فليك يعد بإعادة ألمانيا إلى صف الكبار

أكد هانزي فليك مدرب منتخب ألمانيا أن تولي تدريب الماكينات مسؤولية عظيمة، وذلك قبل أن يتسلم مهام عمله رسمياً في العاشر من أغسطس الجاري. وأعلن الاتحاد الألماني لكرة القدم تولي هانزي فليك مهمة تدريب منتخب ألمانيا، قبل أن يودع المانشافت تحت قيادة يواخيم لوف بطولة اليورو الماضية.
فرانكفورت (ألمانيا) – من المنتظر أن يتولى هانزي فليك عمله رسميا كمدير فني للمنتخب الألماني لكرة القدم في الأيام المقبلة وقد استبق هذه المناسبة بقطع وعد على نفسه بإعادة ألمانيا إلى صف الكبار. وتجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الألماني سيقدم فليك رسميا كمدرب للمنتخب الوطني في العاشر من الشهر الجاري، وبعد ذلك سيعقد فليك مؤتمرا صحافيا في فرانكفورت ليتحدث بشكل محدد عن خططه.
وقال فليك (56 عاما) في مقطع فيديو نشره الاتحاد الألماني لكرة القدم “منصب المدير الفني للمنتخب هو بالنسبة إلي التزام ومسؤولية عظيمة وأنا أتطلع بجنون إلى ذلك وسأبذل قصارى جهدي من أجل أن نعود إلى لعب كرة قدم حماسية”. وأضاف فليك “نريد أن نلعب كرة قدم رائعة لألمانيا وأن نثير حماسة الناس بكرة قدم هجومية”. يذكر أن عقد فليك مع الاتحاد الألماني لكرة القدم ينتهي بعد بطولة كأس الأمم الأوروبية في ألمانيا سنة 2024.
تعليمات واضحة
بدأ خليفة يواخيم لوف عهده بتعليمات واضحة إلى الفريق والطاقم المعاون والاتحاد الألماني، حيث قال “كل واحد يجب أن يعمل بكامل طاقته ويجب أن نخلق مناخا يساعدنا على تشكيل هذا الفريق”، مشيرا إلى أن الهدف الأول يتمثل في التأهل بحلول نهاية العام لمونديال كأس العالم في قطر 2022 “ويجب أن يكون واضحا للجميع بأننا نواجه تحديا في المباريات السبع، ونريد أن نجتاز المجموعة ونحن في المركز الأول”.
ولم يُدْل المدير الفني السابق لبايرن ميونخ بتصريحات محددة حول اللاعبين الذين أعادهم لوف إلى المنتخب مثل توماس مولر وماتس هوملز، واكتفى بالقول “بالطبع فإنني تحدثت مع هذا اللاعب أو غيره، وبالنسبة إلي ليس هناك عُمر معين يقال معه إنه بدءا منه لا يصلح لاعب ما لأن يكون في المنتخب الوطني”، مؤكدا أن الشيء المهم فقط هو الكفاءة.
وسيخوض فليك أولى مبارياته مع المانشافت في سبتمبر المقبل أمام ليشتنشتاين وأرمينيا وأيسلندا في المباريات المؤهلة إلى كأس العالم. ويحتل المنتخب الألماني المركز الثالث في المجموعة العاشرة بتصفيات كأس العالم 2022 المقرر إقامتها في قطر، وذلك عقب خسارة مفاجئة أمام ضيفه منتخب مقدونيا الشمالية في مارس الماضي.
مشوار المنتخب الألماني لكرة القدم في منافسات كأس الأمم الأوروبية 2020 لكرة القدم أثبت جليا حاجة الماكينات إلى مهاجمين أقوياء. فهؤلاء لم يجدوا حلاّ أمام الفريق الإنجليزي الذي أخرجهم من دور الستة عشر للبطولة بثنائية نظيفة.
فليك سيخوض أولى مبارياته مع المانشافت أمام ليشتنشتاين وأرمينيا وأيسلندا في المباريات المؤهلة لكأس العالم
وهذه مشكلة ليست بجديدة على المانشافت، ففي نسخة البطولة لعام 2016 وبعد الهزيمة أمام فرنسا، ردّ مدافع دورتموند ماتس هوملز على الصحافيين عند سؤاله حول سبب الإخفاق، فقال “كان ينقصنا شخص يضع الكرة في الشباك”.
هذا الشخص لم يجده المنتخب حتى في صيف 2021، ليستمر التحدّي. وأخطر المهاجمين في تشكيلة المدرب المعتزل يواخيم لوف الذي أنهى مشواره بخروج المنتخب من بطولة يورو 2020 كان كاي هافارتس صاحب هدف الفوز لفريق تشيلسي في دوري أبطال أوروبا. لكن نجمه ظل خافتا في اليورو.
وألمانيا التي كثيرا ما أنجبت مهاجمين كبارا على غرار أوفه زيليه وغيرد مولر ويورغن كلينسمان وغيرهم، لم تجد بديلا لميروسلاف كلوزه الذي اعتزل بعد أن حصل مع رفاقه على لقب مونديال 2014.
وبعد خروج المانشافت تحدّث مدير الكرة في الاتحاد الألماني لكرة القدم أوليفر بيرهوف عن إشكالية خط الهجوم لأول مرة بهذا الوضوح، معتبرا أن “الحس القاتل” لتشكيلة المنتخب لم تعد موجودة. وتابع تقييمه قائلا “في بعض الأحيان لم يكن لدينا لاعبون حقيقيون في منطقة الجزاء”. حكم قاس جدا من شخص يتحمل جانبا من المسؤولية، لكن بالنظر إلى هاري كين (المنتخب الإنجليزي)، أو تشيرو إيموبليه (المنتخب الإيطالي)، أو ألفارو موراتا (المنتخب الإسباني)، ناهيك عن كريستيانو رونالدو (المنتخب البرتغالي) وكريم بنزيمة (المنتخب الفرنسي) وغيرهم، لا بد من قبول حقيقة أن ألمانيا لم تقدم مهاجمين بالمستوى المطلوب.
وضع جديد

يبدو أن الاتحاد الألماني لكرة القدم بدأ بالفعل في معالجة الأمر متجها إلى منتخبات الشباب، لكن بيرهوف علّق قائلا “أمر كهذا لا يمكن معالجته في يوم وليلة”، وهو محق في ذلك.
ولن يكون سهلا على المدرب الجديد التفاعل مع وضع جديد لم يكن مطروحا في بايرن ميونخ، حيث يلعب أحسن الهدّافين في العالم. ويتعلق الأمر بالبولندي روبرت ليفاندوفسكي الذي لا يكل في كل مباراة عن إثبات علوّ كعبه، فأصبح الورقة الضامنة لفريقه للحصول على العلامات الكاملة.
وكان واضحا ليواخيم لوف عشقه للكرة الإسبانية خاصة طريقة لعب البارسا، وهكذا برز دور المهاجم الوهمي الذي عاد مركزه في بعض الفترات إلى ماريو غوتسه، ثم ماركو رويس. ويرى بعض المحللين أن هانزي فليك ليس أمامه نظرا إلى الأسماء المتوفرة لديه حاليا، سوى الرهان على سيرجي غنابري كمهاجم وهمي، أو حتى تيمو فيرنر، بينما يُطرح بقوة اسم لوكاس نميتشا الألماني – الإنجليزي الذي اختار اللعب لألمانيا، وحاليا يحمل قميص أندرليخت البلجيكي الذي انتقل إليه من مانشستر سيتي على سبيل الإعارة.
ونميتشا حقق ما لم يحققه المانشافت، فقد توّج مع رفاقه بلقب بطولة أوروبا للمنتخب الألماني دون 21 عاما.