مشروع طموح لتدوير النفايات الإلكترونية في الضفة الغربية

الخليل (الضفة الغربية) - تمكن مصنع فلسطيني في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية من إعادة تدوير أطنان من النفايات الإلكترونية، في مشروع نادر يسعى لوضع حد للتلوث البيئي الذي يخنق المدينة وتوفير فرص عمل للشباب.
وتتضمن النفايات، التي سيعاد تدويرها في المصنع الذي أسسه أربعة من سكان المدينة وتموله الأمم المتحدة، أجهزة كهربائية مثل الثلاجات وشاشات التلفزيون والكمبيوتر وهواتف نقالة تالفة.
وتتدفق تلك النفايات عبر شاحنات إلى قرية إذنا غرب المدينة التي تحولت إلى مقبرة إلكترونية تستقبل نحو نصف طن يوميا، ما تسبب بتلوث التربة التي كانت معروفة بخصوبتها.
ووفقا لمسؤولين فلسطينيين فإن 60 في المئة على الأقل من إجمالي كمية النفايات الإلكترونية المتراكمة في القرية الفلسطينية جاءت من إسرائيل التي تسيطر على جزء من الضفة الغربية حيث تقع القرية.
ونسبت وكالة شينخوا الصينية إلى عبدالرحمن الطميزي أحد مؤسسي المشروع قوله إن المصنع يحتوي على “آلة واحدة فقط تفصل المواد عن بعضها ومن ثم تقوم بإخراج البلاستيك والألمونيوم والنحاس والحديد وغيرها”.
وأشار الناشط البيئي الفلسطيني إلى أن الخطوة الثانية تقوم على تسليم المواد للعمال الذين يوزعونها على المصانع المعنية.

عبدالرحمن الطميزي: المصنع يحتوي حاليا على آلة واحدة فقط ونحتاج إلى آلات أخرى
ويفرز المصنع طنا واحدا من النفايات الإلكترونية يوميًا، ويجهزها للاستخدام في الصناعات المختلفة في جميع أنحاء الضفة الغربية.
وشكلت طريقة فرز واستخراج المعادن مشكلة حقيقية للفلسطينيين خلال السنوات الأخيرة بسبب لجوء كثيرين إلى حرق الكوابل والأجهزة لاستخراج العديد من المعادن، وهو ما يؤدي إلى تشكّل سحب لا تنتهي من الدخان الأسود.
ويقول مازن السلايمة المشرف على المصنع إن الإنتاج لا يلبي السوق المحلية خاصة في ظل الكميات الهائلة من المخلفات الإلكترونية المتراكمة في المنطقة.
كما يأمل في أن يضم المصنع حديث النشأة والذي تأسس في يناير الماضي المزيد من الآلات الحديثة التي “تمكننا من إنتاج ما يزيد عن عشرة أطنان يوميا”، حسب قوله.
وقال السلايمة إن “المنطقة بحاجة ماسة إلى المزيد من الآلات المتقدمة التي من شأنها أن تمكن من تفكيك وفرز المعدات الثقيلة مثل المحركات”.
ويجري في المصنع التخلص من الكوابل وإعادة تدوير بعض الأجهزة الإلكترونية دون حرقها خاصة وأن منطقة جنوب وغرب الخليل تعاني بشكل كبير من حرق المخلفات.
وأظهرت دراسة جرت في عام 2017 أن ما يقارب من 2500 أسرة فلسطينية من القرى الواقعة غرب مدينة الخليل تعتمد على العمل في هذا القطاع.
وبحسب هذه الدراسة فإن أغلب العاملين في هذا القطاع من حملة الشهادات الجامعية، ويتقاضون يوميا بين 50 و108 دولارات.