"ميم الكارثة" آخر المبيعات بنسق رقمي

الطالبة زوي روث قامت ببيع صورة لها وهي صغيرة بنسق "أن.أف.تي" وهو أسلوب تشفير عبر الرموز غير القابلة للاستبدال مقابل نصف مليون دولار.
السبت 2021/05/01
شاهدة على الكوارث

واشنطن- بيعت واحدة من أشهر الميمات على الإنترنت وهي صورة لفتاة صغيرة ذات عيون شريرة أمام منزل محترق بنسق “أن.أف.تي”، وهو أسلوب تشفير عبر الرموز غير القابلة للاستبدال، مقابل نحو نصف مليون دولار أميركي.

والميمات (memes) هي عبارة عن صور أو مقاطع فيديو قصيرة (GIF)، يكون محتواها على الأغلب هزليا أو ساخرا، وانتشرت بشكل فيروسي على شبكة الإنترنت وبالأخص على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكانت زوي روث تبلغ من العمر أربع سنوات عندما التقط والدها، وهو مصور هاو، الصورة الأيقونية التي أظهرت رجال إطفاء محليين وهم يطفئون حريقا في يناير 2005، وقدمها إلى مسابقة في مجلة “جي.بي.جاي” (JPG).

الصورة منذ نشرها عام 2005 تعتبر واحدة من أكثر الميمات تعبيرا عن الكوارث على مواقع التواصل الاجتماعي

تم تحميل الصورة على موقع المجلة على الويب للحصول على الجائزة، وأصبحت منذ ذلك الحين واحدة من أكثر الميمات تعبيرا عن الكوارث وانتشارا على وسائل التواصل الاجتماعي. وعدّلها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مرات عدة، لتبدو الطفلة كأنها شاهدة على انقراض الديناصورات وغرق سفينة “تيتانيك” وكوارث عالمية أخرى.

وعلى الرغم من أن هذه الصورة جالت العالم، فلم تستفد منها صاحبتها بشكل مباشر. لكن هذا انتهى الآن، حيث باعت الفتاة، وهي الآن طالبة جامعية تبلغ من العمر 21 عاما، الصورة بنسق “أن.أف.تي” مقابل نصف مليون دولار تقريبا.

وقالت زوي روث إن شخصا ما أرسل لها بريدا إلكترونيا يشير إلى أنه يحاول السيطرة على صورتها من خلال بيعها بنسق “أن.أف.تي”، مع ربح محتمل من ستة أرقام.

وأضافت أنها شككت في البداية في هذا الاحتمال، لكنها غيرت رأيها في النهاية بعد إجراء بعض الأبحاث مع والدها، بما في ذلك الدردشة في مواضيع الميمات، وساعد محام متخصص في تنزيل الملف وتحويله إلى “أن.أف.تي”.

تجدر الإشارة إلى أن زوي روث ووالدها قاما أيضا بترميز الصورة، بحيث في كل مرة يتم تداول الميم يحصلون على 10 في المئة من البيع.

"أن.أف.تي" يمنح شهادة تثبت أصالة أي منتج رقمي

ويتيح نسق “أن.أف.تي” (non-fungible tokens) وهو أسلوب تشفير عبر الرموز غير القابلة للاستبدال، منح شهادة تثبت أصالة أي منتج رقمي سواء كان صورة أو فيديو أو مقطوعة موسيقية، أو مقالة صحافية أو سوى ذلك.

وهذه الشهادة غير قابلة للخرق أو النسخ نظريا، وهي مصممة وفق تكنولوجيا “بلوك تشين” المستخدمة في تشفير العملات الرقمية مثل البيتكوين.

وبدأت شعبية “أن.أف.تي” تتنامى منذ فترة قصيرة تقارب ستة أشهر، ما أدى إلى نمو سريع في سوق هواة جمع المنتجات الرقمية بعدما كانت تقتصر على فئة محدودة، وهي استقطبت استثمارات بالمليارات من الدولارات.

والشهر الماضي، باع الصحافي في “نيويورك تايمز” كيفن روس أحد مقالاته بنسق رقمي مقابل 560 ألف دولار، في أحدث تجليات الشغف المتصاعد بتكنولوجيا “أن.أف تي”. وهذا المقال مخصص لمبادرة من الصحافي كانت ترمي إلى اختبار السوق وتوسيع نطاق الأعمال الرقمية المباعة بتقنية “أن.أف.تي”.

وكان مؤسس تويتر ورئيسها جاك دورسي باع أولى تغريداته على الشبكة بنسق “أن.أف.تي” في مقابل 2.9 مليون دولار. وفي 11 مارس الماضي بيع عمل رقمي للفنان الأميركي بيبل مقابل 69.3 مليون دولار خلال مزاد لدار “كريستيز”.

ووفقا لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، بيعت الصورة خلال مزاد، يوم 17 أبريل الحالي، لمستخدم يحمل اسم @3FMusic مقابل 180 قطعة من عملة الإيثريوم الرقمية المشفرة، بقيمة تقارب 430 ألف دولار في وقت البيع وحوالي 470 ألف دولار اعتبارا من تاريخ 27 أبريل، لكن بعض المصادر الصحافية تشير إلى أن قيمة عملة الإيثريوم متقلبة ويمكن أن تتقلب كل دقيقة.

19