"روز" دراما اجتماعية سورية بإيقاع بوليسي

دمشق - انتهى مدير الإضاءة والتصوير عباس شرف أخيرا من تصوير أولى تجاربه الإخراجية في عالم الدراما السورية عبر عشارية “روز” من تأليف الفنان طلال مارديني الذي سبق له أن كتب للدراما التلفزيونية مسلسلات “أيام الدراسة”، “فتت لعبت”، “رجال العز”، “حدك مدك”، “خاتون” بجزأيه الأول والثاني و”أحلى أيام”.
و”روز” الذي اشتغل على كتابته مارديني لمدة ثلاثة سنوات من بطولة كل من باسم ياخور ومريم علي ونادين تحسين بيك ويارا قاسم وطلال مارديني وفاتح سلمان ويزن خليل وجلال شموّط وعبدالرحمن قويدر وأمير برازي وآخرون.
ويقول شرف عن عمله الأوّل كمخرج “المسلسل بوليسي يطرح تنوّعا صريحا بين الخيانة والحب والعطاء والتضحية والكثير من التناقضات الإنسانية المتشعّبة، وما يميّز العمل وأحداثه ذاك التباين الصريح في بنية الشخصيات كونها لا تشبه بعضها البعض، حيث بدأنا القصة من خلال ذروة حكائية واضحة المعالم، باستثناء البطلة روز التي سنمهد الطريق أمامها بسردية بسيطة قبل أن تدخل معترك الحدث”.
ويؤكّد أن المسلسل مختلف عن الأعمال الطويلة أو الثلاثينية من ناحية الضرورة القصوى للتكثيف والتصعيد المتواتر تباعا، موضحا “الحكايات التي سنقدّمها من خلال عشر حلقات، اعتمدت على مخيلة الكاتب، ترافق ذلك مع تجاوز عنصري الزمان والمكان، خاصة أن كل شخصية تمثل حالة حياتية، وما يميّزها الصعوبة على فصل كل حالة عن الأخرى”.

عباس شرف: المسلسل يطرح تنوّعا صريحا بين الخيانة والحب والعطاء والتضحية
أما عن الصدام الذي حصل مع الرقابة قبل الحصول على موافقتها على انطلاق التصوير، فيقول “الرقيب أحيانا يكون على حق، وهذا ما حصل هذه المرّة عندما كان لديه وجهة نظر أفادتنا في تغيير بعض الأحداث لصالح العمل، وبناء على هذه التعديلات الطفيفة حصلنا على الموافقة، وقد انتهينا من التصوير قبل أيام في دمشق، علما بأن حكايتنا لا ترتبط بمكان محدّد، إنما بشخصيّات هي التي تصوغ خيوط الرواية كاملة”.
وبدورها تحدّثت الفنانة يارا قاسم عن تصديها لبطولة المسلسل، إذ تؤدّي فيه شخصية “روز” بطلة الحكاية، كاشفة أن المدة بين استلامها نص شخصيتها في العمل وبدء التصوير كانت يومين فقط، موضّحة “هذا الأمر صعب، أنا أميل لأقرأ مرة واثنتين، وخمس مرات، لكن الأمر تغيّر هنا، حيث قرأت ووافقت على الفور”.
والسبب أن قاسم حلَت بديلة عن الفنانة كندا حنا، التي كان من المقرّر أن تؤدّي الدور، لكن تضارب مواعيد التصوير بين مسلسلي “روز” و”ليلة السقوط” الذي يخرجه زوجها ناجي طعمي في أربيل العراقية، أدّى إلى اعتذار حنا عن أداء شخصية “روز”.
وعن الأمر الذي دفعها لكسر عادتها في القراءة عدة مرّات دون الوقوف عند مسألة ضيق المدة الزمنية والتحضير السريع، تقول قاسم “طبيعة شخصية روز التي تشهد تقلبا في كل مجريات الأحداث حّفزتني على قبول الدور دون تردّد، وهو ما أفضله، فأنا لا أحب الشخصيات التي تكون بإيقاع واحد”، مبيّنة أن هذه التفاصيل تجعل من روز شخصية مركّبة وصعبة التجسيد، مردفة “هذا النوع من الشخصيات لا أستطيع أن أقول لا أمامها”.
وتخوض قاسم من خلال “روز” بطولتها المطلقة الثانية، بعد مسلسل “قارئة الفنجان” للمخرج محمد جمعة عن قصة لهاني سرحان ومن تأليف إياد صالح، وعن دخولها تجربة البطولة المطلقة بهذا التوقيت من عمرها المهني، تقول “لو أنني اشتغلت روز في بدايتي المهنية، من الممكن أن أفشل، كما كان من الممكن ألاّ أوافق على القيام بالدور، إلاّ أنني في حاجة إلى تجربة مماثلة تطوّر من قدراتي التمثيلية”.
ويجسّد النجم باسم ياخور في “روز” دور والد قاسم الذي تجتمع به طول فراق، وعن المشهد تقول “في هذا المشهد تلقى روز والدها بعد زمن طويل، فكان المشهد صعبا، ولأول مرة أضع عيني بعين ياخور مباشرة، فلم يكن سهلا بالنسبة لي أبدا”، وتابعت “كنت متوترة، وأقف ولا أعرف ماذا أفعل، لكن النتيجة كانت جيدة”.
الفنانة السورية لورا أبوأسعد اعتذرت عن المشاركة في مسلسل “روز” وذلك قبل يوم واحد من انطلاق التصوير
وعمّا إذا كان يخيفها أن مخرج العمل عباس شرف يخوض تجربته الإخراجية الأولى في مجال الدراما، أكّدت الفنانة السورية الشابة أن هذا الأمر غير مطروح في ذهنها، خاصة وأن شرف تميّز قبل خوضه تجربة الإخراج في عمله السابق كمدير تصوير وإضاءة في عشرات الأعمال المرجعية كـ”حرملك” بجزأيه و”المهلب بن أبي صفرة” و”قناديل العشاق” وغيرهم.
وأضافت “أنا أتّبع إحساسي في كل عمل أنجزه، والأشخاص والنص يجعلوني أحسّ، وعندما اجتمعت بعباس شرف لدراسة شخصية روز قبل انطلاق التصوير، أحسست أني متفائلة ومتحمسة للدور والعمل ككل، وهذا ما سيراه المُشاهد متجسّدا على الشاشة”.
وتعمل حاليا قاسم على تعلم العزف على البيانو، مؤكّدة “هناك أمرين أحب فعلهما، عزف البيانو والغناء، وهذان الأمران مكمّلان لي كإنسانة أولا وكممثلة ثانيا.
وعن الدور الجريء الذي أدّته في مسلسل “دون قيد” عن قصة لرافي وهبي وسيناريو باسم بريش وإخراج أمين درة في بداياتها، وإن كان يزعجها ربط اسمها به بشكل دائم على مواقع التواصل الاجتماعي، بيّنت أنه لم يزعجها الأمر “أصبح بالنسبة لي شيئا موجودا في حياتي ولا أستطيع رفضه أو إنكاره”.“
وكان مقرّرا للفنانة السورية من أصل فلسطيني لورا أبوأسعد أن تعود إلى الدراما التلفزيونية عبر مسلسل “روز”، وذلك بعد غياب امتد إلى ثماني سنوات لأسباب عائلية، لكنها اعتذرت عن المشاركة في العمل وذلك قبل يوم واحد من انطلاق التصوير، إثر كسر تعرّضت له في قدمها، ممّا أجّل عودتها للدراما التلفزيونية، وذهب دورها للفنانة نادين تحسين بيك التي تجسّد فيه شخصية رئيسة عصابة متخفية بستار سيدة أعمال.
ويعدّ مسلسل “حدود شقيقة” (إنتاج 2013) آخر عمل ظهرت فيه أبوأسعد، وهو من تأليف حازم سليمان وإخراج أسامة الحمد، وهي التي سبق لها المشاركة في العديد من الأعمال الدرامية الناجحة على غرار “البواسل” و”مرايا” و”أهل الغرام”، بالإضافة إلى العديد من المسلسلات التركية والهندية المدبلجة إلى العربية.