أردوغان يؤكد عزم تركيا شراء منظومة إس - 400 الروسية مرة ثانية

شراء تركيا لمنظومة الدفاع الروسية تسببت في العديد من الخلافات مع دول غربية تعتبر أن منظومة إس - 400 لا تتماشى ومعدّات الحلف الأطلسي.
الاثنين 2021/08/30
تحركات تهدد بالمزيد من التوتر في العلاقات التركية - الأميركية

إسطنبول- أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد عزم بلاده شراء منظومة الصواريخ للدفاع الجوي من طراز أس – 400 للمرة الثانية من روسيا ما يهدد بالمزيد من التوتر في العلاقات بين أنقرة وواشنطن.

وقال أردوغان “إن أنقرة لا تشك في أنها ستشتري منظومة الصواريخ للدفاع الجوي من طراز إس – 400 للمرة الثانية من روسيا”.

وتابع في تصريحات للصحافيين الأتراك على متن الطائرة خلال عودته من سراييفو “ليس لدينا شك في شراء منظومة إس – 400 للمرة الثانية من روسيا. نحن نتخذ العديد من الخطوات مع روسيا، سواء كانت بشأن إس – 400 أو مواضيع أخرى في صناعة الدفاع. أثناء إطفاء الحرائق جنوبي الجمهورية في أغسطس استخدمنا الطائرات الروسية. في محادثاتنا الهاتفية الأخيرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ناقشنا هذا الموضوع. عندما أذهب إلى روسيا، سنناقش كل هذا مرة أخرى”.

وأعلن المدير العام لمؤسسة “روس أبورون إكسبورت” الحكومية الروسية لتصدير الأسلحة ألكسندر ميخييف الأربعاء أنه سيتم توقيع العقد الثاني لتزويد تركيا بأنظمة الصواريخ المضادة للطائرات من طراز “تريومف إس-400” هذا العام.

وقال ميخييف للصحافيين “في المستقبل القريب، وهذا يعني هذا العام، نتوقع أن يتم توقيع عقد إس – 400 الثاني لتركيا هذا العام”. وأفاد ميخييف بأن المؤسسة الروسية وقعت نحو 20 عقدا بقيمة تزيد على 2 مليار يورو، في منتدى “آرميا – 2021”.

ألكسندر ميخييف: سيتم توقيع العقد لتزويد تركيا بمنظومة إس - 400 هذا العام

وأشار إلى أن وفد “روس أبورون إكسبورت” أجرى لقاءات ومفاوضات مع ممثلين عن 35 دولة، 17 منها على مستوى وزراء الدفاع والنواب ورؤساء الأركان العامة ومستشاري رؤساء الدول.

وأفضى شراء أنقرة السابق لمنظومة الدفاع الروسية إلى توتر العلاقات مع الولايات المتحدة وأعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي تنتمي إليه تركيا. وفرضت واشنطن عقوبات على أنقرة لشرائها منظومة الدفاع الصاروخي الروسية استهدفت رئاسة الصناعات الدفاعية التابعة للقوات المسلحة ورئيسها إسماعيل دمير وثلاثة مسؤولين بارزين بها.

وتضمّنت العقوبات حظر جميع تصاريح التصدير إلى الصناعات الدفاعية التركية وتجميد أرصدتها وأصول المسؤولين الوارد ذكرهم بالقائمة داخل الولايات المتحدة، والامتناع عن منحهم تأشيرات دخول إلى البلاد.

وسبق أن هدّدت الولايات المتحدة بفرض عقوبات جديدة على أنقرة إذا اشترت المزيد من أنظمة الأسلحة الرئيسية من موسكو، والتي تؤكد واشنطن أنها غير متوافقة مع أنظمة دفاعات حلف شمال الأطلسي، وستعرّض للخطر قدرة الطائرات الشبح الأميركية على التخفي.

ويمكن للإدارة الأميركية أن تفرض على أنقرة عقوبات اقتصادية بموجب قانون أقرّه الكونغرس بشبه إجماع في 2017 “لمواجهة خصوم الولايات المتحدة من خلال العقوبات”.

وتسبّب شراء تركيا لمنظومة الدفاع الروسية في سياق تقاربها مع موسكو في العديد من الخلافات مع دول غربية تقول إنّ النظام الصاروخي الروسي لا يتماشى ومعدّات الحلف الأطلسي.

وردّا على تسليم أوّل بطارية روسية في العام 2019 لأنقرة علّقت الولايات المتحدة مشاركة تركيا في برنامج تصنيع طائرات حربية أميركية حديثة من طراز أف – 35، معتبرة أنّ منظومة إس – 400 يمكن أن تتسبّب في كشف أسرارها التكنولوجية.

وتقول تركيا إن نظام الدفاع الصاروخي ضرورة دفاعية استراتيجية، خاصة لتأمين الحدود الجنوبية مع سوريا والعراق، وتقول أيضا إن الولايات المتحدة وأوروبا لم تقدما لها بديلا مناسبا عندما أبرمت صفقة إس – 400 مع روسيا.

وكان الجيش التركي طلب شراء أكثر من 100 طائرة أف – 35 الأميركية المقاتلة. وتمّ تسليم أنقرة طائرتين في يونيو 2018، لكنّهما كانتا لا تزالان على أراضي الولايات المتحدة عندما بدأت منظومة إس – 400 الروسية بالوصول إلى تركيا.

وسعت أنقرة إلى إبداء نبرة تصالحية حتى قبل تنصيب الرئيس الأميركي جو بايدن في يناير الماضي، حيث عبّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن أمله في أن يتخذ بايدن خطوات إيجابية بشأن دور تركيا في برنامج إنتاج الطائرة أف – 35.

لكنّ الرئيس بايدن الذي ينتهج سياسة أكثر تشددا تجاه تركيا من سلفه الجمهوري دونالد ترامب يعدّ من أشد المنتقدين للسياسات التركية، وسبق أن أكد أنه سيدعم قوى المعارضة للإطاحة بأردوغان في الانتخابات القادمة.

5