منظومة دفاع جوي لحماية كابول من هجمات طالبان

وزارة الدفاع الأفغانية:نظام الدفاع الجوي حديث الإنشاء دخل طور التشغيل فجر الأحد.
الاثنين 2021/07/12
منظومة دفاع جوي لمعاضدة القوات البرية

كابول - أعلنت السلطات الأفغانية الأحد تشغيل “نظام دفاع جوي” لحماية العاصمة كابول من التعرّض لقذائف وصواريخ في ظلّ التقدّم الجامح لمتمردي حركة طالبان في أرجاء البلاد.

وفي ضوء شروع القوات الأجنبية في الانسحاب نهائيا من البلاد، أطلقت طالبان في بداية مايو هجوما واسع النطاق على القوات الأفغانية المرتبكة لفقدانها الدعم الجوي الأميركي بالغ الأهمية، غانمة مساحات شاسعة في العمق الأفغاني.

ولم تعد القوات الأفغانية تسيطر سوى على المحاور الرئيسية وكبرى المدن الإقليمية وسط حصار يفرضه المتمردون حول الكثير منها والخشية من احتمال مهاجمتهم كابول في المدى المنظور، لاسيما وأنّ طالبان باتت تسيطر على عدّة مناطق مجاورة للعاصمة الأفغانية في نطاق لا يتجاوز المئة كيلومتر.

وقالت وزارة الدفاع الأفغانية في بيان إنّ “نظام الدفاع الجوي حديث الإنشاء دخل طور التشغيل فجر الأحد”. وأضافت “أثبتت هذه المنظومة فاعليتها في أرجاء العالم في صدّ الهجمات بالصواريخ والقذائف”، إلا أنّ الوزارة لم توضح لا اسم المنظومة ولا تاريخ نشرها ولا هوية الطرف الذي أرساها.

لكن طوال 20 عاما في أفغانستان كانت القوات الأميركية قد زوّدت قواعدها بعدة منظومات من طراز “سيرام/C – RAM” القادرة على رصد القذائف وتدميرها.

وتتيح هذه المنظومة التي كانت في قاعدة باغرام، الأبرز بين القواعد الأميركية وتقع على مسافة 50 كيلومترا شمال كابول، إصدار إشارات الإنذار ضمن النطاق الذي تغطيه.

كابول لم توضح اسم المنظومة، لكن واشنطن زودت قواعدها بمنظومات من طراز سيرام القادرة على تدمير القذائف

وسبق لطالبان أن نفذت سلسلة هجمات بالقذائف على القوات الأفغانية والأجنبية، كما شنّ تنظيم الدولة الإسلامية العام 2020 هجوما مماثلا على كابول.

وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية أيضا هجوما بالقذائف في بداية العام على قاعدة باغرام التي استلمتها القوات الأفغانية في بداية يوليو.

وقال مصدر أمني أجنبي إنّ “طالبان تفتقر إلى الوسائل المنظمة، ولكنّها أثبتت قدرتها على إطلاق قذائف معدّلة من آليات وإثارة الذعر، خصوصا في حال استهدافها مطارا”.

وكانت تركيا أعلنت التزامها ضمان أمن مطار كابول مع انتهاء انسحاب القوات الأميركية والأجنبية المرتقب في 31 أغسطس، فيما كشف الرئيس رجب طيب أردوغان الجمعة أنّ أنقرة وواشنطن اتفقتا على “ترتيبات” تسلّم قوات بلاده المطار.

وفي انعكاس للمخاوف المتنامية من الاشتباكات قرب قندهار، أعلنت الهند إجلاء موظفيها من قنصليتها في كبرى مدن الجنوب الأفغاني.

وشكّلت ولاية قندهار، المعقل التاريخي لطالبان، مسرحا لاشتباكات عنيفة في الآونة الأخيرة. واستولى المتمردون في بداية يوليو على إقليم بنجاوي على مسافة 15 كلم من قندهار المدينة واعتدوا الجمعة على سجن في ضواحيها ولكن جرى صدّهم.

وكانت روسيا أيضا أغلقت حديثا قنصليتها في مزار شريف، أبرز مدن ولاية بلخ المحاذية للحدود مع أوزبكستان، في قرار اتّخِذ على خلفية المعارك في شمال أفغانستان. كما دعت بكين رعاياها إلى مغادرة البلاد وأجلت 210 من بينهم في بداية يوليو.

وحاول متحدث باسم الحكومة الأفغانية بثّ الطمأنينة الأحد نافيا سيطرة طالبان على 85 في المئة من مساحة البلاد كما تدّعي، وهي تصريحات يستحيل التثبت من صحتها بصورة مستقلة.

وقال “ليس صحيحا. المعارك مستمرة في غالبية المناطق” التي تدّعي طالبان الاستيلاء عليها، مكررا الدعوة إلى الشبان للالتحاق بالجيش. وأوضح أنّ “الحكومة يسّرت إجراءات التجنيد”.

ويأتي هذا التصريح تزامنا مع حشد الحكومة وزعماء حرب يناهضون طالبان ميليشيات محلية، ما يثير الخوف من وقوع حرب أهلية جديدة.

إلا أنّ منصور أحمد خان سفير باكستان التي اتهمت كثيرا بمساندة طالبان، حذّر السبت من نشر الميليشيات، موضحا أنّ من شأن ذلك مفاقمة الوضع في البلاد وإفساح المجال أمام تنظيمي القاعدة أو الدولة الإسلامية.

5