الجفاف وارتفاع التكاليف يعرقلان إنتاج الزيتون في سوريا

مزارعو الزيتون في سوريا يشكون من تراجع نشاطهم بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة التي فرضتها الحرب والعوامل البيئية التي أثرت على الإنتاج منها موجة الجفاف.
السبت 2021/08/07
محصول لا يكفي للتسويق

دمشق- تأثر إنتاج الزيتون وزيت الزيتون في سوريا بشكل كبير خلال الموسم الحالي بالمقارنة مع السنوات السابقة بسبب تعرض أشجار الزيتون لأمراض أصابت الثمار، وأيضا موجة الجفاف التي تضرب منطقة الشرق الأوسط.

وانعكست تلك العوامل مجتمعة على أداء قطاع الزراعة وخاصة إنتاج الزيتون حيث يصطدم المزارعون بارتفاع التكاليف المرتبطة بأعمال الحرث نتيجة ارتفاع أسعار الوقود المخصص لعمل الجرافات ومعاصر الزيتون وارتفاع أسعار الأسمدة.

وقدرت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي إنتاج البلاد من الزيتون لهذا الموسم بأكثر من 645 ألف طن، لكن أقل من الموسم الماضي، حيث تم إنتاج أكثر من 850 ألف طن. وفي كل الأحوال تبقى هذه الكمية قليلة قياسا بما كانت عليه قبل الأزمة.

ويشكك متابعون للشأن الاقتصادي السوري في الأرقام التي تعلنها الحكومة السورية، ويؤكدون أن الواقع أسوأ من ذلك بكثير.

ويعتبر هؤلاء أن 2018 كان عاما مفصليا باتجاه الأسوأ بعد أن تعرض القطاع إلى نكسة كبيرة في ظل الوضع المضطرب رغم استعادة نظام بشار الأسد السيطرة على العديد من المحافظات حيث كان يقدر متوسط إنتاج الزيتون بحوالي مليون طن.

موجة الجفاف ساهمت في ضعف إنتاج الزيتون وزيت الزيتون بشكل كبير خلال الموسم الحالي بالمقارنة مع السنوات السابقة
موجة الجفاف ساهمت في ضعف إنتاج الزيتون وزيت الزيتون بشكل كبير خلال الموسم الحالي بالمقارنة مع السنوات السابقة 

وتحتل زراعة الزيتون أهمية اقتصادية في سوريا وتصنف بين المحاصيل الاستراتيجية حيث تأتي في المرتبة الثالثة من حيث المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي بعد القمح والقطن، لكن السلطات في دمشق تجد صعوبة بالغة في إنعاشها.

وتشير مديرة مكتب الزيتون في الوزارة عبير جوهر إلى أن المساحات المزروعة بالزيتون أكثر من 696 ألف هكتار تضم نحو 103 ملايين شجرة منها 85 مليون شجرة مثمرة تشكل 12 في المئة من إجمالي مساحة الأراضي المزروعة و65 في المئة من إجمالي مساحة الأشجار المثمرة.

ونسبت وكالة الأنباء السورية الرسمية إلى جوهر قولها إن “انخفاض الإنتاج شمل محافظات حلب وإدلب وحمص وحماة وطرطوس ودرعا والغاب والسويداء بينما ارتفعت تقديرات الإنتاج الأولية في محافظات اللاذقية وريف دمشق والرقة والقنيطرة والحسكة مقارنة مع الموسم الماضي”.

وعزت جوهر انخفاض الإنتاج في معظم المناطق إلى ظاهرة تعرف بـ”المعاومة”، أي التناوب في حمل الثمار، وارتفاع درجات الحرارة في فترات حرجة “الإزهار والعقد”، ما انعكس سلبا على نسبة الثمار العاقدة والإنتاج.

وتتوقع وزارة الزراعة أن تكون كمية إنتاج الزيت حوالي 103 آلاف طن فقط وهو مستوى قليل جدا، مشيرة إلى أن مردود الزيت يمكن أن ينخفض في حال استمرت درجات الحرارة بالارتفاع عن معدلاتها الطبيعية. وقبل الأزمة كانت سوريا تنتج أكثر من 200 ألف طن من زيت زيتون.

ويعدّ زيت الزيتون السوري من أفضل أنواع الزيوت التي يتم إنتاجها في العالم، وهو يحتوي على نفس الجودة التي يتمتع بها المنتجون في حوض المتوسط وفي مقدمتها إسبانيا واليونان وإيطاليا وتونس.

645 ألف طن يتوقع إنتاجها هذا الموسم قياسا بنحو 850 مليون طن على أساس سنوي

وتنتشر زراعة الزيتون بشكل واسع في عموم المحافظات السورية لجدواها الاقتصادية مما جعل سوريا تتبوأ مكانة هامة عربيا وعالميا في زراعة الزيتون وإنتاج الزيت قبل الأزمة التي اندلعت قبل أكثر من عشر سنوات.

وسبق أن صرح مدير مكتب الزيتون في وزارة الزراعة محمد حابو قائلا إن بلده “كان يحتل المركز السادس عالميا والثاني عربيا في إنتاج الزيتون، إلا أن عددا من العوامل أدى إلى تراجعه منها خروج مساحات كبيرة في ريفي إدلب وحلب عن سيطرة الحكومة، إضافة إلى الحرائق غير المسبوقة التي التهمت مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية العام الماضي”.

ويشكو مزارعو الزيتون من تراجع نشاطهم بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة التي فرضتها الحرب، إضافة إلى العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية على سوريا وغلاء اليد العاملة الأمر الذي ترك آثارا سلبية على قطاع الزراعة عموما، وإنتاج زيت الزيتون خصوصا.

11