إيني تقود مشاريع الهيدروجين الأخضر في مصر والجزائر

إبرام 3 اتفاقيات لاستكشاف فرص تطوير قطاع إنتاج الوقود البيئي.
الجمعة 2021/07/09
دعم الطاقة المستدامة لمكافحة التغيّر المناخي

عزّزت مصر والجزائر خطط التعاون الصناعي في مجال اقتصاد الهيدروجين الأخضر بتوقيع اتفاقيات مع عملاق الطاقة الإيطالي إيني بهدف قيادة جهود تطوير مشاريع هذا القطاع في البلدين، في ظل الرهان على مكافحة التغيّر المناخي ودعم استخراج الطاقة من المصادر المستدامة.

القاهرة/الجزائر – تقدمت مجموعة الطاقة الإيطالية إيني خطوة أخرى في برنامج إنتاج الوقود البيئي عبر إبرام 3 اتفاقيات مع شركتين مصريتين تعملان في قطاعي الكهرباء والغاز وشركة سوناطراك الجزائرية لاستكشاف الفرص في مجال تطوير اقتصاد الهيدروجين وهو ما من شأنه توسيع قواعد الشراكة وتنمية فرص الاستثمار في هذا المجال الواعد.

ويأتي التحرك في الوقت الذي تسرع فيه إيني وتيرة عملية إصلاح شاملة دشنتها العام الماضي مع تحولها صوب الموارد المتجددة وتقليص إنتاجها من النفط والغاز.

وتثير هذه الآفاق الواعدة رغم كلفتها الباهظة اهتماما كبيرا من قبل بلدان شمال أفريقيا التي أضاعت فرصة تطوير مكونات الطاقة الشمسية خلال سنوات خلت.

ويكمن الهدف في التحكم بكامل السلسلة أو بجزء منها على الأقل. ويمكن الحصول على الهيدروجين الأخضر عبر التحليل الكهربائي للماء مع الطاقة المتجددة، وهو يستلزم تطوير الطلب وأيضا البنى التحتية الخاصة بالنقل.

وذكرت إيني في بيان الخميس أنها وقعت اتفاقا مع الشركة القابضة لكهرباء مصر والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) المملوكتين للدولة لتقييم جدوى إنتاج الهيدروجين في مصر.

ومن المقرر أن تجري المجموعات دراسة في مشروعات مشتركة لإنتاج كل من الهيدروجين الأخضر، باستخدام الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة، والهيدروجين الأزرق، من خلال تخزين ثاني أكسيد الكربون.

الشركة القابضة لكهرباء مصر وشركة إيجاس وسوناطراك الجزائرية تعقد شراكات مع إيني لإنتاج الهيدروجين

وستحلل المراجعة أيضا الاستهلاك المحلي المحتمل للهيدروجين وفرص التصدير، ما يعني عوائد مرتقبة لمصر مستقبلا ترفد بها خزينة الدولة.

وتتطلع إيني كذلك لإنتاج الهيدروجين الأخضر في الجزائر مع سوناطراك المملوكة للدولة، وذلك في الوقت الذي تتحرك فيه مجموعتا الطاقة لخفض الانبعاثات الكربونية.

وفي اجتماع في العاصمة الجزائرية الأربعاء الماضي، قالت الشركتان إنهما تخططان للبناء على اتفاق وُقع في مارس الماضي وتعزيز التعاون التكنولوجي مع التركيز على الهيدروجين.

وأشارت إيني في بيان إلى أنه “جرى رسم خارطة طريق للتقييم المشترك للجدوى التكنولوجية والتجارية لمشروع تجريبي لإنتاج الهيدروجين باستخدام الكهرباء المولدة من مصادر متجددة (الطاقة الشمسية والرياح)”.

وأوضحت المجموعة الإيطالية أنه من أجل الحفاظ على إمدادات المياه الجزائرية، فإنه سيجري دراسة فكرة استخدام المياه المنتجة من حقول النفط في عملية التحليل الكهربائي التي ينطوي عليها إنتاج الهيدروجين. ولإيني، وهي أكبر شركة أجنبية في الجزائر، حقوق إنتاج في الجزائر قدرها 90 ألف برميل من المكافئ النفطي يوميا.

ويبدي المسؤولون الجزائريون تفاؤلا بانعكاس استغلال الهيدروجين إيجابا على النسيج الصناعي الوطني لبلوغ نسبة إدماج تربو بأكثر من 80 في المئة عام 2030 مقارنة بالراهن.

ولم تكشف المجموعة الإيطالية عن حجم الاستثمارات التي تنوي ضخها في مصر والجزائر، لكن يتوقع أن تكون بمليارات الدولارات وسيكون تنفيذ المشروعات المقترحة سريعا على الأرجح للاستفادة من العوائد التي ستجنيها من وراء ذلك.

Thumbnail

ويقول خبراء إن الاتفاقيات تعزز أسس التعاون في مجال الطاقة منخفضة الكربون والابتكار من خلال تركيزها على فرص النمو والتطور في مجال الهيدروجين والتي تمتلك آفاقا رحبة للنمو والتطور ضمن جهود تنويع مزيج الطاقة العالمي.

كما أنها تسهم في بناء المزيد من الشراكات وتعزيز التعاون والاستفادة من الفرص التي تسهم في تعزيز التعاون الصناعي في مجالي التكنولوجيا المتقدمة والاستدامة.

ورغم تلك الطموحات لكن البعض يرى أن ثمة تحديات أمام البلدين للتوجه نحو إنتاج الهيدروجين وتتعلق بالأساس بمشاريع الطاقات المتجددة وتوفير كميات كبيرة من الماء والتحكم في تكنولوجيات نقل الهيدروجين عبر أنابيب الغاز وتحديد التكاليف.

ومع ذلك، في حال حققت هذه الاندفاعة العالمية مبتغاها، قد يسهم الهيدروجين في قلب خارطة الطاقة العالمية. وقد سُجلت في السنوات الماضية تفاهمات وخلط للأوراق في هذا الإطار في العديد من مناطق العالم ولاسميا في منطقة شمال أفريقيا.

وعقدت ألمانيا شراكات مع المغرب لتطوير إنتاج الهيدروجين المتأتي من الطاقة الشمسية، حيث يستهدف مشروعا غرين سبايدر وغرين فلامينغو شق طرق بحرية للهيدروجين وأنابيب غاز لربط إسبانيا والبرتغال بشمال أوروبا.

كما أبرمت تونس في ديسمبر الماضي اتفاقية مع الحكومة الألمانية تهدف إلى تطوير قطاع إنتاج الهيدروجين الأخضر من خلال إنشاء تحالف مشترك يقوم بتنفيذ المشاريع.

وكانت كل من السعودية وسلطنة عمان والكويت والإمارات قد جنحت خلال الفترة الأخيرة إلى تطوير مشاريع الهيدروجين الأخضر ضمن استراتيجية موسعة الهدف منها إحلال البصمة الكربونية في إمدادات الطاقة في المستقبل.

10