الدبيبة يراهن على قطر لتجاوز مرحلة الانتخابات بسلام

باشاغا وقلة السيولة ملفان يؤرقان رئيس الحكومة الليبية.
الجمعة 2021/10/08
شعبية مدفوعة الثمن

الدوحة – تعكس الزيارة التي يقوم بها رئيس الحكومة الليبية عبدالحميد الدبيبة إلى قطر مسعى منه للسيطرة على أهم ملفين يمكن أن يعرقلا تجاوزه مرحلة الانتخابات بسلام من خلال حسم موضوع المنافسة التي يمكن أن يواجهها من وزير الداخلية السابق ورجل قطر وتركيا القوي فتحي باشاغا كمرشح لرئاسة الحكومة، والعجز عن توفير ما يكفي من السيولة في البنك المركزي الليبي التي يعتمد عليها الدبيبة في إرضاء شريحة واسعة من الليبيين.

وبعد أن تحولت الانتخابات إلى أمر واقع عقب فشل محاولات التأجيل التي لا يستبعد مراقبون أن يكون الدبيبة وحكومته من الداعمين لها، يستعد الدبيبة لمواجهة سيناريو الانتخابات وسط تكهنات بترشحه للرئاسيات أو ترشح فرد من أفراد عائلته الثرية إنْ تم منعه بسبب تعهده قبل الترشح لرئاسة الحكومة بعدم الترشح للانتخابات.

 ويعد فتحي باشاغا منافسا قويا لأفراد عائلة الدبيبة في مصراتة التي ينحدرون منها وطرابلس وغرب ليبيا بشكل عام، بالإضافة إلى أن باشاغا تربطه بقطر وتركيا علاقات وطيدة، فضلا عن قربه من دوائر أميركية نافذة خاصة في وزارة الخارجية.

عودة البنوك القطرية إلى ليبيا 2011 أهم محاور الزيارة، خاصة وأن الدبيبة وعد الليبيين بتقديم قروض للسكن والمشاريع

ورغم أن تقارب باشاغا مع العديد من الدول المعارضة لتوجهات الدوحة وأنقرة كمصر وفرنسا خلال الفترة التي أعقبت حرب طرابلس أثر سلبًا على علاقته بالبلدين وجعل من الدبيبة يبدو رجلهما الأول في ليبيا، إلا أن رياح التغيير التي هبت على المنطقة منذ قمة العلا وأفضت إلى جملة من المصالحات بين الدول الخليجية من جهة وبينها وبين تركيا -بالإضافة إلى محاولات التطبيع الجارية بين تركيا ومصر- من جهة أخرى قد تدفع قطر وتركيا إلى إعادة الرهان على باشاغا.

ويرتبط الدبيبة بعلاقات وطيدة مع التيار الإسلامي المتطرف في غرب ليبيا الموالي بشكل مطلق لتركيا وقطر عكس حزب العدالة والبناء الذي يحسب عليه باشاغا وسجل مواقف براغماتية خلال السنوات الماضية حيث لم يتردد خلال عدة مناسبات في إبداء نية تقديم بعض التنازلات للتوصل إلى تسوية.

ورغم خروج باشاغا من وزارة الداخلية إلا أنه لم يخرج من المشهد السياسي الليبي، على عكس بقية أعضاء الحكومة السابقة ورئيسها فايز السراج، حيث يجري باستمرار لقاءات مع العديد من الشخصيات المحلية والغربية في تحرك ينظر إليه على أنه استعداد للانتخابات الرئاسية التي أعلن أنه ينوي الترشح لها.

وكانت أغلب التكهنات ترجح فوز قائمة باشاغا – عقيلة صالح (رئيس البرلمان) خلال الانتخابات التي قام بها ملتقى الحوار في جنيف، لكن الدبيبة فاجأ الجميع بفوزه رغم اتهام صهره الملياردير علي الدبيبة بتقديم رشاوى إلى أعضاء الملتقى لانتخاب مقترح عبدالحميد الدبيبة – محمد المنفي (رئيس المجلس الرئاسي).

ووجه الدبيبة خلال الزيارة دعوة إلى قطر للمشاركة في مؤتمر استقرار ليبيا الذي سيعقد نهاية الشهر الحالي، وهو أول مؤتمر دولي يعقد في البلاد منذ سنوات.

واختار الدبيبة توجيه الدعوة إلى الدوحة بشكل مباشر وليس عن طريق وزيرة خارجيته نجلاء المنقوش التي رافقته خلال الزيارة التي تندرج ضمن جولة خليجية تقوم بها لدعوة الدول الخليجية إلى المؤتمر.

Thumbnail

لكن اللافت للانتباه هو اصطحاب وزير المالية خالد المبروك، ومحافظ المصرف المركزي الصديق الكبير، ما يشير إلى أن الدبيبة يراهن على دعم مالي قطري مؤقت ومسترد للبنك المركزي في حال تعسر الحصول على كل أو جزء من واردات البلاد من النفط كما حدث من قبل بسبب موقف مؤسسة النفط أو تأثيرات سياسية وقبلية على مناطق الإنتاج في الغرب.

ولا يستبعد مراقبون أن تكون عودة البنوك القطرية إلى ليبيا، التي أغلقت أثناء أحداث الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي في 2011، أهم محاور الزيارة خاصة وأن الدبيبة وعد الليبيين بتقديم قروض للسكن والمشاريع.

ويتهم الدبيبة من قبل خصومه باستخدام منصبه والمال العام في إطار حملة انتخابية مبكرة سواء لصالحه أو لصالح صهره الملياردير علي الدبيبة أو ابن صهره إبراهيم الذي عينه مستشارا له منذ وصوله إلى الحكم في مارس الماضي. وقدم الدبيبة هبات بقيمة 40 ألف دينار (حوالي 10 آلاف دولار) لكل ثنائي مقبل على الزواج كما رفع رواتب المدرسين وتعهد بتحسين الأوضاع المعيشية لليبيين.

وسجلت الفترة التي تولى خلالها السلطة تحسنا في قطاع الكهرباء حيث لم يحدث أي إظلام تام في الصيف المنقضي على عكس السنوات الماضية. لكن الليبيين مازالوا يشتكون من سوء أوضاعهم وخاصة من غلاء الأسعار مقارنة بالرواتب التي لم تعد تتناسب مع الوضع المالي الذي شهدته البلاد، حيث تراجعت قيمة الدينار أمام الدولار من حوالي 1.8 في 2014 إلى 4.4.

والتقى الدبيبة خلال الزيارة بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي شدد على أن قضايا التعاون الاقتصادي والاستثماري مع ليبيا ستكون محل تشجيع ومتابعة من طرفه.

من جانبه طرح رئيس الوزراء عددا من البرامج الاقتصادية المشتركة، أهمها التعاون على إنشاء مدينة رياضية جديدة، وذلك للاستفادة من التجربة القطرية في هذا المجال.

الدبيبة يعول على دعم قطري سخي
الدبيبة يعول على دعم قطري سخي

 

1