علماء يكتشفون نقاط ضعف الأورام السرطانية المقاومة للعلاج الكيميائي

باحثون بريطانيون يتمكنون من فهم كيفية تعافي الخلايا السرطانية من الإجهاد الناجم عن العلاج الكيميائي، مما يساعد على تطوير أدوية أكثر فاعلية.
الخميس 2021/04/29
خطوات مهمة لتحديد أهداف العلاجات الجديدة للسرطان

لندن – كشفت دراسة جديدة عن “نقاط ضعف” في الخلايا السرطانية المقاومة للعلاج الكيميائي، ما من شأنه أن يساعد لاحقاً على تطوير أدوية أكثر فاعلية للسرطان.

ويفشل العلاج الكيميائي أحيانًا في علاج المرضى لأن نسبة من الخلايا السرطانية تقاوم آثاره السامة، ومع ذلك فإن كيفية ارتداد هذه الخلايا والتغلب على “الإجهاد” الناجم عن العلاجات ليست مفهومة جيدًا.

ولاكتساب نظرة ثاقبة عن عملية التعافي، طور علماء بريطانيون في مركز لأبحاث المايلوما بإمبريال كوليدج لندن، نموذجًا معمليًا لمراقبة الأحداث الجزيئية المختلفة التي تحدث داخل خلايا الورم النخاعي المجهد، وهو شكل غير قابل للشفاء من سرطان نخاع العظام.

وبينت النتائج التي نُشرت في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم أن هذه الخلايا المستعادة تظهر نقاط ضعف محددة يمكن استغلالها لتحسين علاجات السرطان.

وتتميز الخلايا السرطانية بالمرونة الفريدة بسبب قدرتها على التكيف بسرعة مع التحديات في بيئتها. ومع ذلك عندما تحاول جمع مواردها للتصدي لتهديدات معينة، قد تحتاج هذه الخلايا إلى إجراء “مقايضات” معينة، مما يجعلها عرضة لتحديات أخرى. وبالتالي فإن فهم نقاط الضعف هذه يمكن أن يساعد العلماء على تحديد أهداف جديدة للعلاجات وتعزيز العلاجات الحالية.

وعلى هذا الأساس شرع الباحثون في اكتساب فهم أفضل لكيفية تعافي الخلايا السرطانية من الإجهاد الناجم عن العلاج الكيميائي ونقاط الضعف التي قد يكشفها ذلك.

وقام الباحثون بتعريض خلايا المايلوما (الورم النقوي المتعدد) لمثبط البروتوزوم، وهو نوع من الأدوية المستخدمة بشكل شائع في علاج الورم النقوي، وعلى إثر ذلك قاموا بدراسة جوانب مختلفة من بيولوجيا الخلية مثل نشاط الجينات ومستويات البروتي، والتمثيل الغذائي، ووظيفة محطات طاقة الخلايا، والميتوكوندريا (أجزاء مُهِمَّة من الخلايا مسؤولة عن إنتاج الطاقة من الاغذية).

وجد الباحثون أن الإجهاد الناجم عن العلاج تسبب في حدوث تغييرات معقدة وطويلة بشكل غير متوقع داخل الخلايا المتعافية. وقارنوا نتائج دراستهم بشكل منفصل عن الجسم الحي للتحقق من قدرة النموذج على إعادة إنتاج الآثار ذات الصلة سريريا.

ما يميز الخلايا السرطانية المرونة الفريدة وقدرتها على التكيف بسرعة مع جميع التحديات التي تحيط بها في بيئتها

وتشير النتائج إلى أن العديد من جوانب وظيفة الميتوكوندريا قد تعرضت للخطر عند تعافي الخلايا، مما يسلط الضوء على نقطة ضعف مهمة يمكن استهدافها بشكل أكبر.

ويقترح الباحثون أيضًا أن بروتين GCN2 وهو إنزيم متخصص يستشعر ويستجيب لنقص الأحماض الأمينية، يمكن أن يكون “كعب أخيل” أي نقطة الضعف لاستعادة خلايا المايلوما. علاوة على ذلك من خلال مزيد من التحليل وجد الباحثون أن إنزيم GCN2 يمكن أن يكون هدفًا علاجيًا محتملاً لمجموعة من السرطانات الأخرى، وربما من دون علاج مسبق بأدوية أخرى.

ومن خلال تحديد المفاضلات التي تم إجراؤها عبر استعادة خلايا الورم النقوي، تمثل نتائج الدراسة أولى الخطوات المهمة في تحديد أهداف العلاجات الجديدة المحتملة وتحسين علاجات السرطان الحالية.

وعلق المؤلف الرئيسي الدكتور هولغر أونر المختص في علم الأورام الدموية الجزيئية في قسم المناعة والالتهابات بقوله “نحن الآن نستكشف نقاط الضعف التي وجدناها بعمق أكبر لفهم أنواع السرطان التي قد تكون أكثر قابلية للعلاج بالعقاقير التي تستهدف نقاط الضعف هذه بشكل أفضل”.

وأضاف “نحن نحاولة تطوير دواء جديد يمنع وظيفة أحد الجزيئات التي تساعد خلايا الورم النقوي على التعافي من مثبطات البروتوزوم”.

وقالت باولا سافيدرا غارسيا، الباحثة المساعدة في قسم المناعة والالتهابات “أنا متحمسة جدًا للعمل لأنه يسلط الضوء على أهمية التمثيل الغذائي في السرطان، وكيف يمكن أن توفر نقاط الضعف الأيضية طرقًا جديدة لتحسين علاجات السرطان”.

17