شراكة عراقية مع الإمارات لبناء 5 مزارع للطاقة الشمسية

الحكومة العراقية تعتمد على الطاقات النظيفة والمتجددة في إنتاج الطاقة الكهربائية.
الجمعة 2021/10/08
انسجام تام مع خطط تنويع مصادر الكهرباء

بغداد - عزز العراق شراكاته الاستراتيجية مع الإمارات بإبرامهما اتفاقا الخميس يتضمن تشييد مزارع للطاقة الشمسية في خطوة أخرى من البلد الذي يعاني من أزمة حادّة في الطاقة رغم احتياطاته الضخمة من النفط والغاز، لدعم قدراته في إنتاج الكهرباء.

ووقّعت وزارة الكهرباء والهيئة الوطنية للاستثمار في العراق عقدا مع شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) إحدى الشركات الرائدة عالميا في مجال الطاقة المتجددة في العاصمة بغداد، لتطوير 5 مشاريع طاقة شمسية بالبلاد بقدرة إنتاجية إجمالية تبلغ واحد غيغاواط.

وقال الكاظمي في بيان إن “الاتفاق ينصّ على تشييد خمس محطّات لتوليد الطاقة الكهربائية بالاستفادة من الطاقة الشمسية”، مشيرا إلى أن “المرحلة الأولى ستشتمل على إنتاج وتوليد ألف ميغاواط من أصل سعة كلّية تبلغ ألفي ميغاواط”.

بغداد تعتزم بحلول العام 2023 توقيع اتفاقيات تسمح بإنتاج 7500 ميغاواط لتلبية احتياجات العراق من الطاقة

وأكد أن هذه الخطوة تأتي كأولى المراحل العملية، التي اتخذتها الحكومة للاعتماد على الطاقات البديلة والنظيفة والمتجددة في إنتاج الطاقة الكهربائية وتلبية احتياج العراق من الطاقة.

واعتبر سهيل فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي أن الاتفاقية تعزز التعاون المثمر بين الإمارات والعراق وتدعم جهود الحكومة العراقية لتحقيق أهدافها في مجالي الطاقة والحد من تبعات التغير المناخي.

ونسبت وكالة الأنباء الإماراتية إلى المزروعي قوله “نتطلع من خلال هذه الاتفاقية المهمة إلى استكشاف المزيد من الفرص في المنطقة الغنية بمواردها الطبيعية وتوطيد شراكتنا مع أشقائنا في العراق بهدف تعزيز عملية التنمية التي تشهدها البلاد ولضمان مستقبل أفضل ومستدام للمنطقة”.

وتواجه حكومة مصطفى الكاظمي ضغوطا لوضع حد لأزمة الكهرباء، التي باتت إحدى أكبر المعضلات في البلد النفطي في وقت يبرر فيه المسؤولون العجز بالأزمات المالية الخانقة والحروب والتجاذبات السياسية التي كبلت نمو الاقتصاد المتعثر لسنوات طويلة.

وتشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى أن قطاع الكهرباء العراقي يفقد ما بين 40 و50 في المئة من قدرته بسبب تهالك الشبكة، وهذا هو الفرق بين ما يتم إنتاجه وما يتم تسليمه للمستهلكين.

وتحدث هذه الخسارة لأسباب فنية في أغلب الأحيان وعلى سبيل المثال، معدات نقل الكهرباء التالفة أو ضعيفة الأداء أو التي عفا عليها الزمن، وكذلك لأسباب غير فنية مثل السرقة أو تعرضها للتخريب.

وفي أواخر 2020 أعلنت لجنة تحقيقية برلمانية عراقية أنه تم إنفاق قرابة 81 مليار دولار على القطاع بين 2005 و2019 دون تحسن يذكر على الخدمة.

وزارة الكهرباء والهيئة الوطنية للاستثمار في العراق توقع عقدا مع شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) لتطوير 5 مشاريع طاقة شمسية بالبلاد

وقال مسؤول كبير في وزارة النفط العراقية لوكالة الصحافة الفرنسية، لم تكشف عن هويته، إنّ بغداد “تعتزم بحلول العام 2023 توقيع اتفاقيات مماثلة تسمح بإنتاج 7500 ميغاواط”.

وكانت الحكومة العراقية قد وقّعت الشهر الماضي عقدا بالمليارات من الدولارات مع شركة توتال الفرنسية ينصّ خصوصا على بناء محطة للطاقة الشمسية بقدرة إنتاج تبلغ ألف ميغاواط لتزويد محافظة البصرة جنوب البلاد بالكهرباء.

ويمتلك العراق احتياطيات هائلة من النفط والغاز، وهو ثاني أكبر عضو في منظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك) بعد السعودية، وتمثّل صادراته أكثر من 90 في المئة من عائداته.

لكنّ البلد يواجه أزمة طاقة حادّة ويعاني من تقنين في التيار الكهربائي، الأمر الذي يؤجّج التظاهرات الاحتجاجية في البلاد خاصة في فصل الصيف مع ارتفاع الطلب على الكهرباء.

وينتج العراق حاليا 16 ألف ميغاواط من الكهرباء أي أقلّ بكثير من نحو 24 ألف ميغاواط التي يحتاج إليها لتلبية احتياجاته في الوقت الراهن، وهي احتياجات يتوقّع أن تتعاظم في المستقبل في بلد تتوقع الأمم المتّحدة أن يتضاعف عدد سكّانه بحلول العام 2050.

10