بلماضي غاضب من وضعية الملاعب الجزائرية

مخاوف من تدويل الوضع لإجبار الخضر على مواجهة خصومهم خارج أراضيهم.
السبت 2021/09/04
الأزمة هناك

لم يتردد جمال بلماضي المدير الفني للمنتخب الجزائري، خلال مؤتمر صحافي عقده عن آخر تحضيرات لاعبيه لتصفيات أفريقيا المؤهلة إلى المونديال، في فتح النار على مسؤولي الملاعب الجزائرية، وذلك بعدما لاحظ تدهورا كبيرا في أرضية ملعب مصطفى تشاكر وغيره من الملاعب.

الجزائر - حذر إعلاميون ومتابعون للشأن الكروي من أن تتحول تصريحات المدرب الجزائري جمال بلماضي إلى ذريعة لمنافسي الجزائر في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم قطر 2022، لتقديم شكاوى لدى الاتحاد الدولي حول ما أسماه بـ"عدم جاهزية الملاعب الوطنية لاستقبال مباريات المنتخب الوطني".

ودعا الإعلامي الرياضي مجيد بوطمين في رسالة وجهها لرئيس الدولة عبدالمجيد تبون، إلى التدخل لإنقاذ وضعية ملعب مصطفى تشاكر بمدينة البليدة من الوضعية التي يتخبط فيها، بسبب إهمال المسؤولين والهيئات المحلية، لأنه الملعب الوحيد الموجه لاحتضان مقابلات الخضر.

وتبعا لذلك قد يستغل المنافسون الفرصة لتقديم شكاوى إلى الفيفا حول عدم صلاحية الملاعب الجزائرية، وهو ما سيضطر الهيئة الدولية إلى نقل مواجهات أشبال جمال بلماضي إلى خارج الجزائر، كما هو الشأن بالنسبة لمنتخبات جيبوتي والنيجر وبوركينا فاسو.

وأعادت الانتقادات التي وجهها المدرب الجزائري لوضعية الملاعب في بلاده، مسألة المرافق والمنشآت الكروية في الجزائر، حيث فشلت الحكومات المتعاقبة في إنجاز ملاعب قيد الإنشاء استهلك بعضها 15 عاما، كما هو الشأن بالنسبة لملعب براقي بالعاصمة وتيزي وزو، كما استنفدت موازنات ضخمة وصلت بالنسبة للأخير إلى سقف 300 مليون دولار.

وضعية كارثية

أرضية مضنية

وصف جمال بلماضي وضعية ملعب البليدة بـ"العملية التخريبية المقصودة التي تستهدف تلغيم مسار المنتخب في بداية مشوار التصفيات المؤهلة للمونديال القادم"، في إشارة إلى الوضعية الكارثية التي يعرفها البساط الأخضر الذي تحول إلى عشب أصفر متآكل ومساحات جرداء، لا تصلح لأداء كروي جميل، ولا يشرف سمعة البلد وأبطال القارة السمراء.

واستغرب المتحدث المبررات التي يطلقها في كل مرة المسؤولين على الملاعب، على غرار الطقس والحرارة والفطريات، وذكّر بأن "دول الخليج التي تصل الحرارة فيها إلى 60 درجة مئوية، تحافظ ملاعبها على حلتها الجميلة وعلى جاهزيتها لكل المناسبات، فكيف لهذه الحرارة والفطريات أن تخرب الملاعب الجزائرية".

وصرّح بلماضي في الندوة الصحافية التي عقدها الأربعاء عشية مواجهة المنتخب الجيبوتي، بأنه "من العيب ألا يتمتع بلد كالجزائر بملاعب صالحة للعب، التحجج بالحرارة والأوضاع المناخية لا يليق". واستدل المتحدث على ذلك بما أسماه "الوضعية الكارثية لثلاثة من أبرز ملاعب الجزائر، بداية من ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، ومرورا بملعب 5 جويلية بالعاصمة، ووصولا إلى ملعب مدينة وهران".

لكن مدير ملعب تشاكر بالبليدة كمال ناصر رد في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية بالقول "سنقوم بإصلاح المناطق التي تعرضت للتلف خلال الفترة الماضية، والملعب سيكون جاهزا لاستقبال الخضر من أجل تحقيق نتيجة إيجابية". وبرر تدهور أجزاء من أرضية الملعب بتأثيرات العوامل الطبيعية وحرارة الطقس وما رافقها من حرائق للغابات.

وفي خطوة لاحتواء الموقف، بادرت وزارة الشباب والرياضة إلى الاعتراف بشرعية الانتقادات التي وجهها بلماضي للمسؤولين، ووصفتها بـ"الموضوعية"، وتكون قد قررت فتح تحقيق قصد تحول تسيير الملاعب من الذهنية الإدارية إلى الذهنية التقنية الاحترافية.

بلماضي وصف وضعية ملعب البليدة بالعملية التخريبية التي تستهدف مسار المنتخب في بداية مشوار التصفيات

وذكّرت مصادر مختصة بأن الجزائر تتوفر على 11 ملعبا بقدرة استيعاب 30 ألف متفرج، ولكن كل هذه الملاعب تعاني أرضيتها العشبية، مما يجعلها ملاعب غير قادرة على احتضان مباريات كبرى، وهو ما يفسر توجه الجزائر للعب في دول الجوار أحيانا. وأضافت “هناك العديد من الملاعب قيد الإنجاز، لكنها تحولت إلى فضائح فساد وسوء تسيير، فمنها ما استهلك 15 عاما من الوقت، وهناك ما استنفد 300 مليون دولار دون أن يرى النور، كما هو الشأن بالنسبة لملعبي براقي بالعاصمة وتيزي وزو.

وقال بلماضي في تصريحه "صدقوني صُدمت للحالة الكارثية لأرضية ميدان تشاكر، وسئمت من الأعذار المقدمة في كل مرة، وما نتعرض له حاليا أمر غير مقبول وغير معقول، ولا أدري كيف يتم إهمال أرضية ميدان الملعب الذي سيحتضن تصفيات كأس العالم بهذه الطريقة". وتابع "سأكون واضحا ومباشرا، أرضية الميدان تعرضت للتخريب، وهكذا أشعر، وكأن الأمور كانت مقصودة من أطراف معينة، فهناك عامل تحدث مع عضو في الاتحاد وأطلعه على أن عدم تجديد اتفاقية عمله، سبب عزوفه عن مواصلة القيام بأعمال الصيانة وإعادة التأهيل".

واستطرد بشأن ملعب وهران "خلال شهر يونيو الماضي، موعد آخر توقف دولي، الأرضية كانت رائعة، ولكنني تفاجأت بما شاهدته الآن، الأرضية في حالة سيئة جدا، وهو ما جعلني خلال زيارتي الأخيرة أغادر بعد 15 ثانية من وصولي، لقد كان موقفي رسالة مباشرة لأولئك الذين كانوا في استقبالي مرتدين بدلات رسمية، أنا صريح وردي يكون دوما مباشرا".

وفي أول مواجهة له أمام المنتخب الجيبوتي، سحق رفاق القائد رياض محرز منافسهم بثمانية نظيفة، وضعته في صدارة المجموعة رغم فوز بوركينافاسو على منتخب النيجر بهدفين لصفر، وكانت بذلك أول رسالة من أبطال أفريقيا لمنافسيهم في المجموعة ولكبار القارة السمراء، قبل الوصول إلى مباريات النهائيات.

حسم التأهل

كتيبة الخضر جاهزة دائما

أكد جمال بلماضي في الندوة الصحافية التي أعقبت اللقاء، أنه "يتطلع إلى حسم تأهل الخضر مبكرا للدور الحاسم من تصفيات كأس العالم قطر 2022، وأن كل المباريات مهمة لفريقه وأنه يستهدف في كل مرة النقاط الثلاث مهما كان اسم المنافس".

وأضاف "بدأنا التصفيات بنتيجة إيجابية، وهذا ما نسعى إليه دوما، سنشرع في الإعداد للمواجهة المقبلة أمام بوركينا فاسو التي ستكون صعبة ونتيجتها مهمة.. نتمنى التأهل مبكرا لأن الأمر يتعلق بشبه بطولة من 6 مباريات”. وتابع “مباراة جيبوتي كانت بمثابة بروفة لمواجهة بوركينا فاسو، لن أكشف عن خططي لمواجهة هذا المنافس. ليست لدي مخاوف بشأن التزام اللاعبين، سلسلة الـ28 مباراة دون هزيمة لم تأت هكذا".

ولفت إلى أننا "سنسافر إلى المغرب للعب مباراة في بلد جار، ونتمنى أن تقام هذه المواجهة في ظروف جيدة وأن يعود الفوز إلى الأفضل. سلسلة الـ28 مباراة دون هزيمة تعني الكثير لنا وهي محفز كبير للمواصلة على هذا النهج، هذا أمر يتطلب منا العمل بجد وخاصة تحمل كل واحد لمسؤولياته".

22