تنافس بين الروائيين الجدد والكتاب المخضرمين في جائزة البوكر

قائمة المرشحين هذه السنة لنيل جائزة البوكر الأدبية البريطانية تضم ستة روائيين سبق لهم الفوز بهذه المكافآت العريقة على حساب أقلام جديدة.
الأربعاء 2021/07/28
كازوو إيشيغورو أبرز الكتاب المرشحين

لندن – ضمت قائمة المرشحين هذه السنة لنيل جائزة البوكر الأدبية البريطانية والتي أعلنها المنظمون الثلاثاء ستة روائيين سبق لهم الفوز بهذه المكافآت العريقة، بينهم أدباء كبار ككازوو إيشيغورو، على حساب أقلام جديدة.

وحصل المؤلف البريطاني من أصل ياباني كازوو إيشيغورو (66 عاما) على خامس ترشيحاته لهذه الجائزة الأدبية التي أطلقت سنة 1969 ويمكن للمؤلفين من أيّ جنسية التنافس عليها شرط أن يكتبوا باللغة الإنجليزية.

جائزة البوكر الأدبية يمكن للمؤلفين من أيّ جنسية التنافس عليها شرط أن يكتبوا باللغة الإنجليزية

وهو فاز بالجائزة عام 1989 عن روايته “بقايا النهار”، لكنّه رُشح لنيل هذه المكافأة أيضا سنة 1986 عن روايته “أن أرتيست فروم ذي فلوتيغ وورلد” (“فنان من العالم العائم”)، وسنة 2000 عن “عندما كنا يتامى” وعام 2005 عن “لا تدعني أذهب أبدا”.

وتحمل روايات إيشيغورو، المرشح البارز لجائزة البوكر هذا العام، تأثير ثقافته الأم اليابانية ممتزجة بمسحة بريطانية مكتومة تنزع إلى خلق صلات عاطفية واهية باللغة الشعرية أو الحبكة المفتوحة بلا نهاية أو البيئة الصلدة المنفرة لسكانها.

وقد اكتسب تلك النزعة المكبوحة من ترعرعه في بريطانيا وتأثره بكتاب من أمثال جين أوستين رغم احتفاظه بصبغة خاصة به وتكوينه لعالم جمالي يتفرد به.

وقد رُشح الكاتب الحائز على جائزة نوبل للآداب سنة 2017، هذه المرة عن روايته الثامنة، “كلارا والشمس” التي تقدم “رؤية بريئة بعيدة من الأنانية عن السلوك الغريب للبشر المهووسين والمجروحين بالسلطة والموقع والخوف”.

كما ضمت القائمة خمسة روائيين آخرين سبق أن رُشحوا سابقا لهذه الجائزة، وهم دايمن غالغوت عن روايته “الوعد”، وماري لوسون عن “مدينة اسمها سولايس”، وريتشارد باورز عن “الحيرة” وسونجيف ساهوتا عن “تشاينا روم”.

في المحصلة، تم اختيار ثلاثة عشر عملا من لجنة تحكيم مكونة من خمسة أعضاء من بين 158 رواية منشورة في المملكة المتحدة أو أيرلندا في الفترة ما بين الأول من أكتوبر 2020 والثلاثين من سبتمبر 2021.

ومن بين هذه الأسماء الثلاثة عشر، ست نساء وكاتبان يُرشحان عن روايتهما الأولى، وهو عدد متدن مقارنة مع نسخة العام السابق التي شهدت ترشيح ثمانية كتّاب جدد.

الجائزة تختار ثلاث عشرة رواية لكتاب منهم من نال جائزة نوبل للآداب ومنهم من يترشح بروايته الأولى
الجائزة تختار ثلاث عشرة رواية لكتاب منهم من نال جائزة نوبل للآداب ومنهم من يترشح بروايته الأولى

وفي العام الماضي، مُنحت الجائزة للأسكتلندي دوغلاس ستيوارت عن روايته الأولى “شاغي بين” التي تتمحور حول عائلة من الطبقة العاملة في غلاسكو تكافح الإدمان على الكحول والفقر في ثمانينات القرن العشرين.

ووصفت رئيسة لجنة التحكيم مارغريت بازبي الرواية حينها بأنها “جريئة ومخيفة ومؤثرة”، خلال حفلة أقيمت في قاعة راوندهاوس في شمال لندن.

وأضافت أن قرار اللجنة كان بالإجماع وأنهم “استغرقوا ساعة فقط لاتخاذ القرار”. مضيفة أن الكتاب المتوج “يمثل تحديا فهو حميمي وجذاب، كل شخص يقرأه لن يشعر أبدًا بنفس الشيء”.

كما جاء في تقرير لجنة الجائزة “لقد طغت علينا هذه الرواية الأولى لكاتبها، حيث تخلق صورا حميمية وعاطفية آسرة ومدهشة للإدمان والشجاعة والحب. يقدم الكتاب لمحة حية عن مجتمع مهمش وفقير في حقبة ماضية من التاريخ البريطاني. إنه فحص حزين يائس وفي نفس الوقت يكاد يكون مفعماً بالأمل لحياة العائلة والقوى والرغبات المدمرة”.

تدور قصة “شاغي بين” في ثمانينات القرن الماضي حول عائلة تنتمي إلى الطبقة العمالية في غلاسكو، وترافق أحداثها الفتى الوحيد شاغي في رحلة بحثه عن الهوية. ويكنّ هذا الأخير محبة فائقة لوالدته المدمنة على الكحول، ويحاول دعمها بينما تكافح هي الإدمان والفقر، وتنحدر إلى اليأس بعد انهيار زواجها وإبعاد جميع أطفالها عنها باستثناء شاغي الذي يتشبث بمساعدتها بينما يعاني بدوره من مشاكل شخصية كبيرة.

وهذا العام يبدو الكتاب المخضرمون الأكثر ترجيحا للوصول إلى القائمة القصيرة للجائزة الأدبية العريقة، حيث ستكون المنافسة قوية بين روايات الكتاب المكرّسين والروايات الأولى للكتاب الجدد.

وسيُعلن عن الأسماء الستة للمرشحين النهائيين في الرابع عشرة من سبتمبر، قبل اختيار الفائز في الثالث من نوفمبر، مع مكافأة مالية قدرها خمسون ألف جنيه إسترليني (69 ألف دولار).

14