كردستان العراق يتهم بغداد بعدم الجدية في صد هجمات الميليشيات على أربيل

توقّعات بتصاعد ضغوط الفصائل على الإقليم قبل الانتخابات.
الجمعة 2021/07/09
البيشمركة تستعد لأسوأ السيناريوهات

إقليم كردستان العراق الذي يعتبر أكثر استقرارا قياسا بباقي مناطق البلاد، مهدّد بأن يفقد تلك الميزة بسبب تصاعد استهداف الميليشيات الشيعية للمصالح الأميركية في أنحاء العراق بما في ذلك أراضي الإقليم الذي تُتّهم قيادته من قبل تلك الفصائل العاملة وكالة عن إيران بالتواطؤ مع الولايات المتّحدة وبالتعاون مع قوّاتها.

أربيل (العراق) - اتّهمت حكومة إقليم كردستان العراق الحكومة المركزية العراقية بعدم الجدية في مواجهة الهجمات المتكرّرة للميليشيات الشيعية على أراضي الإقليم، مفصحة بذلك عما يساورها من قلق جرّاء التوتّرات المتصاعدة بين الفصائل المسلّحة الموالية لإيران والقوات الأميركية المتمركزة على الأراضي العراقية بما في ذلك بأربيل مركز كردستان العراق، ما ينذر بأيام قادمة صعبة للإقليم الذي كثيرا ما تُتّهم قيادته بالتواطؤ مع الولايات المتّحدة ومساعدة قواتها على ضرب الميليشيات وتصيُّد قياداتها.

وقال سفين دزيي مسؤول دائرة العلاقات الخارجية لإقليم كردستان العراق إنّ الحكومة الاتحادية العراقية لم تتخذ خطوات جادة تجاه القوى التي تقف خلف الهجمات التي تنفذها الفصائل المسلحة، وخاصة تلك التي تستهدف أربيل.

وخلال الأيام الماضية شمل تصعيد الميليشيات الشيعية لهجماتها على مصالح الولايات المتّحدة في العراق ومواقع قواتها هناك مطار مدينة أربيل الذي يضم قاعدة الحرير العسكرية التي تُؤوي قوات أميركية، إلى جانب استهداف تلك الميليشيات لقاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار غربي العراق، ومحيط السفارة الأميركية في العاصمة العراقية بغداد.

ولفت دزيي إلى وجود مجموعة من العوامل التي أدت إلى تصاعد وتيرة الاعتداءات على القواعد الأميركية في العراق وإقليم كردستان، متوقّعا في تصريحات لشبكة رووداو الإعلامية أن يكون هناك “المزيد من الاعتداءات والضغوط خاصة وأننا ماضون الآن نحو الانتخابات”، في إشارة إلى الانتخابات البرلمانية المبكّرة المقرّرة للعاشر من شهر أكتوبر القادم.

وإثر تعرّض مواقع تابعة لميليشيات الحشد الشعبي أواخر يونيو الماضي لقصف جوّي أميركي في منطقة الحدود بين سوريا والعراق، اتّهمت الميليشيات قيادة كردستان العراق بالتواطؤ في العملية، كما سبق أن اتهمتها بالتعاون في عملية قتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ورئيس أركان هيئة الحشد أبومهدي المهندس في غارة أميركية قرب مطار بغداد الدولي مطلع العام الماضي.

سفين دزيي: لا إجراءات عملية تُتّخذ ضد منفذي الهجمات حتى لو كانوا معروفين
سفين دزيي: لا إجراءات عملية تُتّخذ ضد منفذي الهجمات حتى لو كانوا معروفين

ودعا دزيي الحكومة العراقية إلى اتّخاذ المزيد من الخطوات ضد هجمات الميليشيات، قائلا إنّ بغداد “لم تتخذ في السابق أي خطوة تجاه القوى التي وقفت خلف تلك الهجمات رغم كون تلك الجهات معروفة”.

كما انتقد مسؤول دائرة العلاقات الخارجية لإقليم كردستان العراق ضمنا المواقف اللفظية لواشنطن والتحالف الدولي ضدّ داعش بقيادة الولايات المتّحدة من هجمات الميليشيات، قائلا “الموقف الأميركي الآن وفي الماضي كان عبارة عن التعبير عن القلق والانزعاج من تلك الحوادث”، مستدركا بالإشارة إلى وجود إمكانية للردّ العملي على الهجمات بالقول “لقد ردوا (الأميركيون) على تلك الاعتداءات في وقتها ومكانها وقد رأينا كيف هاجموا عددا من المواقع القريبة من سوريا الأسبوع الماضي”.

وحسب دزيي فإنّ إقليم كردستان العراق يتوقع المزيد من المجتمع الدولي ومن الحكومة الاتحادية العراقية في مجال اتخاذ خطوات فعلية “فقد وقعت في السابق حوادث عديدة مشابهة نفذت باستخدام صواريخ أو طائرات مسيّرة استهدفت مطار أربيل الدولي وتم تشكيل لجان مشتركة، لكن نتائج تحقيقات هذه اللجان لم تأت بثمار. بل حتى في حال توفر معلومات عن الذين يقفون خلف تلك الهجمات لم تُتخذ أي خطوة ضدهم في حين أن منفذي الهجمات كانوا معروفين بالتحديد، لكن للأسف لم تتخذ الحكومة الاتحادية العراقية أي خطوات جادة تجاههم”.

ورأى دزيي أن التحالف الدولي ضد داعش ومن ضمنه القوات الأميركية يتمتّع بتقدم تكنولوجي كبير و”يستطيع أداء مهامه في حماية المنطقة وخاصة إقليم كردستان”.

وتأخذ حكومة إقليم كردستان العراق تهديدات الميليشيات على محمل الجدّ، وقد نفت في وقت سابق أن تكون الطائرات الأميركية التي قصفت مؤخّرا قوات الحشد الشعبي على الحدود العراقية السورية قد انطلقت من أراضي الإقليم. وجاء ذلك ردّا على قول أحمد المكصوصي القيادي في ميليشيا كتائب سيد الشهداء إنّ تلك الطائرات انطلقت من القاعدة الأميركية الموجودة في مطار أربيل.

واعتبرت حكومة الإقليم على لسان المتحدّث باسمها جوتيار عادل أنّ “ما زعمه المكصوصي له دلالات سيئة جدا.. وأن أي هجمات محتملة يمكن أن تطال أربيل هي من أفعال الجهات التي ينتمي إليها”.

وسبق للفصائل الشيعية المسلحة ومن بينها كتائب حزب الله العراقي أن هددت باستهداف القوات والمصالح الأميركية في جميع أنحاء العراق في حال لم تنسحب امتثالا لقرار البرلمان بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي في البلاد.

وتمّ خلال الأسبوع الجاري استهداف المصالح الأميركية في بغداد وأربيل والأنبار وتم أحدث هجوم صباح الخميس حيث استُهدفت المنطقة الخضراء وسط العاصمة العراقية حيث مقرّ السفارة الأميركية بثلاثة صواريخ كاتيوشا حسب بيان لوزارة الدفاع العراقية.

اقرأ ايضاً: القضاء العراقي: أربيل غير متعاونة في تسليم المطلوبين

3