فيسبوك تتنصل من تعهداتها لصغار الناشرين في أستراليا

ناشرون يتهمون فيسبوك بإرضاء الشركات الكبرى فقط  وعدم الاهتمام بحقوق الناشرين الصغار.
الجمعة 2021/08/13
فيسبوك انتقائية في اختيار الأخبار المدفوعة

كانبرا - بدأت تظهر ثغرات في الاتفاق الذي عقدته شركة فيسبوك مع السلطات الأسترالية بشأن الدفع للناشرين مقابل المحتوى الذي تستفيد منه منصاتها، حيث قال ثلاثة ناشرين إنّ فيسبوك استخدمت مقالاتهم على خدمتها الإخبارية التي أطلقتها مؤخرا بعدما رفضت التفاوض على صفقات الترخيص.

وأضاف الناشرون أن قانون الإنترنت الصارم الجديد الذي فرض في البلاد فشل في حمايتهم.

ومرّرت أستراليا العام الحالي قانوناً يهدف إلى الضغط على فيسبوك وغوغل لعقد صفقات مع بعض المؤسسات الإخبارية في البلاد بعد مفاوضات طويلة بين الجانبين تخللها شد وجذب.

وفي الجهة المقابلة ضغطت فيسبوك لصالحها، ومن ضمن إجراءات الضغط التي اتخذتها شركة فيسبوك منع وسائل إعلام أسترالية من مشاركة محتواها على منصاتها أو نشر مواضيع على صفحاتها الرسمية، كما حجبت وصول المشتركين في الموقع إلى محتوى هذه الوسائل في فبراير الماضي، بينما هددت شركة غوغل بسحب محرك البحث الخاص بها من أستراليا قبل أن تتراجع لاحقا.

واستطاع الطرفان -شركتا التكنولوجيا الأميركيتان من جهة، والسلطات والناشرون الأستراليون من جهة أخرى- التوصل إلى اتفاق فيما بعد.ووقعت الشركتان اتفاقيات مع الناشرين، يمكن أن تصل قيمتها إلى 200 مليون دولار أسترالي سنوياً، وفق ما أعلنه منظم المنافسة في أستراليا.

3 ناشرين استخدمت فيسبوك مقالاتهم على خدمتها الإخبارية بعدما رفضت التفاوض معهم

وتوصلت شركات الإعلام الكبرى في أستراليا -“ناين” للترفيه و”نيوز كورب” و”سيفين ويست ميديا” وهيئة البث الحكومية “آي بي سي”- إلى اتفاق مع فيسبوك وغوغل أو وقعت خطابات نوايا لفعل ذلك.

وتوصل أيضاً صغار الناشرين إلى اتفاقيات أو تفاوضوا على شروط بعد تمرير القانون الذي يهدف إلى جعل شركات التكنولوجيا الكبرى تدفع معلوما مقابل نشر الأخبار.

لكن يبدو بحسب شكوى الناشرين الثلاثة أن فيسبوك مهتمة فقط بإرضاء الشركات الكبرى، ولا تبدي اهتماما بحقوق الناشرين الصغار.

ويفرض القانون الأسترالي على فيسبوك وغوغل التفاوض على صفقات مالية مع المنافذ الإخبارية مباشرة أو عبر طرف تعينه الحكومة، ولكن يجب على الناشر أولاً إثبات أن الغرض الأساسي منه هو إنتاج الأخبار وأنه استُبعد بشكل غير عادل.

ويسلط الخلاف الأخير الضوء على أوجه القصور المحتملة في القانون المثير للجدل؛ ففي حين أن معظم الشركات الإعلامية الكبرى في أستراليا قد وقّعت صفقات تقول بعض المنصات الصغيرة إن القانون لم يمنع المحتوى الخاص بها من توليد نقرات وإيرادات إعلانية لفيسبوك دون حصولها على تعويضات.

وقالت مواقع “برودشيت ميديا” و”أوربان ليست” و”كونكريت بلايغراوند” التي تهتم بالمحتوى الترفيهي إنها تواصلت مع فيسبوك للحصول على مال مقابل مقالاتها، بعد فرض القانون المذكور في فبراير الماضي.

لكن فيسبوك صدت هذه المواقع، وقالت إن محتواها لا يناسب منصتها الإخبارية، واقترحت عليها التقدم بطلب للحصول على منح من صندوقها الخاص -قيمته 15 مليون دولار أسترالي (11 مليون دولار أميركي)- لغرف الأخبار الأسترالية الإقليمية والرقمية، وفق ما أفادت به في حديث لوكالة رويترز.

وطرحت فيسبوك خدمتها الإخبارية في أستراليا في الرابع من أغسطس الحالي. ولم تعلق الشركة على مزاعم المواقع الثلاثة، لكنها قالت لرويترز إنها خلقت قيمة للناشرين عبر توجيه القراء إلى مواقعهم.

وأشار الناشرون الثلاثة إلى أنهم يريدون التفاوض مع فيسبوك، لكن إذا واصلت الشركة الأميركية الرفض سيلجأون إلى الحكومة.

18