مهرجان السينما الفرانكفونية يحتفي بالسينما التونسية

يعنى مهرجان الإسكندرية للسينما الفرانكفونية المصري بعرض أفلام الدول الفرانكفونية ويصل عددها إلى ثمان وثمانين دولة ما بين دول رئيسية ومنها مصر، ودول مراقبة، ودول أعضاء منتسبون، وتأتي هذه التظاهرة السينمائية تثمينا لما قدمته السينما الفرنكفونية خاصة من أعمال مشتركة مثلت علامات فارقة في تاريخ السينما العالمية.
الإسكندرية (مصر)- يطلق مهرجان الإسكندرية للسينما الفرانكفونية دورته التأسيسية الأسبوع المقبل بمشاركة أكثر من 40 فيلما معظمها إنتاج مشترك بين الدول الناطقة بالفرنسية وبينها وبين الدول العربية والأوروبية.
وتنظم المهرجان مؤسسة فنون للثقافة والإعلام تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية في الفترة من الحادي عشر إلى السادس عشر من سبتمبر فيما اختير الفنان الشامل سمير صبري رئيسا شرفيا للمهرجان.
أفلام متنوعة
كشف الفنان سمير صبري رئيس مهرجان الإسكندرية للسينما الفرانكفونية عن ملامح أفلام الدورة الأولى للمهرجان التي تنطلق السبت. وقال صبري إن أفلام المهرجان يغلب عليها طابع الإنتاج المشترك بين الدول الفرانكفونية وبينها وبين والدول العربية والأوروبية، وإن الدورة الأولى ستشهد تأسيس منتدى الإنتاج المشترك بين الدول الفرانكفونية بهدف دعم مبادرات الإنتاج المشترك بين دول المنظمة.

برنامج المهرجان يشمل مسابقتين إحداهما للأفلام الطويلة وتضم 10 أفلام والأخرى للأفلام القصيرة
وأفاد بأن المهرجان ينفرد بالعروض العالمية الأولى لعدد من أفلامه ففي مسابقة الفيلم القصير سيتم عرض فيلمين مصريين “الجميع يرتدي الأبيض” من إخراج أبانوب يوسف، و”إذا وجدتني في القاهرة” من إخراج راندا علي في عروضهما العالمية الأولى.
ويشمل برنامج المهرجان مسابقتين رسميتين إحداهما للأفلام الطويلة وتضم 10 أفلام والأخرى للأفلام القصيرة وتضم نحو 20 فيلما إضافة إلى برامج خاصة من بينها برنامج للاحتفاء بأفلام يوسف شاهين عن مدينة الإسكندرية وآخر لأفلام المخرج التونسي مصطفى الحسناوي.
ومن أبرز الأفلام المتنافسة في مسابقة الأفلام الطويلة الفيلم المغربي “مرجانة” للمخرج جمال السويسي وفيلم “أطلس” وهو إنتاج إيطالي – سويسري – بلجيكي – مغربي مشترك من إخراج نيكولو كاستلي والفيلم اللبناني “قلتلك خلاص” للمخرج إيلي خليفة.
وتضم لجنة تحكيم المهرجان في عضويتها عددا من الأسماء السينمائية الفرانكفونية، منهم المخرج التونسي مهدى هميلي وهو مخرج وكاتب سيناريو ومنتج تونسى درس السينما في باريس، و يعد واحدا من أبرز منتجي الأفلام التونسيين الشباب، ونجد الفنان الفرنسي راديفوج رشا بوكفيتش وهو من أصل صربي، يعمل بين بيلجراد و باريس ولوس أنجلس.
وتشارك في اللجنة من مصر الفنانة سيمون التي بدأت مشوارها الفني كمغنية وحققت شهرة عريضة ويعود الفضل للمخرج خيري بشارة في تقديمها كممثلة من خلال فيلم “أيس كريم في جليم” أمام نجم الغناء عمرو دياب، كما قدمها المخرج داود عبدالسيد في فيلم “يوم مر يوم حلو” أمام سيدة الشاشة العربية الراحلة فاتن حمامة. بينما يترأس الناقد سيتريك سوبتفالي لجنة تحكيم الأفلام القصيرة وتضم في عضويتها المخرج التونسي مختار العجيني والمخرج المصري موني محمود المدير الفني لمهرجان الإسكندرية للأفلام القصيرة.
تونس ومصر
وتحل السينما التونسية ضيف شرف على الدورة الأولى للمهرجان، إذ يُخصص لها قسم خاص يضم مجموعة من الأفلام تشمل “شمس الضباع” للمخرج رضا الباهي و”عصفور السطح” للمخرج فريد بوغدير و”ريح السد” للمخرج نوري بوزيد و”صمت القصور” للمخرجة مفيدة التلاتلي.
ويأتي هذا التكريم للسينما التونسية حسب محمد عاطف مدير المهرجان “باعتبارها السينما التي حققت أكبر قدر من النجاحات بالمحافل الدولية وهي ملهمة للسينمائيين في شتى أنحاء العالم وليس فقط بالمنطقة العربية مثلما تتصدر مجال الإنتاج السينمائي المشترك”.
ويسعى مهرجان الإسكندرية للسينما الفرنكوفونية إلى “تفعيل التعاون الثنائي المشترك التونسي – المصري وتثمين العلاقات الأخوية القائمة من خلال البدء في الاحتفال الفعلي بعام الثقافة المصرية – التونسية عبر إعداد مجموعة من الفعاليات الثرية والمتنوعة حيث سيتم التنسيق مع الجهات المعنية في تونس ومصر لإنجاح هذه التظاهرة السينمائية بالشكل الذي يليق بالإرث الفني والسينمائي لكلا البلدين الشقيقين” وفق هيئة المهرجان.
كما سيحرص القائمون على المهرجان على عرض الأفلام في عدد من دور العرض التجارية بمختلف مناطق الإسكندرية إلى جانب اعتماد منصات الإشعاع الفني والثقافي للمدينة مثل مركز الحرية والإبداع والمركز الثقافي الفرنسي.
تكريمات ومبادرات

يشهد حفل افتتاح المهرجان عرضا للفيلم الذي صوره رائدا السينما في العالم الأخوان لوميير في مصر وعرض بسينما كوزمو جراف في نوفمبر عام 1897 وتصل مدته إلى نحو 4 دقائق.
يكرم المهرجان في الافتتاح الذي يقام بمسرح سيد درويش “أوبرا الإسكندرية” الممثل المصري هاني سلامة فيما يكرم في الختام الممثلة والمخرجة الفرنسية بريجيت روون والمنتج التونسي حسن دلدول.
كما سيتم عرض أفلام سكندريات يوسف شاهين، وهي “إسكندرية ليه”، “إسكندرية نيويورك”، “إسكندرية كمان وكمان”، وفيلم “صراع في الميناء”، كأول فيلم لشاهين تحدث من خلاله بشكل مباشر عن مدينة الإسكندرية.
وصرح الناقد محمد قناوي رئيس عمليات مهرجان الإسكندرية للسينما الفرانكفونية بأن إدارة المهرجان عملت جاهدة على تقديم دورة مميزة على الرغم من الظروف الصعبة التي سببتها جائحة كورونا والتي كانت وراء تأجيل إقامة الدورة الأولى من العام الماضي إلى العام الحالي.
وأضاف أن العروض ستقام في دور عرض جرين بلازا وفريال والمركز الثقافي الفرنسي ومركز الحرية للإبداع.
وبالتوازي مع بداية المهرجان، تنطلق أولى فعاليات منتدى الإنتاج المشترك بين الدول الفرانكفونية والذي يهدف إلى دعم مبادرات الإنتاج السينمائي المشترك بين الدول الأعضاء في المنظمة الدولية للناطقين بالفرنسية.
يذكر أن المهرجان يترأس لجنته العليا الكاتب محمد سلماوي وتضم في عضويتها عددا من الوجوه الإعلامية والفنية والثقافة المرموقة منهم الإعلامية سناء منصور والإعلامية سلمى الشماع والأب بطرس دانيال.