خلافات تعصف بالائتلاف السوري المعارض

دمشق- يواجه الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة انقسامات على خلفية ارتهان قيادته للأجندة التركية، وسط ترجيحات بانشقاقات قد تعصف بالائتلاف المعارض في حال استمر الوضع الراهن.
وانتقدت الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي رئيس الائتلاف السوري نصر الحريري الذي كان دعا في وقت سابق تركيا إلى التدخل العسكري ضد قوات سوريا الديمقراطية التي تعرف اختصارا بـ”قسد”.
وقال المجلس الوطني الكردي، وهو أحد مكونات الائتلاف، في بيان نشره الأحد “إن دعوة رئيس الائتلاف نصر الحريري للرئاسة التركية بالتدخل العسكري في مناطق أخرى من سوريا هي استباحة لسيادة الدولة السورية وتجاوز لمبادئ الثورة السورية وقيمها، وتسيء إلى العلاقات بين مكونات الائتلاف نفسه”.
وأشار البيان إلى أن هذه الدعوة تتعارض مع أهداف الائتلاف الذي يعمل من أجل تحقيق الحرية للشعب السوري والحفاظ على استقراره وكرامته في دولة حرة ديمقراطية ذات سيادة.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية على مناطق واسعة في شمال وشرق البلاد تضم كلا من محافظة الحسكة وأجزاء مهمة من محافظات حلب والرقة ودير الزور، وتحظى هذه القوات بمؤازرة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة للدور الذي لعبته في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية.
وترى تركيا في هذه القوات تهديدا لأمنها القومي على اعتبار أن وحدات حماية الشعب الكردية الفصيل المسلح للاتحاد الديمقراطي تشكل عموده الفقري.
وتتهم تركيا الوحدات بأنها امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي تشن أنقرة ضده حملة عسكرية عنيفة في شمال العراق.
ولطالما راهنت أنقرة على اللعب على تناقضات المشهد الكردي والتنافس الجاري بين الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني لضرب المشروع الكردي في شمال شرق سوريا.
ويشكل الموقف المستجد للمجلس الوطني رفضا للانسياق خلف الخطط التركية، لأنه يدرك أن ذلك قد ينتهي به إلى حرج كبير أمام الشعب الكردي داخل سوريا وخارجها، في ظل قناعته بأن جل التركيز التركي هو استئصال الأكراد من المنطقة.
واعتبر المجلس الوطني الكردي، وهو عبارة عن تحالف لمجموعة أحزاب وشخصيات كردية، أن تصريحات الحريري بشأن دعم التدخل التركي في مناطق “قسد” تعبر عن رأيه الشخصي ولا تعبر عن الائتلاف بالكامل.
وكان رئيس الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة دعا تركيا في تصريحات نشرتها وكالة “الأناضول” إلى تدخل عسكري دولي لإخراج قوات سوريا الديمقراطية من مدينتي منبج وتل رفعت وبقية المناطق السورية على خلفية قصف استهدف مستشفى الشفاء في عفرين كان مصدره تل رفعت التي تسيطر عليها “قسد”.
ومعروف عن الحريري ولاؤه الشديد لتركيا التي يقيم فيها في معظم الأوقات، ويرى مراقبون أن تصريحاته تكرس حقيقة انحراف الائتلاف المعارض عن الأهداف الأساسية التي تم تشكيله من أجلها وهي مواجهة النظام السوري.
ويلفت المراقبون إلى أن الائتلاف تحول في السنوات الأخيرة إلى إحدى أدوات تركيا حيث يأتمر بأوامرها ويشرعن تدخلاتها.