#فتح_المحلات_وقت_الصلاة في السعودية بعد عقود من المنع
هاشتاغ #فتح_المحلات_وقت_الصلاة يتصدر الترند السعودي موقع تويتر يعد صدور القرار رسميا وسط تباين الآراء ما بين مؤيد ومعارض خاصة من فئة الحسابات الوهمية.
الرياض- أثار سماح السلطات السعودية، وفق قرار رسمي، باستمرار فتح المحلات ومزاولة الأنشطة التجارية والاقتصادية طوال ساعات العمل، بما في ذلك أوقات الصلوات جدلا واسعا على موقع تويتر في السعودية.
وقال اتحاد الغرف السعودية، إنه تفاديا لمظاهر الازدحام والتجمع، والانتظار لوقت طويل والعمل بالتدابير الوقائية من فايروس كورونا وللحفاظ على صحة المتسوّقين نهيب بأصحاب المحلات والأنشطة التجارية استمرار فتح المحلات خلال أوقات الصلوات.
وأضاف “اتحاد الغرف السعودي” المعني بالأنشطة التجارية في البلاد أن قراره جاء لتحسين تجربة التسوق وتنظيم العمل بما لا يتعارض مع أداء العاملين والمتسوقين والزبائن للصلوات.
وتصدر هاشتاغ #فتح_المحلات_وقت_الصلاة الترند على موقع تويتر، وسط تباين الآراء ما بين مؤيد ومعارض. وصدر قرار إغلاق المحلات وقت الصلاة قبل 31 عاما بناء على فتوى استحسان.
الشباب السعوديون، الذين يمثلون نسبة 75 في المئة من مجموع الشعب، يعتبرون من المستخدمين الجيدين للشبكات الاجتماعية، حيث أصبحوا يدققون في كل شاردة وواردة على موقع تويتر
ولطالما أثارت قضية إغلاق المحلات وقت الصلاة في السعودية نقاشات على مواقع التواصل الاجتماعي وسط مشاركة كبيرة، وانقسام واضح بين السعوديين الذين يرى المؤيدون منهم أن “الإغلاق يتفق وطبيعة المملكة كبلد يطبّق الشريعة الإسلامية”، مقابل معارضي القرار الذين يستشهدون بعدم تطبيقه في باقي الدول الإسلامية، وساعات الانتظار الطويلة التي يقضونها يوميا في انتظار فتح المحلات بعد الصلاة.
وأقرّت السعودية تغييرات جذرية، لم يكن تخيلها أمرا ممكنا قبل سنوات. وكان لافتا هبة لحسابات وهمية “تتباكى” على تعاليم الإسلام في السعودية، في وقت اعتبر مغردون القرار صائبا.
ولطالما اعتبر الاقتراب من قضايا الدين من التابوهات في السعودية، لكن مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي استطاعوا نقل الحديث إلى منطقة أكثر جرأة شيئا فشيئا وفتحوا نقاشات كانت كفيلة بتكفيرهم إلى وقت قريب.
وبات الناس يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي أكثر فأكثر لمساعدتهم في تشكيل الدين مع ميولهم الشخصية بطرق ملموسة. فقد أتيح لهم قدر أكبر من المعلومات والآراء وأصبح بإمكانهم أن يحدّدوا بأنفسهم الإيقاع والمسار الديني اللذين يناسبانهم.
وقال حساب وهمي “يريدون تقزيم شعائر الدين”. قال حساب “معالي الربراري” الوهمي الذي يحظى بمتابعات واسعة وسبق أن اتهمه الإعلام السعودي بأن يدار من خارج السعودية و”تتماشى تغريداته مع توجهات تنظيم الإخوان الدولي”:
وتشدد الحسابات الوهمية على خطابات دينية عاطفية تخاطب مشاعر الشباب السعودي. ويعتبر الشباب السعوديون، الذين يمثلون نسبة 75 في المئة من مجموع الشعب، من المستخدمين الجيدين للشبكات الاجتماعية، حيث أصبحوا يدققون في كل شاردة وواردة على موقع تويتر.
وذهب البعض إلى نشر فتاوى لرجال دين سعوديين “يحرمون” فتح المحلات وقت الصلاة. وانتشر على نطاق واسع مقطع فيديو لرجل الدين صالح الفوزان، يقول فيه إنه “لا يجوز فتح المحلات وقت الصلاة”.
ويؤكد معلقون في أن “الصحونج يجسون نبض الدولة”. والصحونج هي تسمية يطلقها سعوديون على رموز الصحوة وأنصارها. وترمز فترة الصحوة إلى العقود الأربعة الماضية، عندما ساد فكر ديني مثير للجدل مرتبط بالحياة العامة في البلاد جوهره انتزاع البسمة وروح الفرح من المجتمع، بالتركيز على الفظاظة والغلظة في الخطاب. وفيما يعد سعوديون النقاشات “علامة صحية”، يؤكد آخرون أن هناك تربصا واضحا بالانفتاح الذي يقوده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
ويعكس شمول الإصلاح للجانب الديني وجود حاجة للتخلّص من سطوة رجال الدين المتشدّدين الذين لطالما مثلت أطروحاتهم وتعاليمهم عبئا على المملكة، خصوصا في ما يتعلّق بصورتها في الخارج والتي لم تعد تلائم رغبتها في التفتّح مسايرة لتطلعات الجيل الجديد من جهة، ومساعيها لتنويع اقتصادها والحدّ من ارتهانه لعوائد النفط بالتعويل على قطاعات أخرى مثل السياحة والصناعات الثقافية وغيرها.
وفي ذات السياق، أشاد آخرون بالقرار على اعتبار أنه ييسر على الناس وسط عدم التزام أصحاب المحال بمواقيت إغلاق المحال التجارية. وكتب مغرد:
وقال المحامي عبدالرحمن اللاحم:
allahimAB@
الأصل أنه لا داعي لمثل هذا التعميم من رئيس الغرف التجارية، لأنه ما فيه بالأصل؛ نص قانوني يوجب الإغلاق، وكان يفترض أن الجهات الرقابية (هيئة الأمر والدوريات الأمنية) تصدر تعميما بأن هذا السلوك غير معاقب عليه وبالتالي لا يستوجب الغرامة (5000) #فتح_المحلات_وقت_الصلاة.
وسبق أن شهدت المملكة تحديدا لدور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي كانت بمثابة شرطة دينية في البلاد. وبات انتشار عناصرها محدودا بل حتّى معدوما ما سمح لبعض النساء بالخروج من منازلهن دون عباءة أو غطاء للرأس وخصوصا منهنّ الأجنبيات.
وكان من ضمن التعليمات الصارمة الموكول للشرطة الدينية تطبيقها، مراقبة إغلاق التجار لمحلاتهم خلال أوقات الصلاة. لكن تلك الشرطة المعروفة محليا بالمطاوعة ستفقد هذا الدور بعد قرار فتح المحلات أوقات الصلاة. وكتب حساب تعليقا على صورة يظهر فيها عناصر من الشرطة الدينية:
وفي وقت سابق، أثار وزير الشؤون الإسلامية السعودي عبداللطيف آل الشيخ، الجدل مجددا بدفاعه عن قرار خفض صوت مكبرات الصوت في المساجد. وقال آل الشيخ إن هناك عائلات تشتكي من أن تزاحم أصوات المكبرات يبقي أطفالها مستيقظين.
وأوضح أن التغييرات رد على شكاوى من العامة من الصوت شديد الارتفاع، ومنهم كبار في السن وآباء لم يستطع أطفالهم النوم بشكل متواصل.
وأضاف “الذي عنده الرغبة في الصلاة لا ينتظر إلى أن يدخل الإمام ويكبّر ويسمع صوته، المفروض أنه يسبق إلى المسجد”، مضيفا أن هناك أيضا عدة قنوات تلفزيونية تبث الصلوات.
وتابع “الوزارة لم تمنع واجبا أو مستحبا ولم تفرض محرما أو مكروها، والإقامة تكون لمن هم داخل المسجد وليس خارجه”.
يعكس شمول الإصلاح للجانب الديني وجود حاجة للتخلّص من سطوة رجال الدين المتشدّدين الذين لطالما مثلت أطروحاتهم وتعاليمهم عبئا على المملكة
وقال الوزير إن “أعداء” ينشرون بعض الانتقادات للسياسة من أجل التهييج، زاعما أن هناك من “أعداء المملكة العربية السعودية من يريد إثارة الرأي العام ومن يريد التشكيك في قرارات الدولة ومن يريد تفكيك اللحمة الوطنية من خلال رسائلهم”.
وفي تعميم مفاجئ، قالت وزارة الشؤون الإسلامية إن مستوى صوت المكبرات في المساجد يجب ألا يعلو عن ثلث درجة الجهاز. كما قصرت استخدام مكبرات الصوت الخارجية على رفع الأذان والإقامة.
