بريطانيا تختبر لقاحا ضد الطفرة الجنوب أفريقية

لندن- أعلنت جامعة أكسفورد الأحد أنها بدأت بحقن متطوعين بلقاح تم تطويره بالتعاون مع أسترازينيكا ضد المتحورة بيتا التي ظهرت لأول مرة في جنوب أفريقيا، في إطار تجارب سريرية لقياس فعاليته.
وذكرت في بيان أن نحو 2250 مشاركاً سيتم الاستعانة بهم في المملكة المتحدة وجنوب أفريقيا والبرازيل وبولندا ضمن المرحلتين الثانية والثالثة لهذه التجارب السريرية على البشر. ويستخدم اللقاح المرشح تقنية “الفايروس الغدي” المستخدمة حالياً ضد كوفيد – 19 في سائر أنحاء العالم.
وقال البروفيسور أندرو بولارد مدير مجموعة أكسفورد للقاحات “يعد اختبار الجرعات المعززة من اللقاحات واللقاحات الحالية ضد النسخ المتحورة الجديدة أمراً مهماً لنكون قدر الإمكان مستعدين بشكل جيد لمواجهة وباء كوفيد – 19 إذا تبين أن استخدامها كان ضرورياً”.
ومن المتوقع صدور البيانات المؤقتة لهذه التجارب السريرية في وقت لاحق هذا العام وسيتم تقديمها إلى الهيئة الناظمة لتقييمها في إطار عملية سريعة، بحسب البيان.
وفي مايو بدأت الحكومة البريطانية تجارب سريرية وصفت بأنها الأولى في العالم على الاستجابة المناعية بعد أخذ جرعة ثالثة من لقاح مضاد لكوفيد – 19 في إطار حملة جرعة داعمة في المملكة المتحدة التي تشهد ارتفاعاً حاداً في عدد الإصابات بالمتحورة دلتا التي ظهرت في الهند.
وباتت متحوّرة دلتا التي رصدت أول مرة في الهند في أبريل منتشرة في 85 بلدا على الأقل، بحسب منظمة الصحة العالمية، ما يزيد المخاوف من موجات جديدة من الوباء الذي أودى بأربعة ملايين شخص حتى الآن رغم حملات التطعيم.
وكانت البرتغال أول دولة في الاتحاد الأوروبي تعلن بأن المتحوّرة باتت منتشرة في أوساط سكانها. كما تنتشر دلتا في بريطانيا وجنوب أفريقيا، فيما تنسب إليها حاليا ما بين 9 و10 في المئة من إصابات كوفيد – 19 المسجّلة في فرنسا.
وأعلنت روسيا المتضررة بشدّة جرّاء دلتا عن 20538 إصابة جديدة الأحد، بعد يوم من تسجيلها حصيلة قياسية للإصابات منذ يناير. وارتفع معدّل انتقال العدوى بنسبة 25 في المئة الأسبوع الماضي مقارنة بالأسبوع السابق، فيما ارتفعت حصيلة الوفيات المسجّلة رسميا بنسبة 33 في المئة.
أما في أستراليا، فبعدما صدرت أوامر الجمعة بإغلاق أربعة أحياء وسط سيدني، قررت السلطات توسيع رقعة الإغلاق السبت ليشمل أنحاء كبرى المدن الأسترالية والتي تعد خمسة ملايين نسمة لمدة أسبوعين.
وقال كريس كريكيتوس (32 عاما) والذي يعمل في مخبز وسط سيدني “لدينا شعور اليوم وكأننا تلقينا ركلة جديدة بينما كنا نستفيق ببطء”. وتأكدت إصابة أكثر من 110 أشخاص بالفايروس هذا الأسبوع في البلد الذي سيطر على تفشي الوباء بشكل جيّد نسبيا حتى الآن.
وقالت رئيسة وزراء ولاية نيو ساوث ويلز غلاديس بريجيكليان “نظرا إلى مدى عدوى هذه المتحورة من الفايروس، فإننا نتوقع أنه من المرجح أن تزيد أعداد الإصابات في الأيام القليلة المقبلة بما يتجاوز ما رأيناه اليوم”.
وبينما كانت أستراليا من بين البلدان التي تمكّنت من احتواء الوباء بشكل جيّد مع تسجيلها 910 وفيات فقط في أوساط سكانها البالغ عددهم 25 مليونا، تواجه الحكومة انتقادات حاليا على خلفية بطء حملة التطعيم، إذ تم إعطاء نحو 7.2 مليون جرعة فقط من اللقاحات، فيما لم تحصل إلا نسبة ضئيلة من هؤلاء على الجرعتين. وعلى إثر ذلك أعلنت نيوزيلندا السبت تعليق “الفقاعة الجوية” التي تسمح بالسفر جوا بدون حجر مع أستراليا وذلك لمدة ثلاثة أيام.
وقال الوزير المكلف بمكافحة كوفيد – 19 في نيوزيلندا كريس هيبكينز إن تعليق “الفقاعة الجوية” سيمنح المسؤولين وقتا للنظر في تدابير “لجعلها أكثر أمانا، مثل فحوص قبل مغادرة الرحلات الجوية” بين البلدين.
في ظل الزيادة “الخطيرة والمقلقة” في انتقال العدوى بالمتحوّرة، فرضت بنغلاديش إغلاقا جديدا مشددا اعتبارا من الاثنين. كما أعلنت تايلاند عن قيود جديدة بدأ تطبيقها الاثنين ولمدة شهر في بانكوك وضواحيها لمواجهة موجة إصابات جديدة تشمل إغلاق المطاعم ومواقع البناء. وفي البرتغال تمثّل الإصابات بالمتحوّرة دلتا أكثر من 51 في المئة من الحالات الجديدة وأكثر من 70 في المئة من تلك المسجّلة في منطقة لشبونة.