تغطية الإعلام العربي للقضايا العلمية غير متوازنة

دراسة حديثة أكدت انخفاض الاهتمام بقضايا المياه في المنطقة، من بين القضايا العلمية الأخرى في وسائل الإعلام العربية.
الجمعة 2021/10/08
نقص الكتابات حول القضايا العلمية

باريس - كشفت دراسة حديثة عن واقع الصحافة العلمية وتطوراتها في ست دول من منطقة جنوب البحر المتوسط، أن قضايا التلوث والتغير المناخي حصدت نصيب الأسد من بين القضايا العلمية الأخرى في التقارير الإعلامية.

وأوضحت الدراسة التي أجراها مشروع “ميديا لاب” الممول من الوكالة الفرنسية لتنمية الإعلام وشملت كلا من الأردن والمغرب والجزائر وتونس ومصر ولبنان أن الاهتمام بقضايا النفايات بلغ ما نسبته 41 في المئة، ثم قضايا البيئة والصحة بنسبة 36 في المئة، وجاء الاهتمام بقضايا الموارد الطبيعية في المرتبة الأخيرة.

ولاحظت الدراسة انخفاض الاهتمام بقضايا المياه في المنطقة، من بين القضايا العلمية الأخرى، مقابل ارتفاع حجم معالجة قضايا التلوث والتغير المناخي.

وقالت الدراسة التي تم عرضها للمرة الأولى من قبل “ميديا لاب” أثناء انعقاد اللقاء الدولي للصحافة مؤخرا في مدينة تور الفرنسية إن الدول التي تكون فيها حرية التعبير محدودة تسيطر فيها السلطة على الصحافة العلمية، مشيرة إلى اعتبار إدارات التحرير في الدول موضع الدراسة، أن الصحافة العلمية؛ مجال ثانوي للكتابة، ما أدى إلى اختيارها للإناث، بهدف الكتابة عن القضايا العلمية.

وانتقدت الدراسة التي حملت عنوان “الصحافة العلمية في جنوب المتوسط: الواقع والروابط بين الصحافة والمجتمع المدني”، عدم توفر عدد كاف من الإناث في الدول الست، للكتابة حول القضايا العلمية.

وقد حققت الدول المتقدمة نهضتها نتيجة اهتمامها بالعلوم ونشرها على نطاق واسع، وإدخال مفهوم “العلم كثقافة”، من خلال إعلام علمي متميز يؤدي إلى التواصل المستمر بين الحركة العلمية والجمهور غير المتخصص، حتى أصبح الحديث في الشأن العلمي يشمل مفردات المعيشة اليومية لعامة الجمهور.

لكن القضايا العلمية في وسائل الإعلام العربية تظهر على استحياء ولا تزال محدودة وقاصرة عن اللحاق بركب التَّقدم العلمي والتكنولوجي المتسارع في العالم، وما زال المفهوم التقليدي للثقافة محصورا في مجالات الأدب والتاريخ والتراث والفنون والسياسة والرياضة. كما أن الأخبار والتقارير العلمية أقل من الحاجة المطلوبة، وأغلبها يقتصر على ترجمات من مصادر أجنبية، والترجمات تعاني من قصور شديد، فقد يتم إغفال بعض الفقرات المهمة، أو تحدث أخطاء في الترجمة أو عدم ذكر مصادر الموضوعات المترجمة، وقد يكون مر على الموضوعات المترجمة عدة شهور أو سنوات. وبالتالي لم ينجح الإعلام العلمي العربي في أداء دوره المنشود في نشر الوعي العلمي بين عامة الجمهور.

وقد يرجع ذلك إلى غياب المناخ العلمي العام، الذي يساعد على استيعاب مفاهيم العلم والتكنولوجيا الحديثة. كما أن نظم الإعلام العربية تخلو من الكفاءات العلمية القادرة على القيام بدورها.

وأوصت الدراسة الهادفة لإبراز العلاقة المشتركة بين الوسطين الصحافي والمدني بضرورة تطوير الصحافة الاستقصائية خاصة في البلدان التي يكون ذلك فيها ممكنا، إلى جانب العمل على دعم صحافة البيانات وتطويرها على حد سواء.

ودعت الدراسة، التي قامت بإجراء 705 تحليلا صحافيا تتعلق بالمواضيع العلمية، بالإضافة إلى تحليل مضامين نوعية للمحتويات ذاتها عبر استبيانات وحوارات مع صحافيين وممثلين للمجتمع المدني في الدول الست، إلى تطوير مرافقة الصحافيين غير المتخصصين، بهدف حثهم على العمل في المواضيع العلمية، خاصة الصحافيين الذين يتبنون مقاربة علمية خاصة بالبلدان التي تصعب فيها الصحافة الاستقصائية.

ورصدت الدراسة توفر صحافة استقصائية علمية، خاصة في كل من لبنان وتونس، إلا أنها أيضا في حاجة إلى التطوير، موضحة أن المحتويات الصحافية تظهر العلاقة بين البيئة والقضايا السياسية والاقتصادية.

18