اكتساب الأطفال لمهارات اجتماعية يزيد من حظوظ التحاقهم بالجامعة

المهارات الاجتماعية ضرورية في الحياة لذلك يقع على عاتق الوالدين تعليم أطفالهم كيفية التواصل وصقل هذه المهارات.
الثلاثاء 2021/06/01
الأطفال المتعاونون أكثر قدرة على النجاح

بنسلفانيا (الولايات المتحدة) - وجد باحثون من جامعة ولاية بنسلفانيا وجامعة ديوك، أن الأطفال الذين كانوا أفضل في المشاركة والاستماع والتعاون واتباع القواعد في سن الخامسة كانوا أكثر عزما على الوصول إلى المؤسسة الجامعية المناسبة. كما أنهم كانوا أكثر عرضة للعمل بدوام كامل بحلول سن الخامسة والعشرون. في المقابل يواجه الأطفال الذين لا يتمتعون بالذكاء الاجتماعي مشكلات تتعلق بتعاطي المخدرات وغيرها.

ويؤكد الباحثون على عدم الاستهانة بهذه المهارات لأن غيابها لدى الطفل أو مقاومته في اتباعها قد يكون مؤشرا على تأخر عقلي أو سلوكي يستلزم العلاج الطبي وتعديل السلوك من قبل المتخصصين. وعلى سبيل المثال فإن مهارات مثل التواصل البصري واتباع التعليمات يرفض أطفال التوحد والمصابون بفرط الحركة الالتزام بها.

وتعد المهارات الاجتماعية ضرورية في الحياة، ويقع على عاتق الوالدين مسؤولية تعليم أطفالهم كيفية التواصل وصقل هذه المهارات باستمرار مع تقدمهم في العمر.

وتعرّف نجوى العيسى اختصاصية علم الاجتماع المهارات الاجتماعية عند الأطفال بأنها “قدرة الطفل على التواصل والتفاعل مع أقرانه والآخرين بلباقة واحترام وذكاء”.

المهارات الاجتماعية تحمي الأطفال من السلوكيات السلبية المنتشرة في المدارس وتعدهم ليكونوا أكثر نجاحا

وتقول العيسى إن الطفل يستطيع التصرف في كل المواقف التي يتعرض لها سواء أكانت إيجابية أم سلبية ويتمتع بالحوار وتقبل الآخر بعيدا عن العناد والانعزال والوحدة، ولا يخجل في الحديث مع الغرباء. و تحمي المهارات الاجتماعية الأطفال من السلوكيات السلبية المنتشرة في المدارس كالعنف والإدمان وغيرها، وتُعِّدهم ليكونوا أكثر نجاحًا في شبابهم، فتنمية المهارات الاجتماعية تجعل الطفل أكثر تعاونًا ومحبا للعمل الجماعي، كما تساعدهم ليكونوا أكثر تأثيرًا في المستقبل.

ولا تعدّ المهارات الاجتماعية مفيدة على المستوى الاجتماعي فقط، بل تعزز من المستوى الأكاديمي للطفل، فقد أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين يتمتعون بمهارات اجتماعية عالية يحققون درجات مرتفعة في الاختبارات.

ويرى خبراء التربية أن التركيز مهارة تعتمد على بذل الجهد المتواصل لممارسة الأنشطة دون تشتت وأن يكون الطفل قادرًا على المواصلة لأطول فترة ممكنة لإنهاء المهام المطلوبة.

كما يجب أن يتمتع الطفل بلغة مفهومة ومعبرة، سواء على المستوى اللفظي من خلال الكلمات أو لغة الجسد كالإشارات وتعبيرات الوجه، وأيّ طريقة أخرى يمكن التعبير بها عن الأفكار والمشاعر والرغبات.

ويرى خبراء علم الاجتماع أنه من المهم أن يعرف الآباء أن لكل سن مهارات معينة، وأن تنمية المهارات الاجتماعية للأطفال تعتمد على المرحلة العمرية التي يمر بها الطفل، ومعرفة ما هي إمكانات التواصل بين الأطفال في كل عمر، وبالتالي يستطيعون أن يحدّدوا ما إذا كان الطفل يحتاج إلى مساعدة في تطوير تلك المهارات أم أن مهاراته مناسبة لسنه.

21