تحمّس إيراني للحوار مع السعودية يستبق نتائجه العملية

طهران - شرعت إيران في التسويق لحوار ناجح مع المملكة العربية السعودية، رغم تأكيد عدّة مصادر أنّ المحادثات بين الجانبين لم تتجاوز طور الاستطلاع وجس النبض، وأنّ الرياض لا تزال على حذرها ورغبتها في ربط أي تغيّر في العلاقة مع طهران بتغيّر ملموس في سياسات الأخيرة ومواقفها، وهو ما لم يحدث إلى حدّ الآن.
وتهدف إيران من الحوار مع السعودية إلى تحييد غريمتها الكبرى عن الصراع الذي تخوضه طهران على عدّة جبهات ومع أكثر من طرف، بينما تتطلّع المملكة إلى نتائج جادّة تقود إلى تخفيف وطأة التوتّرات التي تسبّبها السياسات الإيرانية في المنطقة وتنعكس سلبا على أمن واستقرار بلدانها.
وأعلنت الخارجية الإيرانية الإثنين أن المحادثات بين طهران والرياض مستمرة وتتم في أجواء مناسبة. وقال المتحدث باسم الوزارة سعيد خطيب زادة في مؤتمره الصحافي الأسبوعي إنّ بلاده “تأمل في التوصل لتفاهم مع السعودية”، مضيفا “نأمل أن تنتهي المحادثات بنجاح”.
كما كشف زادة عن توصّل البلدين إلى اتفاق أوّلي بشأن موسم الحج المقبل.
وأقرّت السعودية مؤخرا ببدء حوار مع إيران بهدف استكشاف مزاج غريمتها الألدّ في المنطقة. ووصف وزير الخارجيّة السعودي الأمير فيصل بن فرحان المحادثات مع الطرف الإيراني بالاستكشافيّة، موضّحا “أنّها في بدايتها”.
والمناقشات التي بدأت أوائل أبريل الماضي بتسهيل من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بقيت سرّية إلى أن ذكرت صحيفة فايننشال تايمز أنّ اجتماعا أوّل عُقِد في بغداد. وأكّدت الحكومة الإيرانية ذلك لاحقا، كما أقّر الرئيس العراقي برهم صالح باحتضان بلاده جولات من هذه المناقشات.
وقال الأمير فيصل “نأمل أن يرى الإيرانيّون أنّ من مصلحتهم العمل مع جيرانهم بطريقة إيجابية تؤدّي إلى الأمن والاستقرار والازدهار”، مضيفا “إذا استطاعوا أن يروا أنّ ذلك في مصلحتهم، يمكن أن يكون لديّ أمل”، ومستدركا “حاليّا نحن في مرحلة مبكرة” من المناقشات.
وتنخرط السعودية وإيران في صراعات إقليميّة وتدعمان قوى متعارضة لاسيما في سوريا واليمن. وتتابع السعوديّة الملفيْن الإيرانيين النووي والباليستي عن كثب نظرا لما يشكّلانه من خطر مباشر على أمنها.
وفي نهاية أبريل الماضي تبنّى وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان نبرة تصالحيّة تجاه إيران، قائلا إنّه يأمل في إقامة علاقات جيّدة معها، وهي تصريحات رحّبت بها طهران.
ويقول متابعون لشؤون منطقة الخليج إنّ السعودية تفصّل التطوّر الحذر في موقفها من الحوار مع إيران على مقاس مصلحتها وفي ضوء التطورات الجارية في المنطقة والإقليم، ولاسيما تغيّر الموقف الأميركي في عهد إدارة الرئيس جو بايدن من إيران نحو درجة من التساهل معها قياسا بالموقف الذي كان قائما في إدارة سلفه دونالد ترامب التي سلكت طريق الضغوط القصوى على طهران.
وتريد الرياض التعامل بمرونة مع التطوّرات ومحاولة الاستفادة منها قدر الإمكان، وفي أدنى الحالات الحدّ من تأثيراتها غير المرغوب فيها.