توتال تقود جهود العراق للتحول إلى الطاقة النظيفة

بغداد - وافق مجلس الوزراء العراقي على صفقة أبرمتها وزارة النفط قبل أشهر مع توتال لتشييد محطة طاقة شمسية بقدرة ألف ميغاواط حيث الطاقة الشمسية نادرة في البلد النفطي باستثناء استخدامها في إضاءة بعض الشوارع الرئيسية.

وسيقود عملاق الطاقة الفرنسي توتال جهود الحكومة العراقية من أجل التحول إلى تنويع مزيج الطاقة عبر إنتاج الكهرباء من المصادر النظيفة حيث تسعى الدولة النفطية المرهقة اقتصاديا إلى إنهاء انقطاع التيار الكهربائي واسع النطاق في معظم المناطق والذي أثار اضطرابات اجتماعية طيلة السنوات الماضية.

ودخل العراق منذ فترة في معركة مضنية بحثا عن مستثمرين عالميين من أجل بناء سبع محطات للطاقة الشمسية رغم مناخ الأعمال غير المستقر، وذلك في إطار سعيه لتطوير إمكانات الطاقة المتجددة في البلاد.

ومشروع إنتاج الكهرباء من المصادر المتجددة هو واحد من 4 مشاريع تنموية ضخمة تسعى الحكومة لتنفيذها مع توتال، وثاني المشاريع يشمل العمل في مشروع لحقن مياه البحر يهدف إلى زيادة إنتاج النفط من الحقول الجنوبية، والتي كانت وزارة النفط تحاول تنفيذه منذ عشر سنوات.

أما المشروع الثالث وهو الأهم، فيتعلق بجمع وتكرير الغاز في حقول أرطاوي غرب القرنة 2 ومجنون الطوبة واللحيس التي تحرق كميات كبيرة فيها من الغاز.

ويتمثل المشروع الرابع في إنشاء مجموعة منشآت في هذه الحقول مع انشاء مجمع الغاز المركزي في أرطاوي، بهدف استثمار كامل كميات الغاز المصاحب.

وينفق العراق المليارات من الدولارات لزيادة إنتاج الغاز وتقليل اعتماده على الواردات من إيران حيث يستخدم العراق الوقود إلى حد كبير لتشغيل محطات الكهرباء الخاصة به.

وتسببت اضطرابات الإمداد وكذلك سوء الإدارة في حدوث انقطاع حاد في التيار الكهربائي في العام الماضي مما أثار انتقادات الأوساط الاقتصادية والشعبية بشكل أكبر لاسيما وأنها جاءت في فترة الوباء.

وتوفر الشبكة المتداعية الكهرباء لبضع ساعات فقط في اليوم، الأمر الذي يجعل العراقيين يعانون بشدة خلال فصل الصيف حيث تصل درجات الحرارة إلى أكثر من 50 درجة مئوية.

ويسعى العراق المتعطش إلى الكهرباء لإضافة الطاقة النووية في مزيج إنتاج الطاقة النظيفة والتي تسير ببطء شديد، بهدف تغطية العجز الكبير في توفير الكهرباء، لكنّ محللين يرون أن الخطة الطموحة قد تواجه عقبات خاصة في ما يتعلق بإقناع المستثمرين بضخ أموال في المشروع.

وكشفت الهيئة العراقية للسيطرة على المصادر المشعة في مطلع يونيو الماضي عن خطط لاستثمار نحو 40 مليار دولار في مشاريع للطاقة النووية.

ونسبت بلومبرغ إلى حسين لطيف رئيس الهيئة قوله حينها إنه “لمواجهة التحدي تخطط البلاد لبناء ثمانية مفاعلات ذرية قادرة على إنتاج حوالي 11 غيغاواط”.