نساء غيبهن التاريخ على رف الكتب

"تاريخ النساء الذي لم يُكتب بعد: دراسة حول الكتابة والجندر في الثقافة العربية" هي دراسة أكاديمية للباحثة الجزائرية فيروز رشام تطرح إشكاليات تاريخية وجندرية مهمة في مجال الدراسات النسوية والثقافية إذ تعالج الأسباب التي حالت دون تقدم النساء في مجال الكتابة والفكر منذ قرون لاعتبارات أملتها الثقافة السائدة.
فقد ركزت السرديات الكبرى في الثقافة العربية على الجانب الجسدي للمرأة المطلوب للمتعة والإنجاب فقط في حين تم إلغاء جانبها العقلي وحرمت من حقها في التفكير والمشاركة في صناعة الرأي وإنتاج المعرفة بحجة أنها ناقصة عقل فتم الاستخفاف بإنجازاتها وأُهملت إبداعاتها حتى بدا التاريخ خاليا من مساهمات النساء.
ويجمع هذا الكتاب، الصادر عن دار فضاءات بالأردن، معطيات تاريخية مهمة حول تاريخ النساء وكيفية تعامل الثقافة مع المرأة الكاتبة والمفكرة وكيفية ابتكارها لأساليب رمزية تعمل على تقزيم دور النساء الحضاري.
نقد الشعر بالشعر
يتضمن كتاب “إجراءات النقد وقضاياه في الشعر الجاهلي” للباحث السوري فاروق إسليم قراءات في إجراءات نقد الشعر ووعي قضاياه لدى العرب قبل الإسلام ولدى المخضرمين.
ويسلط الكتاب، الصادر عن دائرة الثقافة في الشارقة، الضوء على موضوعات نقدية يحتاج إلى معرفتها كل من يتصدى لدارسة نقدنا العربي القديم، “لأنها أصل تأسس عليه الكثير من آراء نقادنا القدامى الخاصة بإبداع الشعر ووظائفه وقضاياه الفنية والتوصيلية المختلفة ويمثل انتقال الشعراء من نمط المقطعة إلى التقصيد عملا نقديا أوليا واعيا استجابوا به لمتطلبات حياتية جديدة ولذوق فني نام”.
وصرح الكاتب أن نقد العرب للشعر قبل الإسلام “اتخذ طابع القول الشفاهي لا الكتابي وله مظهران، الأول طابع نثري غلبت عليه الأحكام العامة والثاني طابع شعري غلب عليه طابع الأحكام الجزئية، وكان حضور الأحكام النقدية بالقول الشعري أكثر بروزا وحضورا من النقد بالقول النثري”.
الإعلام والعربية
يعد كتاب “الإذاعة والتنمية اللغوية: أي علاقة بين الخطاب الإعلامي واللغة العربية؟” جزءا من أطروحة الدكتورة شفيقة العبدلاوي أعدتها في موضوع “اللغة العربية في وسائل الإعلام السمعية المغربية إذاعة وجدة أنموذجا”.
ترى الباحثة أن وسائل الإعلام وإن حققت في ما مضى نفعا للغة العربية وخدمتها من حيث الانتشار والتداول، إلا أنها في عصرنا سببت لها إفسادا بالغ الخطورة يكمن في الترويج للعاميات، واتخاذها أسلوبا للحوار والنقاش، وإقحام اللغات الأجنبية على حساب مساحة من اللغة العربية، فضلا عن الأخطاء الشائعة التي تجري على لسان الصحافيين والمذيعين.
وبناء على هذه الإشكالية، ناقش الكتاب، الصادر عن جمعية العلامة الجمالية ومطبعة جسور، العديد من المحاور منها النظرية المتعلقة بنشأة الإعلام السمعي عالميا وعربيا ووطنيا، ثم تخصيص الحديث عن نشأة الإذاعة الوطنية والإذاعات الجهوية، كما ناقش الكتاب أهم الوظائف التي تؤسس لعلاقة الإذاعة بالمواطن.