انفلات أمني في الصومال يقوي شوكة الجهاديين

فرماجو يواجه مجموعة من الخصوم بعضهم قادر على حشد ميليشيات مسلحة بشكل جيد وموالية للقبائل.
الأربعاء 2021/04/28
مسار شائك

مقديشو- فرّ سكان من أحياء بالعاصمة الصومالية مقديشو الثلاثاء خوفا من تجدد الاشتباكات بين فصيلين متناحرين من قوات الأمن التي انقسمت وسط خلاف على تمديد فترة ولاية الرئيس.

وتسيطر قوات موالية للمعارضة على أجزاء من المدينة واشتبكت القوتان في مطلع الأسبوع مما أثار مخاوف من أن تستغل حركة الشباب الإسلامية المتشددة، التي تربطها صلات بتنظيم القاعدة، الفراغ الأمني مع انقسام قوات الأمن.

حسن حندوبي: المعارضة قد تصبح ملاذا آمنا لجماعات إرهابية
حسن حندوبي: المعارضة قد تصبح ملاذا آمنا لجماعات إرهابية

ويدين العديد من الجنود بالقوات المسلحة بالولاء لميليشيات قبَلية كثيرا ما كانت تتناحر على النفوذ والموارد.

وتصاعدت حدة الخلاف السياسي في مقديشو التي تعد من المناطق القليلة في الصومال الخاضعة لسيطرة الحكومة المركزية منذ فبراير، بعد انقضاء ولاية الرئيس محمد عبدالله فرماجو الرئاسية التي استمرت أربع سنوات وقبل إجراء انتخابات جديدة.

وخصوم فرماجو اتهموه برفضه ترك منصبه ونظموا احتجاجات في الشوارع ضد استمرار حكمه انتهت بإطلاق النار وإثارة الفوضى.

ومع تزايد التوترات وقّع فرماجو في وقت سابق من هذا الشهر على قانون مثير للجدل لتمديد ولايته متعهدا بإجراء انتخابات في غضون عامين.

لكن خصومه أعلنوا عدم دستورية هذه الخطوة، كما لاقت رفض الدول الغربية الداعمة للصومال التي حضت الرئيس للعودة إلى طاولة المفاوضات وهدّدت بفرض عقوبات في حال لم يمتثل.

وأخذت الأزمة منحى تصاعديا بين فرماجو وزعيمي بونتلاند وجوبالاند، وهما ولايتان من ولايات الصومال الخمس شبه المستقلة، لتصل إلى خلاف حول كيفية إجراء الانتخابات.

وفي سبتمبر تم التوصل إلى اتفاق مهّد الطريق لإجراء انتخابات غير مباشرة بحلول فبراير، لكن هذا الاتفاق انهار وفشلت جولات متعددة من المفاوضات المدعومة من الأمم المتحدة في إحداث خرق.

ويواجه فرماجو مجموعة من الخصوم بعضهم قادر على حشد ميليشيات مسلحة بشكل جيد وموالية للقبائل. ويخشى محللون من انقسام قوات الأمن الصومالية على أسس سياسية وقبلية وأن تتحول مقديشو إلى مسرح لحرب شوارع.

لكنّ محللين يقولون إن فرماجو يعتمد على دعم قطر وتركيا وحلفاء إقليميين مثل إريتريا وإثيوبيا مستغلا الانقسامات الغربية بشأن كيفية التعامل مع الإدارة المتمردة.

وحذر وزير الأمن الصومالي حسن حندوبي الثلاثاء قادة المعارضة من أن يصبحوا “ملاذا آمنا لجماعات إرهابية وعصابات مسلحة” لزعزعة أمن العاصمة مقديشو التي تحشد فيها المعارضة فصائل مسلحة.

Thumbnail

ورأى الوزير، أن هناك “عصابات مسلحة استغلت الأحداث الأمنية الأخيرة في العاصمة، وتنهب ممتلكات المواطنين وتجبرهم على النزوح من منازلهم”.

وأشار إلى أن الحكومة “بإمكاناتها المادية والعسكرية، قادرة على مواجهة الفصائل المسلحة لضبط أمن العاصمة، لكنها لا تريد خوض حرب يدفع المواطن ثمنها”.

وتصب الأزمة السياسية مباشرة في مصلحة حركة الشباب المتطرفة التي تسيطر على مساحات شاسعة من الصومال وتسعى للإطاحة بالحكومة في مقديشو وفرض الشريعة الإسلامية.

ونشرت الحركة المرتبطة بالقاعدة مقاطع فيديو دعائية في الأسابيع الأخيرة تستغل هذه الفوضى السياسية وتصور النخبة السياسية في البلاد على أنها متعطشة للسلطة وغير صالحة للحكم.

وقالت موريثي موتيغا من مجموعة الأزمات الدولية إن الخلاف الداخلي يمنح حركة الشباب فرصة لاستغلال الانقسامات في القوات المسلحة وتعزيز أجندتها العنيفة. وأضافت المسؤولة عن القرن الأفريقي في المجموعة أن “هذه بمثابة هدية لحركة الشباب”.

5