لقاحات كورونا أقل فاعلية ضد سلالة "بيتا"

أظهرت أبحاث جديدة أن فايروس كورونا يمكنه تطوير قدرته على العدوى عدة مرات معتمدا على العديد من الحيل لزيادة الانتشار وتحسين طرق اختراق الخلايا البشرية، ما دفع بعض العلماء إلى اختبار مدى قدرة التطعيم على محاصرة الفايروس في مسار تطوره المختلف.
لندن- كشفت دراسة جديدة على البروتين الشائك لـ“سارس – كوف – 2”، وهو الفايروس المسبب لكوفيد – 19 أن اللقاحات الحالية قد تكون أقل فعالية مما يعتقد ضد متغير بيتا الذي تم اكتشافه لأول مرة في جنوب أفريقيا.
ويشكل بروتين “سبايك” النتوءات الشوكية المحيطة بالفايروس التي تلعب دوراً أساسياً في قدرته على اختراق الخلايا وإصابتها بالعدوى.
وتتواجد النتوءات الشوكية التي تعرف أيضا باسم “السنبلة” على سطح الفايروس، وهي الوسيلة الرئيسية للفايروس للتعرف على الخلايا التي يمكن أن يصيبها بالعدوى كما تساعده على اختراقها، لذلك يتم توجيه جميع اللقاحات الحالية ضدها.
واستخدمت الدراسة التي نُشرت في مجلة “ساينس” في الرابع والعشرين من يونيو الجاري الفحص المجهري الإلكتروني المبرد (cryo-EM) لمقارنة بروتين سبايك الموجود في الفايروس الأصلي الذي اكتشف في الصين في عام 2019 مع متغير بيتا، وتم التعرف على متغير ألفا لأول مرة في المملكة المتحدة.
وجدير بالذكر أن الفحص المجهري الإلكتروني المبرد هو تقنية ثلاثية الأبعاد تستخدم لتحديد الشكل ثلاثي الأبعاد لعمل البروتينات.
وتشير نتائج الدراسة التي قادها باحثون في مستشفى بوسطن للأطفال في الولايات المتحدة إلى أن الطفرات في متغير بيتا والمعروف أيضًا باسم B.1.351، تغير شكل سطح السنبلة في مواقع معينة. ونتيجة لذلك فإن الأجسام المضادة المُبطلة لعمل الفايروس التي تُحدِثها اللقاحات الحالية تكون أقل قدرة على الارتباط بسلالة بيتا، مما قد يسمح لها بالتهرب من جهاز المناعة حتى عندما يتم تطعيم الأشخاص بجرعتين من اللقاحات الحالية.

دراسات سابقة أظهرت فعالية محدودة للقاح أكسفورد – أسترازينيكا في مواجهة متغير بيتا
وتتحوّر كل الفايروسات باستمرار، وتجعل بعض هذه التغييرات الفايروسات أفضل في إصابة الخلايا أو التكاثر، ولكن يتمتع بعضها بتأثير ضئيل أو حتى ضار على الفايروس.
وقال بينغ تشن الباحث في قسم الطب الجزيئي في مستشفى بوسطن للأطفال “إن الطفرات تجعل الأجسام المضادة التي يحفزها اللقاح الحالي أقل فعالية”. وأضاف “متغيّر بيتا مقاوم إلى حد ما للقاحات الحالية، ونعتقد أن المعزز بالتسلسل الجيني الجديد يمكن أن يكون مفيدًا للحماية من هذا البديل”.
ووجد الباحثون أيضًا أن الطفرات في متغير بيتا أقل قدرة على التفاعل مع مستقبل سطح الخلية ACE2، مما يشير إلى أن هذا المتغير أقل قابلية للعدوى من متغير ألفا، وهو أول جنس من متغيرات كورونا.
وأكدت الدراسة أنه بالنسبة إلى متغير ألفا (B.1.1.7) فإن التغيير الجيني في “السنبلة” يساعد الفايروس على الارتباط بشكل أفضل بمستقبل سطح الخلية مما يجعله أكثر عدوى. ومع ذلك تشير الاختبارات إلى أن الأجسام المضادة التي تنتجها اللقاحات الحالية لا تزال قادرة على تحييد هذا البديل، وفقًا للباحثين.
وكانت دراسات سابقة قد أظهرت فعالية محدودة للقاح أكسفورد – أسترازينيكا في مواجهة متغير بيتا الذي اكتشف للمرة الأولى في جنوب أفريقيا وانتشر منها إلى العديد من الدول.
وأثأر ظهور السلالات الجديدة للفايروس الكثير من القلق من أن مناعة الأشخاص الملقحين قد لا تكون كافية. وحذرت منظمة الصحة العالمية هذا الشهر من أن دلتا أصبحت السلالة الأكثر انتشارا في العالم بقدرتها الكبيرة على نقل العدوى.
ومع ذلك قال الباحثون الذين أشرفوا على الدراسة إن متغيرات ألفا وبيتا ليست الأكثر خطورة أو مقاومة للأجسام المضادة المحيدة للفايروس التي تنتجها اللقاحات. وأضافوا “تشير بياناتنا إلى أن المجموعة الأكثر إشكالية لمثل هذه الطفرات ليست موجودة بعد في المتغيرات الحالية التي تم فحصها”.
ويقوم فريق البحث حاليا بتحليل هياكل المتغيرات الأخرى المثيرة للقلق، بما في ذلك متغير دلتا (B.1.617.2) الذي تم اكتشافه لأول مرة في الهند.
وأعرب الكثير من الخبراء في المجال الصحي عن قلقهم من أن اللقاحات لن تكون فعالة مع المتحورات الجديدة لفايروس كورونا.
وكشفت دراسة جديدة أن الاستجابة المناعية بعد الإصابة بفايروس كورونا تختلف وقد لا تكون كافية لمحاربة سلالات كورونا ألفا (التي ظهرت لأول مرة في بريطانيا)، وبيتا (السلالة التي تم اكتشافها في جنوب أفريقيا).
بروتين “سبايك” يشكل النتوءات الشوكية المحيطة بالفايروس التي تلعب دوراً أساسياً في قدرته على اختراق الخلايا وإصابتها بالعدوى
ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين أفرزوا بصمة استجابة مناعية ضعيفة حصلوا عليها بعد شهر أوستة أشهر من الإصابة، فشلوا في إظهار أي أجسام مضادة ضد متغير ألفا، مع عدم وجود أي أجسام مضادة معادلة ضد متغير بيتا.
وقادت جامعة أكسفورد الدراسة بالتعاون مع جامعات ليفربول وشيفيلد ونيوكاسل وبرمنغهام، وأشارت نتائج الدراسة إلى أن العدوى سواء كانت مصحوبة بأعراض أو دونها، فإنها لا تحمي بالضرورة الأشخاص على المدى الطويل من كورونا، خاصة ضد المتغيرات الجديدة المثيرة للقلق.
وقالت كريستينا دولد الباحثة فى جامعة أكسفورد “دراستنا هي واحدة من أكثر الدراسات شمولاً للاستجابة المناعية لفايروس كورونا وتم إجراؤها على الأشخاص الذين يعانون من الأعراض وغير المصحوبين بأعراض”. وأضافت “من المهم جدًا أن نحصل جميعًا على لقاح كورونا حتى لو كنت تعتقد أنك قد أصبت سابقًا بكورونا”.