامس بالمنامة، إيصال رسائل وإشارات واضحة إلى إيران بأنها أصبحت قريبة جداً منها، وتعمل من خلال الولايات المتحدة والبحرين خلال الفترة القادمة بالمنطقة ومياه الخليج.

وبحث لابيد التعاون مع البحرين في مسألة الرد على هجمات الطائرات الإيرانية المسيّرة، التي يُنظر إليها على أنها تهديد متزايد للمنطقة، وفقا لما كشفته صحيفة هآرتس الإسرائيلية.

وخلال الزيارة التقط لابيد برفقة نظيره البحريني عبداللطيف الزياني صورة تذكارية أمام البارجة “يو إس إس بيرل هاربور”، جنباً إلى جنب مع مسؤول كبير في البحرية الأميركية، والقائمة بالأعمال السفيرة الأميركية في المنامة ماغي ناردي.

وبحث لابيد خلال الزيارة طرقاً لإنشاء “أمن إبحار” السفن البحرينية بالخليج، وهو ما سيضعها في مواجهة بحرية مع إيران.

وشهدت مياه الخليج، لاسيما مضيق هرمز الاستراتيجي، مناوشات متكررة خلال الأعوام الماضية بين قطع بحرية إيرانية وأميركية، فضلا عن هجمات على سفن تجارية.

وتعود المرة الأخيرة التي تم فيها الإعلان عن حادث كهذا إلى مايو الماضي. عندما أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه حذّر قطعا بحرية أميركية بعد تصرف “غير مسؤول” من قبلها، بعيد إعلان البنتاغون إطلاق نيران تحذيرية باتجاه قوارب إيرانية في مضيق هرمز.

وفي أواخر أبريل أعلنت البحرية الأميركية عن اقتراب زوارق هجومية إيرانية من سفينتين أميركيتين في المياه الدولية شمال الخليج، ما دفعها لإطلاق نيران تحذيرية. كذلك، كشفت البحرية أن قطعا إيرانية اقتربت من سفنها بشكل “عدواني” في مطلع الشهر ذاته.

وتتواجد البحرية الأميركية بشكل دوري في مياه الخليج. وغالبا ما اتهمت واشنطن طهران بنشاطات “استفزازية” في المنطقة، خصوصا في مضيق هرمز الذي يمرّ عبره نحو خمس إنتاج النفط العالمي.

3