مهرجان مغربي يرصد الراهن السينمائي في سياق التحولات الاجتماعية

الرباط – انطلقت الجمعة فعاليات الدورة الثالثة عشرة من مهرجان سوس الدولي للفيلم القصير بمدينة أيت ملول في محافظة أغادير المغربية، تحت شعار “السينما والتحولات الاجتماعية” في محاولة للقائمين على المهرجان رصد راهن الفعل السينمائي في سياق التحولات الاجتماعية المرتبطة بجائحة كورونا وتداعياتها السيوسيوثقافية على المنطقة العربية والقارة الأفريقية.
وأعلن مدير المهرجان المخرج المغربي نورالدين العلوي أن “الدورة الثالثة عشرة تراهن على الاحتفاء الجمالي بالمنجز السينمائي القصير الروائي والوثائقي، وبرصد التحولات الاجتماعية انطلاقا من تعدد التجارب السينمائية، والرؤى الفنية، فضلا عن رصد منتجي الأفلام لمختلف الاختلالات التي يعرفها راهن الحياة في فترة حرجة من جائحة وباء كورونا تهدّد الوجود الإنساني والعيش المشترك”.
وتوصلت لجنة الانتقاء المكونة من أعضاء مجلس إدارة المهرجان ومن خبراء في السينما والفنون البصرية بما يفوق 175 فيلما قصيرا يمثلون 15 دولة تتوزّع بين الفيلم الروائي القصير، والفيلم الوثائقي القصير من مختلف الجغرافيات، واختارت اللجنة 13 فيلما قصيرا روائيا وثمانية أفلام قصيرة وثائقية للمنافسة على المسابقات الرسمية لهذه الدورة.
وتتضمن مسابقة الأفلام الروائية القصيرة على الأفلام التالية: “غالية” لأيمن صخر من مصر، و”الفيلسوف” لأفضيل عبداللطيف من المغرب، والفيلم السوداني الفرنسي المشترك “حاحاي الكلاب” لصدام صديق، والفيلم المغربي البلجيكي “طفل الحب” لهواري غوباري، و”كراش” للتونسيين بدرالدين وعلاءالدين جلاس، و”المنطقة الرمادية” لحسين جعفر حبيب سرحان من البحرين، و”فوتوغراف” لمهند محمد كلثوم من سوريا، و”طيف الزمكان” لكريم تاج من المغرب، و”أرض الغراب” لمحمد حسين محمد من العراق، و”حركات عشوائية” لبولحية يحيى عبدالواحد من الجزائر، و”خرجت ولم تعد” لمي مصطفى إيخو من موريتانيا، و”إيجا” لرشيد الهزمير من المغرب وأخيرا “بينتا” لجاك كولاي من غينيا.
أما في صنف الفيلم الوثائقي القصير، فتحضر الأفلام التالية: “الطريق إلى كيارستامي” ليونس بن حجرية من تونس، و”ساجوارو” لداليا محمد يوسف كعبية من فلسطين، و”المسن والجبل” لمحمد رضا غيزني من المغرب، والفيلم العراقي اللبناني المشترك “الحلم الأول” لمحمد العامري، و”الخلاص” لحسن إدريس حسن من ليبيا، و”حواديت يهود مصر” لأحمد هاشم محمد من مصر، و”رحلة الأمل” لفرج الشطشاط من ليبيا، و”طبيب الإنسانية” لعبدالباري المريني من المغرب.
وتتنافس الأفلام المشاركة في النسخة الجديدة للفوز بجوائز أحسن فيلم روائي قصير وأحسن فيلم وثائقي قصير وأحسن سيناريو وأحسن صورة سينمائية، علاوة على جائزة لجنة التحكيم الخاصة.
13 روائيا قصيرا و8 أفلام وثائقية قصيرة تتنافس على جوائز الدورة الجديدة من مهرجان سوس الدولي
وتضم لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لمهرجان سوس الدولي للفيلم القصير بصنفيها الروائي والوثائقي كلاّ من المخرج السينمائي العراقي الألماني نوزاد شيخاني والمخرج الإسباني جورج أونيوفا هيرمانديز والناقدة السينمائية ياسمين بوشفر والسيناريست محمد العلوي والباحث في جماليات التعبير عبدالسلام دخان.
وتكرّم الدورة الثالثة عشرة من المهرجان كلاّ من الناقد السينمائي حسن نرايس لعطائه المتواصل في محبة السينما والفنون البصرية، والأكاديمي عبدالرحمان التمارة تقديرا لجهده الأكاديمي والفني من أجل ترسيخ الوعي السينمائي في الجامعة المغربية والمحافل الثقافية.
كما تخصّص النسخة الجديدة من المهرجان ورشة في التصوير السينمائي يقدّمها المخرج المغربي المقيم بإنجلترا حمودة التونسي، وورشة في فن السيناريو من إعداد عبدالسلام البطراوي، وماستر كلاس موسوم بـ”التمثلات والمرجعيات الاجتماعية في السينما العربية” يقدّمه الناقد عبدالكريم واكريم.
وفي نفس السياق اختار مركز سوس للدراسات والأبحاث تقديم ندوة المهرجان “السينما والتحولات الاجتماعية” بمشاركة كلّ من نزهة حيكون وعمر أتاور وعبدالرحمن التمارة وعبدالسلام دخان.
وتنفتح حلقة تجارب سينمائية على الكاتب حسن الرايس من خلال حوار مفتوح (أونلاين) حول كتابه الجديد “المرأة في السينما المغربية: خلف وأمام الكاميرا”.
وعن الكتاب تقول الكاتبة والناقدة المصرية ناهد صلاح “أمران مثيران في هذا الكتاب، أولهما أنه ينقب بشكل ما في تاريخ السينما المغربية، والثاني تركيزه على المرأة كموضوع وكفاعل في المنتج السينمائي، ما يعني أنه إجمالا ينبش القديم ليصل إلى الحديث، المعاصر بأسلوب طيّع لا يخلو من بعض المشاكسة والمجادلة التي لا تفقده مرونته، بل تمنح القارئ فرصة الاستمتاع باللعب مع الخيال الجامح، الطموح والمألوف أيضا سواء في عملية إنتاج السينما أو مع باحث يتعقب شواغله وهواجسه ويفكّك المعطيات حتى يعثر على نتائج تساعده في توثيق مضبوط ومتقن”.
وتضيف صلاح “ووفق جرد متكامل أتقن حسن نرايس تتبّعه في كتابه، نتبيّن مدى الطفرة الكمية التي عرفتها سينما المرأة بالمغرب، بصرف النظر عن التصنيف النوعي والجنسي، فنجد أنفسنا أمام كتاب يصوغ مساحة مهمة في السينما المغربية ثقافيا، بوعي يؤازر الاشتغال السينمائي والإبداعي، ويفيد أي دارس أو باحث كوثيقة ضرورية يمكن الاستعانة بها”.
وتسعى هذه الدورة الرقمية بإدارة الخبراء: إبراهيم حنكاش، محمد أكرم الغرباوي، عزيز جنال وعبدالعزيز بوضوضن، إلى ترسيخ الفعل السينمائي بوصفه مكونا من مكونات فن العيش، والتأكيد على أهمية السينما في خلق الأمل، وإعلاء قيم الإنسانية النبيلة.
ويعدّ مهرجان سوس الدولي للفيلم القصير أحد أهم المهرجانات السينمائية المغربية التي تعنى بالفيلم القصير الروائي والوثائقي، وهو منظم من قبل محترف كوميديا للإبداع السينمائي بشراكة مع مجلس جماعة أيت ملول، والمجلس الجهوي سوس ماسة، وكلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية جامعة ابن زهر أيت ملول، وبدعم من المركز السينمائي المغربي.