الإقرار بمبدأ التقدم في العمر يقي من صدمة الشعور المفاجئ بالشيخوخة

برلين - يؤكد خبراء علم الاجتماع أن الرضا والقبول بمبدأ التقدم بالعمر يقيان من صدمة الشعور المفاجئ بالشيخوخة.
وأكد البروفيسور كلاوس روترمند أن المرء في سن الشيخوخة يحتاج إلى قدر كبير من الثقة بالنفس. وينصح بالتركيز دائما على الأمور الإيجابية، أما السلبية فيجب أن يتعلم الشخص كيفية تقبلها. ويضيف أن الذكريات الجميلة والنجاح الذي يحققه المرء في شبابه كلها أشياء تجعل من مرحلة الشيخوخة فترة ممتعة.
ويعد القبول بالتقدم بالعمر أمرا مهما وفقا لمجلة شتيرن الألمانية. وقالت المجلة إن المرحلة التي نحن فيها الآن، والتي نخشى فيها بداية ظهور الشيب والتجاعيد، سنتمنى الرجوع إليها في المستقبل. وسننظر إلى صورنا في الماضي لنتحسر على شبابنا وجمالنا الضائع. لذلك من المهم أن نقر بمبدأ التقدم بالعمر ونعتبره أمرا مقبولا يحدث في حياتنا.
ويخاف البعض من الشيخوخة لأنه لم يحقق ما يريد، مثل العائلة، أو الحصول على المال، بينما يخاف البعض أن يذوى جماله.
ويشير الخبراء إلى أنه من الضروري أن يحدد الفرد مخاوفه مستقبلا، كي يستطيع معالجتها لاحقا. فقد يكون الادخار والاستثمار والابتعاد عن التبذير حلا في مرحلة الشباب للقبول بشيخوخة سعيدة مستقرة. في حين أن الاعتناء بالبشرة وتناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة ستحافظ على نضارة الجمال والحيوية لفترات متقدمة من العمر.
ويخشى البعض من بلوغ سن الشيخوخة، لأنه غالبا ما يرتبط التقدم بالعمر بكثرة الأمراض، فضلا عن حدوث تغير واضح في الشكل، كظهور الشيب والتجاعيد في الوجه.
الذكريات الجميلة والنجاح الذي يحققه المرء في شبابه من الأشياء التي تجعل من مرحلة الشيخوخة فترة ممتعة
ولا يعتمد العمر على ما يشعر به الفرد، لأنه يتقدم باستمرار، سواء كان الفرد مستعدا لذلك أم لا. وقد تكون مرحلة الثلاثينات من العمر، هي فترة الاستقرار وبالبناء والتقدم، فهي المرحلة التي يحصد بها الفرد تعب الدراسة والتدريب في العشرينات. بيد أن هذه المرحلة، سرعان ما تنتهي، لتحل بعدها صدمة الأربعين، ومن ثم الخمسين والستين، ويتفاجأ المرء بأنه أصبح عجوزا.
ويراود البعض الشعور بأنه أصبح عجوزا أو أنه بات على أعتاب هذه المرحلة. قد يكون الأمر مخيفا للبعض، فالدخول إلى أعتاب مرحلة عمرية جديدة قد لا يكون مستساغا أو متقبلا.
ويشعر الإنسان بأنه أصبح يتقدم في السن عندما يبدأ جسمه في التغير بشكل كبير وملحوظ، نتيجة ظهور تجاعيد على ملامحه، كما تظهر على بشرته بقع داكنة وينتشر في شعره الشيب بشكل سريع، فيلجأ إلى الكريمات ومستحضرات التجميل لإخفاء هذه التغيرات.
وحسب موقع “فوكوس أونلاين” الألماني، فبالإضافة إلى الجينات واختلاف ظهور تقدم السن من شخص لآخر، هناك عوامل أخرى تؤثر على ظهور تقدم السن من بينها نمط العيش والتغدية والبيئة. كما أن الاهتمام بالنظام الغذائي عند التقدم بالعمر يصبح أمراً ضروريا للحفاظ على النشاط والتحصين ضد الأمراض، حسب مجلة بريغيته الألمانية.
ووفقا لخبراء التغذية فإن الأغذية الصحية لا ينبغي أن تغيب عن مائدة الطعام عند بلوغ الفرد الستين من عمره مثل الأغذية التي تحتوي على الكالسيوم ويأتي الحليب ومنتجات الألبان على رأس القائمة. كما أن الأطعمة التي تحتوي على الحديد والمغنيسيوم مهمة جدا من أجل الحفاظ على الصحة العامة.
ورصد باحثون تغييرات إيجابية في أداء المخ لكبار السن الذين يمارسون الرياضة.