مهمة صعبة لألمانيا أمام فرنسا في كأس أوروبا

سيستقبل أليانز أرينا مباراة من العيار الثقيل حين يلتقي منتخب ألمانيا بنظيره الفرنسي ضمن فعاليات الجولة الأولى من مسابقة كأس أمم أوروبا، اليوم الثلاثاء. وسيكون اللقاء من العيار الثقيل حيث سيجمع بين إثنين من كبار قارة أوروبا، من أجل خطف النقاط الثلاث وتزعم صدارة جدول ترتيب المجموعة منذ البداية، وتضم المجموعة رفقة منتخب ألمانيا وفرنسا كلا من البرتغال والمجر.
ميونخ (ألمانيا)- سيفتتح منتخب فرنسا بطل العالم 2018 حملته في كأس أوروبا 2020 لكرة القدم الثلاثاء بلقاء من العيار الثقيل أمام مضيفه الألماني الساعي لإعادة اكتشاف نفسه واستعادة مكانته العالمية في ظل العديد من الأسئلة والشكوك على خلفية نتائجه السيئة في الأعوام الثلاثة الماضية.
أرقام قياسية نصب عيني رونالدو
نجم يوفنتوس كريستيانو رونالدو يستعد لأن يصبح أوّل لاعب يخوض على الأقل مباراة واحدة في خمسة نهائيات مختلفة. |
لشبونة- يأمل كريستيانو رونالدو أيقونة البرتغال أن يحقق ثلاثة أهداف وضعها نصب عينيه: مساعدة بلاده للاحتفاظ باللقب القاري وتحطيم أرقام قياسية جديدة وإطلاق حملته نحو الفوز بكرة ذهبية سادسة. وقدّم رونالدو أفضل مستوياته القارية أمام المجر ذاتها قبل خمسة أعوام، وحجزت البرتغال بتعادلها الثالث تواليا بطاقة التأهل إلى دور الثمانية في طريقها للفوز باللقب.
وقد وجدت البرتغال في قائدها، بعدما تأخرت ثلاث مرات في مبارياتها الثلاث خلال الدور الأوّل وكادت تُقصى، الملهم للعودة في كل مباراة واحتلال المركز الثالث ضمن مجموعتها خلف المجر وإيسلندا. وبات رونالدو أمام المجر أوّل لاعب في التاريخ يسجل في أربعة نهائيات قارية مختلفة، ليعود ويسجل هدفه التاسع في النهائيات أمام ويلز في نصف النهائي، معادلا الرقم القياسي للبطولة القارية والمسجل باسم ميشال بلاتيني، ولكن الأخير حققه في بطولة واحدة.
ورغم موسمه المخيب مع السيدة العجوز، الذي جرّده إنتر من لقبه بطلا للدوري الإيطالي في المواسم التسعة الماضية، واكتفائه بإحراز الكأس المحلية خرج رونالدو وفي جعبته لقب أفضل هداف في الـ”سيري أ” بـ29 هدفا. ويأمل “الدون” أن تكون البطولة القارية منصة انطلاق لإحراز الكرة الذهبية، الغائبة عن خزائنه منذ عام 2017، للمرة السادسة في مسيرته ومعادلة رقم غريمه الأبدي الأرجنتيني ليونيل ميسي.ويستعد نجم يوفنتوس لأن يصبح أوّل لاعب يخوض على الأقل مباراة واحدة في خمسة نهائيات مختلفة، علما أن الحارس الإسباني إيكر كاسياس خاض نفس عدد البطولات القارية ولكن دون أن يلعب في جميعها. ومع 104 أهداف في 175 مباراة دولية يلهث النجم البرتغالي خلف الرقم القياسي لعدد الأهداف الدولية بحوزة الإيراني علي دائي منذ عام 2006 (109 أهداف).
كما يريد أن يكون على قدر الآمال لقيادة بلاده إلى تتويج ثان تواليا ولقب دولي ثالث بعد إحراز مسابقة الأمم الأوروبية في نسختها الأولى عام 2019، قبل أن تجرّد فرنسا البرتغال من اللقب في النسخة الثانية.
ويتوجه مدرب الديوك ديدييه ديشامب إلى مدينة ميونخ الألمانية لخوض منافسات المجموعة السادسة أو “مجموعة الموت” التي تجمعه أيضاً مع البرتغال حاملة اللقب والمجر، وذلك على وقع احتدام الخلاف بين المهاجمين المخضرم أوليفييه جيرو والشاب كيليان مبابي، لكن في لباس المنتخب المرشح للفوز باللقب القاري، فيما يجر المانشافت خلفه خيبات الأمل ويعاني من الضغوط.
وبعد 15 عاما على دكة المدربين دقت ساعة الرحيل بالنسبة إلى المدرب الألماني يواخيم لوف الذي سيتخلى عن مهامه رسميا إثر نهاية البطولة القارية، وهو يحاول أن يعيد لاعبيه إلى عقلية 2014 عندما تضافرت الجهود للفوز بمونديال البرازيل.
وعلى عكس منافس اليوم تريد فرنسا أن تنسى ذكريات المونديال البرازيلي حيث خرجت من الدور ربع النهائي أمام المانشافت. ويخوض المنتخب الفرنسي اللقاء بعدما ارتفعت وتيرة التوتر في صفوفه عقب التصريحات الّتي أدلى بها جيرو، صاحب الهدفين في ودية بلغاريا إثر دخوله إلى أرض الملعب من على دكة البدلاء وساهم في الفوز بنتيجة 3 – 0، منتقدا عدم حصوله على الكثير من الكرات، وقد أشار بأصابع الاتهام إلى مبابي غير المتعاون حسب رأيه.
المرور من الجحيم
ستخوض ألمانيا بعد أربعة أيام من مواجهة فرنسا لقاء صعبا أمام حاملة اللقب البرتغال، قبل أن تختتم مشوارها في دور المجموعات أمام المجر. ويأمل لوف (61 عاما) في أن ينهي مسيرته مع المانشافت على وقع التتويج بلقب قاري رابع وأن يُنسي عشاق الكرة الألمانية خيبات الأعوام الثلاثة الماضية ويعيد تلميع سمعته التي خسرها بعد الفشل الذريع الذي رافق المنتخب في مونديال روسيا 2018 وخروجه من الدور الأوّل.
وبعد ثلاثة أعوام من مأساة روسيا يأمل المدرب الألماني في أن يكون دفاعه المتزعزع على قدر الآمال للحدّ من النجاعة الهجومية الفرنسية والوفرة في صفوف خط الهجوم حيث بإمكانه الاعتماد، من بين كُثر، على الثلاثي مبابي وغريزمان وكريم بنزيمة العائد إلى “الديوك” بعد غياب دام خمسة أعوام ونصف العام بعدما قرر ديشامب إبعاده.
وتتسلح ألمانيا بسجلها المثقل بالإنجازات، حيث تشير الأرقام إلى أنها تأهلت إلى الدور نصف النهائي في جميع البطولات المهمة منذ مونديال 2006 حتى أوروبا 2016، قبل أن تلامس الحضيض في الأعوام الثلاثة الماضية.
وبعد مأساة مونديال روسيا 2018 تذيل المنتخب الألماني مجموعته في دوري الأمم الأوروبي موسم 2018 – 2019، وتلقى خسارة تاريخية أمام إسبانيا (6 – 0) في نوفمبر الماضي وصفعة جديدة على أرضه أمام مقدونيا الشمالية المتواضعة بنتيجة 1 – 2 في مارس 2021 ضمن تصفيات قارة أوروبا المؤهلة إلى مونديال 2022.
البرتغال والدفاع عن اللقب
يستهل منتخب البرتغال حملة الدفاع عن لقبه بطلا لكأس أوروبا 2016 بحلوله ضيفا على المجر في بودابست على ملعب “بوشكاس أرينا” الذي يتسع لـ68 ألف متفرج، تحت هالة نجمه كريستيانو رونالدو ضمن سعيه للخروج حيا من “مجموعة الموت”.
وستكون النقاط الثلاث أمام المجر، في حال الفوز، ورقة مهمة بيد رجال المدرب البرتغالي فرناندو سانتوس قبل رحلة إلى ميونخ محفوفة بالمخاطر لمواجهة ألمانيا في الـ19 من الشهر الحالي، ثم العودة مجددا إلى العاصمة المجرية للقاء فرنسا في الـ23 من الشهر نفسه في مباراة ثأرية لنهائي عام 2016، حيث خسرت الدولة المضيفة بنتيجة 0 – 1 بعد تمديد الوقت، إثر هدف سجله إيدر في مباراة خرج منها رونالدو باكيا بعد إصابته في مطلعها.
ومن أجل أن تحقق البرتغال ثنائية قارية متتالية لم تسبقها إليها سوى إسبانيا عامي 2008 و2012 يتوجب عليها بداية أن تتخطى دور المجموعات. وتملك البرتغال الأفضلية على صاحبة الأرض المجر، فخلال 13 مواجهة بينهما فاز برازيليو أوروبا في 9 مباريات وتعادلوا في أربع.
وتعود المواجهة الأخيرة بين المنتخبين إلى عام 2017 حيث فازت البرتغال بهدف أندري سيلفا في الشوط الثاني.
وبين يدي المدرب سانتوس كوكبة من النجوم والمواهب الشابة، مع ثنائي سيتي روبن دياش وبرناردو سيلفا، إلى جانب كل من فرنانديش ومهاجمي ليفربول دييغو جوتا وأتلتيكو مدريد الإسباني جواو فيليكس.
لوف يأمل في أن ينهي مسيرته على وقع التتويج بلقب قاري رابع وأن يُنسي الكرة الألمانية خيبات الأعوام الماضية
وستفتقد المجر، بقيادة المدرب الإيطالي ماركو روسي، إلى جهود سوبوسلاي الذي لعب دورا بارزا في تأهلها إلى نهائيات البطولة القارية الحالية، في حين سيكون أدم سالاي المفتاح في حال أرادت التأهل للدور ربع النهائي وقلب الطاولة على منافسيها في “مجموعة الموت”.
وشاركت المجر مطلع إنشاء البطولة مرتين، فحلت ثالثة في 1964 ورابعة في 1972. وانقطعت عن المشاركة لفترة طويلة، وعادت بعد طول غياب في 2016.