المعلومات المضللة تعرقل حملة التطعيم في الولايات المتحدة

واشنطن - تشكّل المعلومات المضللة المنتشرة عن لقاحات كوفيد – 19 على مواقع التواصل الاجتماعي تهديدا لهدف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الوصول إلى تحقيق مناعة القطيع في الولايات المتحدة، في وقت يشهد تلقي اللقاحات تباطؤا بالفعل.
ويجد العاملون في مجال الصحة أنفسهم مضطرين لإقناع الناس بأنه لا أساس للروايات المخيفة التي قرأوها على الإنترنت.
ومن بين أسوأ الأمثلة على هذا النوع من المعلومات المضللة التي انتشرت على فيسبوك هي أنه بإمكان الرجال الذين تم تحصينهم التسبب بعقم للنساء غير الملقّحات عن طريق الجنس، وأن 97 في المئة ممن تلقوا اللقاحات سيصابون بالعقم وأن اللقاحات ستصيب “جيلا كاملا بالعقم”.
ويستمر تدفق منشورات تروج لنظريات لم يتم التوثق من صحتها عن فايروس كورونا على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، في كل دول العالم.
وبحسب آشلي كيرزنغر المديرة المساعدة في أبحاث الرأي العام والاستطلاعات لدى “مؤسسة عائلة كايزر”، المجموعة غير الربحية المعنية بالسياسات الصحية، يشير نحو نصف الأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاحات إلى أنهم يشعرون بالقلق من إمكان تأثير “لقاحات كوفيد – 19 سلبا على خصوبتهم في المستقبل”.
معظم المشككين باللقاحات لا يصدّقون أطباءهم ولا يسعون للحصول على مشورتهم
ومعظم المشككين باللقاحات لا يصدّقون أطباءهم ولا يسعون للحصول على مشورتهم. كما تعرقل المعلومات المغلوطة بشأن اللقاحات الإرشادات الصحية الصادرة عن السلطات.
وأكدت كاثرين أوكونيل وايت الأستاذة المساعدة المتخصصة في التوليد والأمراض النسائية في كلية الطب التابعة لجامعة بوسطن أنه “يصعب التخلص من المعلومات المضللة. يتم التمسك بها أكثر من الحقيقة القديمة المملة”.
ولا تقتصر المعلومات المضللة بشأن اللقاح على مواقع التواصل الاجتماعي، بل أصبحت أداة دعاية وحرب إعلامية بين الدول، ففي نهاية أبريل الماضي أكد منتجو لقاح “سبوتنيك V” الروسي أنهم سيرفعون دعوى تشهير ضد الوكالة الوطنية البرازيلية للرقابة الصحية “أنفيسا” التي رفضت السماح بتصدير هذا العقار إلى البلاد.
وقال حساب “سبوتنيك V” الرسمي في تويتر إن الهيئة البرازيلية “أصدرت بيانات خاطئة ومضللة” عن اللقاح دون اختباره.
وتابع منتجو “سبوتنيك V” أنهم يرفعون في أعقاب هذا الاعتراف دعوى تشهير في البرازيل ضد “أنفيسا”، متهمين الوكالة بنشر “بيانات خاطئة وكاذبة”.
وتحاول شركات الإنترنت المساهمة في وقف انتشار المعلومات المغلوطة عن اللقاح، فقد شاركت شركة غوغل بنصائح حول كيفية إيقاف المعلومات المضللة المتعلقة بكوفيد – 19 عبر الإنترنت. وأدرجت الشركة في تغريدة على تويتر إجراءات يمكن أن تساعد الشخص على عدم الوقوع في فخ الرسائل المزيفة ومقاطع الفيديو التي تنشر معلومات كاذبة حول فايروس كورونا وبرنامج اللقاح.
كما تحتوي التغريدة أيضا على رابط إلى مدونة غوغل الرسمية حول كيفية اكتشاف المعلومات الخاطئة عبر الإنترنت.
وتستشهد بتقرير مدعوم من مبادرة أخبار غوغل والذي وجد أن التصحيحات في شكل عمليات تدقيق للحقائق يمكن أن تقلل من آثار المعلومات الخاطئة على المعتقدات حول لقاح كوفيد – 19.